منحت شركة أرامكو السعودية عقدًا للتنفيذ على أساس المبلغ المقطوع لوحدة نزع المياه الحامضة لمصفاة رأس تنورة لصالح شركة النفط والغاز الإسبانية "ريونداس"، بقيمة 300 مليون ريال (80 مليون دولار) للعقد الموقع بهذا الخصوص. يشمل نطاق العقد الهندسة والمشتريات والتوريد والبناء والمساعدة في بدء تشغيل المحطة، ويتألف المشروع من وحدة نزع الماء الحامض والربط بالمنشآت القائمة. ويهدف المشروع الممنوح للشركة الإسبانية إلى تعزيز استرداد كبريتيد الهيدروجين والأمونيا من شبكة مياه المصفاة، وبالتالي تحسين جودة المياه التي سيتم إعادة استخدامها من قبل وحدات مختلفة في المجمع التكريري من منظور اقتصادي دائري. ويحتوي المشروع على جدول زمني لمدة أربعة وثلاثين شهرًا حتى الانتهاء. والمشروع عبارة عن عقد جديد ومستقل من مشروع "الوقود النظيف" الذي قامت به شركة "ريونداس"، وهو قريب جدًا من استكماله بشكل مرضٍ. وتم منح الشركة الإسبانية في نهاية عام 2016 النطاق الكامل لمشروع "الوقود النظيف"، بما في ذلك وحدات المعالجة التي تم تصميمها لتحسين جودة الوقود حتى معيار يورو - 5، إضافة إلى التوهج للمباني المقابلة وتحديث مرافق المصفاة. وهذا العقد هو الوظيفة الرئيسية الثانية والعشرون في المملكة لعميل سعودي منذ عام 2003. وقامت شركة "ريونداس" بأعمال ليس فقط في رأس تنورة وهي أكبر مصفاة في المملكة، ولكن أيضًا في جميع المصافي الرئيسية الأخرى المملوكة لشركة أرامكو في المملكة، بما في ذلك مصافي التصدير المخصصة لإنتاج الوقود بمعيار يورو - 5. وأكمل فريق مشروع الوقود النظيف في مصفاة رأس تنورة، مؤخرًا، تركيب أضخم مُعدّة في المشروع يبلغ وزنها الإجمالي 544 طنًا، فيما يصل طولها إلى 65 مترًا، حيث ستُستخدم هذه المعدة لفصل النافثا. وتكمن أهمية الإنجاز في أن هذه المعدة تُعد المغذي الرئيس لأكبر وحدات التحويل الآيزومري والمحفز المستمر للنافثا الثقيل، بسعة معالجة إجمالية تبلغ 155 ألف برميل يوميًا، حيث إنها تقوم بتقسيم النافثا المعالج بالهدم إلى نافثا خفيف وثقيل، وهي وظيفة رئيسة لوحدة معالجة النافثا الهيدروجينية، حيث تتحكم في خصائص البنزين الذي يتم إرساله إلى وحدة التحويل الآيزومري. وقد استغرقت أعمال الرفع والتركيب ثلاث ساعات متواصلة، حيث استُخدمت رافعة رئيسة بقدرة رفع تصل إلى 1600 طن، مع رافعة مساعدة قدرة رفعها تبلغ 600 طن. فيما استغرقت تحضيرات تجهيز الموقع والنقل والتركيب ما يقرب من ثمانية أسابيع من العمل المستمر. ونظرًا لضخامة المعدة قام فريق المشروع بالتنسيق المباشر مع الجهات المعنية لنقلها من الجبيل إلى موقع المشروع، حيث تطلب العمل إجراء فصل مؤقت لعديد من الكابلات الكهربائية الهوائية، بالتعاون مع شركة الكهرباء السعودية وأمن الطرق، كما احتاج النقل إلى تجنب الجسور المنخفضة لتأمين عبور آمن للناقلة إلى موقع المشروع. إلى جانب ذلك، تم النقل من الجبيل إلى موقع المشروع في مصفاة رأس تنورة خارج فترات الذروة خلال الفترة المسائية، لتجنب تعطيل الحركة المرورية والمحافظة على سلامة مستخدمي الطرق، واستغرقت الرحلة ما يقرب من ثلاثة أسابيع من الجهة المصنعة إلى الموقع. وتفخر أرامكو بأن مُعدّة فصل النافثا تم تصنيعها في شركة محلية سعودية في الجبيل، وهو ما يُسهم في تحقيق أهداف برنامج "اكتفاء" الذي يسعى إلى رفع نسبة توطين الصناعات إلى 70 ٪ بحلول عام 2021م. وقد استغرق التصنيع الكامل للمعدة أكثر من 12 شهرًا بعدد ساعات إجمالية بلغت أكثر من 2500 ساعة. ويهدف مشروع الوقود النظيف لمصفاة رأس تنورة إلى توفير منتجات نفطية استهلاكية، كوقود السيارات والديزل وعديد من المنتجات الأخرى، بمواصفات عالية الجودة تتوافق مع معايير الجودة الأوروبية (يورو - 5)، عبر إنشاء معامل جديدة حديثة التقنية في المصفاة، تُعدّ الأكبر من نوعها في العالم، لإنتاج الوقود النظيف. وتعتبر مصفاة رأس تنورة أولى مصافي شركة أرامكو السعودية بالمملكة والمملوكة 100 % وأضخمها بطاقة 550 ألف برميل يومياً. ويمثل ميناء رأس تنورة على الخليج العربي المنفذ الرئيس لتصدير النفط من المملكة ومسؤول عن تصدير 90 % من النفط السعودي للعالم بإجمالي طاقة معالجة تبلغ حوالي 6.5 ملايين برميل يوميا، ويتم تحميل جميع درجات النفط الخام السعودي في هذا الميناء، جنبا إلى جنب مع المكثفات والمنتجات. ويتألف الميناء من ثلاث محطات تشمل محطة رأس تنورة، ومحطة الجعيمة للخام، ومحطة الجعيمة لتصدير غاز البترول المسال. وتعد محطة النفط في رأس تنورة الأكبر في الميناء بطاقة تخزينية يبلغ متوسطها 3.4 ملايين برميل يوميا، و33 مليون برميل من سعة التخزين. ويمكن للمحطة أن تستوعب ناقلات تصل حمولاتها 500.000 طن حيث يتم تحميل جميع درجات النفط الخام السعودي في محطة رأس تنورة. فيما يبلغ متوسط طاقة مناولة محطة رأس الجعيمة من النفط الخام حوالي 3.12 ملايين برميل يوميا، وتستوعب بعض أكبر ناقلات النفط بحمولة 700.000 طن. ويتم تحميل جميع درجات الخام السعودي في هذه المحطة، جنبا إلى جنب مع غاز الوقود بأقصى قدرة تحميل تبلغ 120.000 برميل يوميا.