توقع عدد من المحللين الماليين بأن يسهم قرار مؤسسة النقد العربي السعودي "ساما" خفض أسعار "الريبو العكسي" إلى 125 نقطة أساس و"الريبو" إلى 175 نقطة أساس في زيادة معدل الإنفاق الاستهلاكي نتيجة لانخفاض تكلفة القروض بالنسبة للأفراد، إضافة إلى زيادة وتيرة التوسع في المشروعات وتنفيذ الجديد منها نتيجة لتحفيز هذا الخفض للشركات لطلب المزيد من القروض وهذا يدعم خلق المزيد من الوظائف وزيادة معدل التوظيف، وأشاروا إلى أن تراجع أرباح البنوك نتيجة لهذا الخفض لن يكون ذا سلبية تذكر في ظل زيادة معدلات الطلب للقروض. وقال مستشار السياسات الاقتصادية وإدارة استراتيجيات الأعمال أحمد الشهري، ل "الرياض": إن التأثير الكلي المتوقع لخفض معدل اتفاقيات إعادة الشراء المعاكس (الريبو العكسي) من 175 نقطة أساس إلى 125 نقطة أساس، وخفض معدل اتفاقيات إعادة الشراء (الريبو) من 225 نقطة أساس إلى 175 نقطة أساس سيكون في زيادة معدلات حصول الأفراد على القروض المنخفضة الكلفة، ما يعني زيادة في الإنفاق الاستهلاكي وبالنسبة للشركات فسيحفزها انخفاض أسعار الفائدة على القروض على مزيد من الاقتراض للتوسع في المشروعات وتنفيذ مشروعات ونظريا سيصاحب ذلك خلق مزيد من الوظائف وزيادة في معدلات التوظيف، وستنخفض أرباح المصارف نتيجة لهذا الخفض. وبين الشهري بأن القروض القائمة لن تتأثر بهذا التخفيض باستثناء تلك المرتبطة بفائدة متغيرة وذلك بناء على تقييم المصدر التمويلي في العادة حسب معدل الفائدة الداخلي بين المصارف "السايبر" ومن الطبيعي بعد هذا الخفض بالنسبة للقروض الشخصية قصيرة الأجل أن تشهد انخفاضا، ويمكن لنا أن نرى منافسة بين البنوك والجهات التمويلية لتقديم أقل نسب تمويل. وبين الشهري، أن القروض العقارية الثابتة ستنخفض جراء هذا التخفيض بناء على عاملين هما طول فترة القرض ومتوسط المخاطر التي تقدرها الجهة التمويلية والتوقع المستقبلي لحركة أسعار الفائدة أما بالنسبة للقروض العقارية المتغيرة لكونها مرتبطة بمعدل الفائدة الداخلي بين المصارف فستتغير بناء على نفس المعايير. بدوره قال المستثمر في سوق الأسهم السعودي وعضو لجنة الأوراق المالية بغرفة تجارة الرياض، خالد الجوهر: إن هذا الخفض سيكون له إيجابية كبيرة على لقطاع الخاص بالمملكة إذ سيسهم في زيادة نشاطه نتيجة لتحفيزه الشركات والمصانع لطلب المزيد من القروض وهذا يعني زيادة الطلب على الأسواق وبالنسبة لانخفاض أرباح البنوك نتيجة لهذا الخفض فلن يكون ذلك الانخفاض مؤثرا في ظل زيادة معدل الطلب على القروض سواء بمختلف أنواعها. وكانت مؤسسة النقد العربي السعودي "ساما"، قد حذت حذو البنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في تغيرات أسعار الفائدة على الريال، وذلك بسبب الربط بين العملتين (الريال والدولار)، وأقرت خفض معدل اتفاقيات إعادة الشراء المعاكس (الريبو العكسي) من 175 نقطة أساس إلى 125 نقطة أساس، وخفض معدل اتفاقيات إعادة الشراء (الريبو) من 225 نقطة أساس إلى 175 نقطة أساس، وكان الفيدرالي الأميركي قد خفض معدل الفائدة ب 50 نقطة أساس إلى النطاق بين 1.25 % و1.00 %. ويمثل سعر اتفاقيات إعادة الشراء المعاكس (الريبو العكسي) سعر الفائدة التي تحصل عليها البنوك عند إيداع أموالها لدى المؤسسة، بينما يمثل سعر اتفاقيات إعادة الشراء (الريبو) سعر الإقراض من المؤسسة للبنوك.