السبب الأكثر شيوعاً لفرط نشاط الغدة الدرقية هو نقص اليود في الغذاء، وقد يحدث بسبب قلة أو زيادة إفراز هرمونات الغدة الدرقية أو تعدد العقد على الغدة نفسها، مرض جريفز Graves (وهو مرض من أمراض خلل المناعة الذاتية)، مرض هاشيموت (hashimoto)، سرطان الغدة الدرقية، الحمل، والتهاب الغدة الدرقية، كذلك من الأسباب وجود ورم حميد في الغدة أو تضخمها أو وجود خلل فيها مما يؤدي زيادة إفراز الهرمون المنشط للغدة الدرقية (TSH) إلى زيادة إنتاج هرمونات الغدة الدرقية، كما أن التهاب الغدة الدرقية من الأسباب الشائعة وتحدث بعد الولادة أو بعد الالتهابات الفيروسية. في حالات نادرة جداً، قد يكون السبب نمو نسيجي غير طبيعي في المبيض يفرز هرمون الغدة الدرقية أو ظهور عقيدات (زوائد) في الغدة الدرقية، وغالبًا ما تكون هذه العقيدات ساكنة، ولكنها قد تنشط أحيانًا؛ مما يؤدي إلى زيادة الهرمونات. زيادة اليود تفاقم الحالة حيث تؤدي إلى زيادة في هرمونات الغدة الدرقية حيث إن تناول كميات كبيرة من المواد الغذائية، أو الأدوية التي تحتوي على اليود. ومن الأمور التي يجب التنبيه عليها أن بعض الأشخاص يتناولون مكملات غذائية بدون وصفة طبية وبكميات كبيرة وبعضها تحتوي على هرمون الغدة الدرقية، فتظهر الأعراض من دون ارتفاع حقيقي في إفراز الهرمون مما يسبب مشاكل صحية وعدم دقة في التشخيص. من أبرز أعراض فرط نشاط هرمونات الغدة الدرقية نقص الوزن بشكل ملحوظ، النهم أو الرغبة في تناول الطعام بشكل كبير، ارتفاع في معدل ضربات القلب عادةً أكثر من 100 نبضة في الدقيقة وارتفاع ضغط الدم، التعرق ورجفة اليد أو الأصابع بعد فتح اليد، العصبية والتوتر والقلق، وجحوض العينين عند ارتفاع الهرمونات بشكل كبير. وهناك أعراض قد تظهر وقد لا تظهر مثل زيادة حركة الأمعاء وصعوبة في التنفس والإمساك والتقلبات العاطفية وتساقط الشعر وصعوبة في النوم وتضخم الغدة وتتضح في العنق وأيضاً غزارة غير عادية للدورة الشهرية لدى النساء، الحساسية المتزايدة لارتفاع درجة الحرارة وتغيرات في عملية الإخراج، وضعف العضلات، وصعوبة النوم، وضعف صحة الجلد والشعر حيث يكون خفيفا وجافاً ومتقصفاً. ويتم علاج هذا المرض باستخدام اليود المشع أوالجراحة لإزالة جزء من الغدة الدرقية أو أدوية مثبطة لمستقبلات بيتا Beta Blockers(مثل بروبرانولول أو نادولول) لإبطاء معدل ضربات القلب . المفاهيم الخاطئة أنبه على نقطة مهمة أن زيادة نشاط الغدة الدرقية ليس من الضروري أن يؤدي إلى تضخم الغدة أو جحوص العينين إلا في الحالات المتقدمة أو عند الإصابة بداء غريفز بالذات لدى المدخنين، كما أن أمراض الغدة الدرقية -انخفاضها وارتفاعها- ليست معدية وتناول أدويتها سيكون غالباً طول العمر ولكن ليس له تأثيرات جانبية. تشخيص المرض.. لا يمكن الاعتماد على الأعراض لتشخيص تلك الحالات ولابد من إجراء فحص للدم لمعرفة نسبتهما، زيادة الهرمون المنشط للثيروكسين TSH (Thyroid Stimulating Hormone) والذي يفترض أن يكون في الحالات الطبيعية (0.35 – 5)، بعض الدول تستخدم نسب أقل قليلاً أو أعلى قليلاً بالذات أن الارتفاع أو الانخفاض القليل ليس له تأثير كبير، وارتفاعه أكثر من 5 معناه احتمال وجود ضعف في هرمون الغدة الدرقية، والعكس صحيح في حالة فرط نشاط الغدة الدرقية، فحص الطبيب مهم لمعرفة السبب الحقيقي