المعيار المزدوج أو الكيل بمكيالين هو مفهوم يشير للتحيز وهو نموذج معبر عن الظلم؛ لأنه يقوم على فكرة أن القانون يتمايز بناء على طبيعة من يحتكم إليه، وهذا تماما ما فعله الاتحاد الآسيوي مع الهلال. كما هو معلوم هذه النسخة من دوري أبطال آسيا هي نسخة استثنائية تقام في ظروف استثنائية ولذلك تم تعطيل كثير من اللوائح، فالبطولة تم استكمالها بنظام التجمع وأدوارها الإقصائية من مباراة واحدة بخلاف أن الفرق لعبت دور المجموعات بقائمتين مختلفتين، وكل ما سبق مخالف للوائح البطولة ولكن هذا أمر مفهوم في ظل هذه الظروف الاستثنائية، لكن غير المفهوم هو تعطيل لوائح كثيرة بسبب الجائحة وتطبيق مادة معينة في اللائحة بحذافيرها على الهلال الذي هو أكثر من تضرر من الجائحة، وإن لم يكن ذلك ظلم فما هو مفهوم الظلم والتعنت؟؟ كان بوسع الاتحاد الآسيوي إعمال حلول كثيرة لإنصاف الهلال وحفظ عدالة المنافسة في مسابقاته، أكثر هذه الحلول منطقية هو تأجيل الأدوار الإقصائية فالنهائي لن يلعب قبل 19 ديسمبر وفرق الشرق موعد تجمعها في إكتوبر وبعضها حتى اللحظة لم يلعب أي دقيقة في دور المجموعات، وأما أخّف الضرر فهو كأقل تقدير منح شباب أهلي دبي نقاط اللقاء لعدم اكتمال قائمة الهلال مع حفظ حق الهلال الطبيعي والمكتسب بصدارة مجموعته ومنحه فرصة الدفاع عن حظوظه في دور الستة عشر ولو كان ذلك عدالة ناقصة وبصفوف غير مكتملة، لكن إقصاء الهلال بهذا الشكل المجحف دون أي مراعاة لظروفه القاهرة هو قمة التحيز والظلم وهو ما لا قدرة لفريق على تحمله ولم يتعرض نادٍ لظلم مماثل لذلك على الإطلاق. السطر الأخير: مشاركة منتخبي قطر واليابان الشرفية في كوبا أميركا العام الماضي كانت سببا كافيا للاتحاد الآسيوي لتأجيل دور الستة عشر، بينما إصابة أكثر من ثلاثين شخصا من بعثة الهلال بوباء كورونا لم تقنع نفس الاتحاد، الفرق هو أن هذه الأندية واتحاداتها الأهلية تملك من الحظوة في مكاتب الاتحاد القاري ما لا يملكه الهلال ولا اتحادنا السعودي.