مسألة أن يتأهل الأهلي والهلال والاتحاد إلى دور الثمانية من تلك البطولة الآسيوية التي تمثل صفوقة البطولات مسألة تحتاج من أولئك الذين يمسكون بزمام الأمور في اتحاد القارة الوقوف أمامها وتعديل مسار الظلم الذي قدموه في ما فات من عمر الزمن كمكافأة للكرة السعودية التي برغم تألق أنديتها وابداعات نجومها إلا أنها لم تتحصل بعد على قرار ينصفها وينصف هذا التميز الذي أسهم كثيرا في تطوير البطولة وإنقاذها من الفشل. ففي الوقت الذي تعمدوا فيه تجريد الأندية السعودية من أرقام المقاعد المستحقة وتقليصها إلى ثلاثة مقاعد ونصف المقعد هاهي المعطيات الفنية والنتائجية تأتي إلينا كمدلول واضح لا يقبل الجدل على أن اتحاد القارة يتعامل مع الجميع ولكن بمعايير متخلفة ومخالفة دونما نعلم لماذا وكيف وما هي الأسباب التي أرغمتهم على اتخاذ مثل ذاك القرار المجحف. ثمانية فرق آسيوية تأهلت لربع النهائي منها ثلاثة فرق سعودية وبالتالي وطالما أن نصف المتأهلين يمثلون الكرة السعودية فهذا تأكيد رسمي على أننا الأفضل ولولا الأفضلية التي سطرتها الفرق السعودية في هذا الاستحقاق لأصبحت البطولة ناقصة بل ميته ولا يمكن لها أن تنهض فنيا وجماهيريا إلا من خلال كرتنا وأنديتنا ونجومنا. نحن هنا لا نبحث عن كل الإنصاف بقدر ما نبحث على القليل القليل منه ذلك أن الاتحاد القاري استمرأ كثيرا في تحجيم الحق المباح لنا هكذا لمجرد أن اللوائح التي يتعاملون بها لوائح ناقصة لا تستند على منطق ولا تسير في ركب الموضوعية التي من شأنها أن ترقى بالكرة الآسيوية وترقى بمستويات البطولات التي تندرج تحت لوائه. لن أذكر القارئ الكريم بماهية تلك الأساليب الظالمة التي وقفت ضداً للكرة السعودية طيلة السنوات الماضية لكنني بعد أن حسمنا أمر التأهل فإننا نتمنى أن يكون لممثلينا في هذا الاتحاد دورا وكلمة لعل وعسى أن تذوب كل تلك الأخطاء التي مست هيبة الكرة السعودية في بوتقة قرارات منصفة تعيد لها المقعد المفقود وتضاعف رقمه. أقول أتمنى مع أنني في خضم المخرجات التي طارت من طاولة اجتماعاتهم المتكررة إلى أن وصلت إلينا من ذاك الاتحاد لازلت متشائما اعتقادا بأنهم هناك بمثابة خصوم لا بمثابة قضاة عدالة. أما عن الأهلي والهلال والاتحاد فالأول أبدع في الإمارت والثاني تميز في الرياض والثالث كعادته أثبت بأن الآسيوية لعبته المفضلة. فمبروك لهذا الثالث الذي أسعدنا بنتيجة مشرفة ورائعة في دور الستة عشر متمنيا أن تكون هذه البداية التي ترسم الطريق إلى حيث نهايات جميلة يصبح من خلالها النهائي الآسيوي سعوديا في طابعه وسعوديا في مضمونه وسعوديا في هويته. سباعية الهلال في شباك بني ياس الإماراتي هي رقم للتاريخ. فالهلال كبير مهما اعترت مسيرته الظروف إلا أنه قادر على أن يعود إلى الواجهة وكيف لا يكون كذلك ونحن جميعا نشاهد عملا إداريا منظما ودعما لوجستيا كبيرا ومدرجات مؤثرة وعناصر فنية تصنف على أنها من صنف العيار الثقيل في كرة القدم.. وسلامتكم.