للارتفاع أو الانخفاض. والنسبة الطبيعية لهرمون T4 هي مابين ( 65 - 160 نانومول لليتر الواحد (Nmol per liter) أو (4.5 - 12،5) ميكروغرام لكل ديسيليتر (Micrograms per deciliter)، وبالنسبة للهرمون الحر FT4 فالنسبة الطبيعية مابين (10 - 25) بيكومول لليتر (Pico Mol liter) أي (0.8- 3،3) نانوغرام لكل ديسيليتر (Nanograms per deciliter) . النسبة الطبيعية لهرمون T3 ما بين (80-190) نانوجرام / ديسيلتر والهرمون الحر مابين (0.25-0.65) نانوجرام / ديسيلتر . هذه النسبة الطبيعية هي لكل الأعمار للرجال والنساء والأطفال، وهي نسب تقريبية لانها تختلف حسب الأشخاص ومعايير المختبر. ننبه إلى نقطة مهمة وهي أن بعض الأدوية قد ترفع نسبة هرمون T4 في الدم، ولا بد من ابلاغ الطبيب بأن الشخص يتناولها لكي لا تؤثر على دقة التشخيص، ومن أمثلة تلك الأدوية حبوب منع الحمل التي تحتوي على الاستروجين, كلوفيبرات (دواء خافض لدهنيات الدم - Clofibrate) وبيرفينازين (دواء مهدئ ومضاد للذهان - Perphenazine). كما أن هناك أدوية قد تسبب انخفاض T4 العام: جرعات عالية من الساليسيلات (Salicylates)، الستيرويدات (Corticosteroids)، كلوربرومازين (Chlorpromazine)، الفنيتوين (Phenytoin)، الهيبارين (Heparin)، والليثيوم (Lithium)، سلفوناميدات (Sulfonamids)، ريزيربين (Reserpine)، التستوستيرون (Testosterone)، بروبرانولول (Propranolol)، وتولبوتاميد (Tolbutamide). الفئات المعرضة لفرط نشاط الغدة الدرقية عادة يصيب هذا المرض النساء أكثر من الرجال. المصابون بفقر الدم غير الحميد، وهو نوع من الأنيميا ناجمة عن نقص فيتامين ب12. المرضى بداء السكري من النوع الأول. المصابون بقصور الغدة الكظرية الأساسي أو الأولي المضاعفات إذا لم يعالج فرط نشاط الغدة الدرقية فقد يؤدي إلى بعض المضاعفات ومنها: مشكلات في القلب. مشاكل صحية في العينين مثل تورم العين واحمرارها وانتفاخ الجفون، والحساسية للضوء، والزغللة، وازدواجية الرؤية. وعند عدم معالجتها قد يؤدي إلى فقد البصر. كسل الغدة الدرقية. هشاشة العظام وأنبه إلى أن هذه الأعراض تكون أكثر وضوحاً لدى المصابين بداء جريفز، لهذا لابد من مراجعة الطبيب لتشخيص الحالة بشكل دقيق. العلاج تناول أدوية مضادة لعمل الهرمونات حيث تعمل على إبطاء وتقليل إنتاج الغدة الدرقية للهرمونات، وقد يتم أيضاً استخدام أدوية حاصرات مستقبلات بيتا للتحكم الفوري بالأعراض الجانبية. العلاج باليود المشع؛ ويعمل هذا العلاج على تدمير بعض خلايا الغدة الدرقية؛ لتتوقف عن فرط إنتاج الهرمونات. الجراحة؛ وفيها يتم استئصال الغدة الدرقية، أو جزء منها، وعند استئصالها بشكل كامل فإن الشخص سيحتاج إلى تناول أدوية كسل الغدة الدرقية مدى الحياة. الوقاية لا توجد طريقة لمنع الإصابة بالمرض، لكن يمكن التحكم به باستخدام الأدوية. العلاج الغذائي تناول العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم هي أولولية لكل الناس، ومن يعانون من نشاط الغدة الدرقية يحتاجون إلى كمية أكبر من بعض العناصر الغذائية مثل السعرات والبروتين والماء وتقليل اليود وتناول بعض الفيتامينات والمعادن الضرورية التي سأذكرها بعد قليل. تزاد شهية مرضى نشاط الغدة الدرقية للأكل بالذات لتناول الكربوهيدرات، وذلك بتأثير سيمبثاوي أو انخفاض مستقبلات السيروتيني، ولهذا