الموت حقٌ على كل حي وهذه سنة الحياة، فحين يأتينا هذا المصاب الجلل في من نحب يشعر حينها الإنسان بالحزن على فراق شخص عزيز عليه أو شخص تربطه معه علاقة أو معرفة، وكان ذا خلق يذكره القاصي والداني. تلقيت -أول من أمس- خبر وفاة الأخ صاحب الخلق الرفيع والابتسامة الصادقة الأستاذ فهد بن راشد العبدالكريم رئيس تحرير جريدة الرياض -رحمه الله-. وكان لهذا الخبر وقع عليّ كالصدمة. فقد عرفت فهد العبدالكريم منذ أكثر من 35 سنة على المستوى الشخصي والعمل، حيث كان شخصية اجتماعية تحظى بقبول واحترام الكثيرين، وكنت متابعاً له من خلال كتاباته الصحفية في مجلة اليمامة ومن ثمّ في جريدة «الرياض» كان قلمه صادقاً وفكره نيراً وطرحه جذاباً، وفي كتاباته انعكاس لواقعه الطيب ومهنته التي قضى عقوداً من عمره بين أروقتها. خلال فترة مرضه قبل ما يقارب العام كنت حريصاً على زيارته في المستشفى والاطمئنان على صحته، رأيته رجلاً مؤمناً -بقضاء الله وقدره- يستقبلك وهو يصارع الألم بابتسامة عريضة يبدي لك أن صحته في أفضل حال، رغم ما يعانيه من ألم. يتناول الحديث ويستذكر المواقف ويخطط للمستقبل كان طموحه عالياً وآماله عريضة. سافر إلى خارج المملكة لاستكمال علاجه وتواصلت معه وكان بنفس العزيمة والرضا بما كتبه الله له. واليوم كان المصاب الجلل في رحيل أبي يزيد صاحب القلب الكبير الذي بفقدانه فقد الإعلام السعودي أحد أعمدته الشامخة بفكره وطرحه وتناوله للموضوعات البناءة. فقد الإعلام مدرسة للكثير من الصحفيين في صناعة الصحافة بمفهومها الشامل. رحل فهد العبدالكريم وستبقى ذكراه خالدة في الوسط الإعلامي وخارج محيط الوسط الإعلامي. وعزائي لوالده الفاضل الشيخ راشد وأبنائه؛ يزيد وفيصل، وإخوانه الكرام عبدالله وصالح وتركي وكافه أسرته خاصة، وأسرته الإعلامية عامة في هذا المصاب الجلل، ونسأل الله أن يغفر لعبده فهد بن راشد العبدالكريم وأن يغفر لموتانا وموتى المسلمين وأن يتغمدهم برحمته الواسعة.