تصبح لدى البعض نوع من الوحم أو الرغبة الشديدة لتناول النشويات.. مهم أن يحصل المريض على كل احتياجاته من العناصر الغذائية التي يحتاجها جسامه مثل الطاقة والبروتين والماء والفيتامينات والمعادن وغيرها، وغالباً مرضى نشاط الغدة الدرقية يحتاجون طاقة أكثر من غيرهم بسبب ارتفاع معدل الأيض الداخلي أكثر من الطبيعي، حيث تتراوح كمية الطاقة المتناولة من 4000-5000 سعرة حرارية بينما يحتاج الرجل السليم الى حوالي 3000 سعرة حرارية، كما يحتاج لزيادة البروتين لتكون 1.1 -1.2 جم لكل كيلو من وزن الجسم أي حوالي ما بين 120-130 غراماً يومياً وذلك لمقاومة فقدان الوزن وظهور علامات سوء التغذية بينما هي 70-80 جم يومياً للأصحاء. وأيضاً تناول الاطعمة الغنية بفتامينات (أ، د، مجموعة ب،ج، والكروتينات)، ومن المعادن المهمة في هذا المرض (الحديد والكالسيوم والفسفور والسلينيوم والزنك) حيث يجب تناولها من المصادر الغذائية الغنية بها فالحديد موجود في الكبد واللحوم الحمراء والخضروات الورقية الداكنة والروكلي والبقول المجففة، والعدس ويفضل تناول مصدر فيتامين ج معها لزيادة امتصاص الحديد، والكالسيوم والفوسفور موجودان السبانخ والكرنب، والفاصوليا البيضاء، والباميا، والحبوب والعصائر المعززة بالكالسيوم ولا يفضل تناولهما من الحليب ومنتجاته، والسلينيوم موجود في اللحوم الحمراء والسمك والمكسرات غير المملحة، والشيا والشوفان، والمشروم وبذور دوار الشمس. الزنك متوفر في اللحوم والحمص، و البذور مثل بذور القرع، والمشروم والمكسرات مثل الكاجو. كما يجب تجنب التدخين والكحول والمشروبات المحتوية على الكافيين. الأغذية التي ننصح بتناولها 1 - تناول خمس حصص من الفواكه والخضار سواء سلطات أو خضار مطبوخة. 2 - الحرص على تجنب تناول السكريات البسيطة وتناول الكربوهيدرات المعقدة الموجودة في الحبوب الكاملة مثل الرز البني والشوفان والكينوا (ولا ننصح بالقمح والشعير) الكامل والبطاطس والمكرونة. 3 - تناول كمية كافية من البروتينات وأفضلها بياض البيض واللحوم الطازجة والبقول مثل الفاصوليا والفول والعدس. 4 - التقليل من الدهون والشحوم باختيار اللحوم المنخفضة في الشحوم. 5 - استخدام الزيوت الصحية مثل زيت الزيتون والكانولا والكتان والأفوكادو وجوز الهند والقرطم على السلطات والمأكولات الباردة. 6 - إضافة بعض البهارات بشكل معتدل مثل الكركم والفلفل الأسود وأيضاً الفلفل الأخضر. 7 - شرب كمية كافية من الماء لا تقل عن 8 أكواب يوميا وفي حالة مزاولة الأنشطة البدنية تزاد عن ذلك . أغذية تقلل امتصاص اليود وإنتاج هرمون الثيروكسين يحتاج مريض فرط نشاط الغدة الدرقية لتقليل كمية اليود الممتصة وتقليل إفراز هرمون الثيروكسين، وهناك بعض الأغذية لها تأثير جيد في تقليل إفراز هرمون الثيروكسين وتقليل امتصاص اليود مثل الملفوف والزهرة والكرنب الكبير والصغير من الأغذية غير المشهورة في المملكة، وهي مفيدة لمرضى نشاط الغدة الدرقية: الكسافا وهي درنات نبات يشتهر في أميريكا الجنوبية، والكرنب الأجعد، واللفت الأصفر، والخردل، ونبات بوك تشوي BOK CHOY وهو نوع من الخضر التي تشبه الملفوف، له عرق عريض أبيض طري وأوراق خضراء داكنة.. السبب الأكثر شيوعاً لفرط نشاط الغدة الدرقية هو نقص اليود في الغذاء شرب كمية كافية من الماء لا تقل عن 8 أكواب يومياً
