أيها السعوديون احفظوا عام 2019

سيبقى العام 2019 في حياة السعوديين، بقفزاته النوعية من دفق أدمغة وعقول «سعودية» مطرزة بالصدق والعطاء نحو تحقيق رؤيتنا 2030، وإنجازات أخرى تليق بالوطن، وأعوام قادمة منتظرة، نبني فيها ونعمّر ارتقاءً في مدارج التحضر والتمدن وصناعة مستقبل «سعودي» لا حدود له سوى عنان السماء..
نودع بعد غدٍ عام 2019م، الذي كان من أبرز الأعوام التي شهدتها السعودية، لا سيما بعد الكم الكبير من القرارات والإنجازات غير المسبوقة، تصدّرت فيها العديد من التحديات والمخاطر التي حولتها المملكة وقيادتها الحكيمة وشعبها المجيد إلى ملاحم من الإنجازات والأرقام داخلياً وخارجياً، بمعادلةٍ لا حدود لها من تخليد «الأوطان» والسمو بها.
وللمتابع إنجازاً وحكمة، كانت قرارات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، الباعثة اطمئناناً للمواطنين والعالم أجمع، برسالة قوية أن السعودية محافظة على مكتسباتها باستراتيجية واضحة شفافة حازمة لتحقق مستقبلاً أكثر إشراقاً، وحضوراً دولياً متألقاً، وتنمية شاملة مستدامة في ظل ظروف استثنائية وتحولات سريعة، في كل مجالات التطوير وعصور النمو المؤسسي بدماء شابة مؤهلة ابتكاريّة قادرة على مواكبتها في منعطف مهم في تاريخ المملكة بقيادة عراب المستقبل ورؤيته ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان.
وامتداداً لإيمان ولي العهد ب «الشباب» وأنهم قاعدة كل البلدان، وهم حملة شعلتها والأيدي التي تبني حاضرها وقادة مستقبلها، وترديده لها مراراً في عدة لقاءات ومؤتمرات ومناسبات عديدة؛ جعلنا نستشعرها في 2019 بنتاجٍ مُبينٍ تختلجه أحاسيس فخرٍ وثيقٍ ونحن نشهد إطلاق قمرينا الصناعيين «سعودي سات 5أ و5ب» بأيادٍ وطنية خلاّقة بديعة قادرة على التعامل مع التقنيات المتقدمة.
تميزت السعودية 2019 بإنجازات ساعدت في قفزاتها المتتابعة، وتغيرًا حققت فيه تقدمًا مبهرًا في المجال السياسي بجميع ملفاته وتجاوزت جميع صعابه.
كما أن المشروعات الدينية لم تغب عن إنجازات 2019 كأهم ركيزة في السعودية بمشروعات المسجد الحرام والمسجد النبوي ليتواكبا مع زيادة أعداد الحجاج والمعتمرين عبر خمسة مشروعات متكاملة نحو النجاح، كان الحج أكبر شاهد عليه بعمل تكامليّ لجميع أجهزة الدولة.
وفي مجال التعليم كان إضافة العديد من التغيرات التي من شأنها العمل على تطويره، كما أن الاهتمام ب «المرأة» شهد قرارات عديدة غيرت في أنماط حياتها نحو مستقبلها وتمكينها، وهناك أثرٌ واضح التقدم في «الإسكان» و»الصحة»، ونقلات نوعية في النقل العام وتشييد القطارات ومشروعات كبرى للنقل البري والبحري والجوي.
وفيما يخص جودة الحياة، فالسعودية تعتني بجميع أفراد شعبها على جميع الصعد الحياتية، كما أنها لم تُنقص من حق الترفيه، وبرامجه المتنوعة والمبهرة المحلية والعالمية، وفي نفس المنعطف أصدرت تأشيرات سياحية لمواطني 49 دولة لأول مرة في سبتمبر 2019 ووفق خطتها لمرحلة ما بعد النفط، لتفتح بذلك أبوابها أمام السياح الأجانب بهدف تنويع اقتصادها وفقاً لرؤية المملكة 2030.
وفي مجال الاقتصاد السعودي نجد نماءً مبهراً خلال 2019، ففي تقرير التنافسية العالمي قفزت المملكة إلى المركز ال 36 عالميًا، متقدمة ثلاثة مراكز مقارنة في ترتيبها عن العام الماضي، فيما سجلت تقدماً في 10 مؤشرات أخرى كان أعلاها مؤشر تبني تكنولوجيا المعلومات الذي تقدمت فيه 16 نقطة لتحتل الترتيب ال 38، ومؤشر إنتاج السوق وسوق العمل اللذين تقدمت فيهما 13 نقطة لكل منهما، لتبقى البيئة الاقتصادية السعودية بيئة إيجابية للاقتصاد الكلي بنمو ثابت بنسبة 1.8 % مع خفض الاعتماد على إيرادات النفط المالية من 81 % إلى 67 %، وزيادة بنسبة 20 % في النفقات الرأسمالية في عام 2019 للحفاظ على النمو الاقتصادي، والحفاظ على إجمالي الناتج المحلي بنسبة 19 %، لتكون ثاني أقل معدل بين دول مجموعة العشرين، ولتختم نجاحات اقتصادها باكتتاب القرن لشركة أرامكو العامرة.
وفي برنامج تطوير الصناعة الوطنية أطلق الأمير محمد بن سلمان بداية عام 2019 برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية أحد برامج رؤية السعودية 2030، كما تم إنشاء مركز الحرب الجوي في الأول من أبريل 2019، ووضع حجر الأساس له.
وفي مجال الثقافة وإرساء مبادئها وتأكيدًا على مكانتها الدولية ودورها في بناء السلام والمساهمة بفاعلية، حصلت المملكة في نوفمبر 2019 على مقعد في المجلس التنفيذي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو».
كما كان لعاصمتنا الحبيبة أربعة مشروعات ضخمة تضم (حديقة الملك سلمان، الرياض الخضراء، المسار الرياضي، الرياض آرت)، وكذلك مشروع «بوابة الدرعية» لتصبح وجهة سياحية محلية وعالمية تليق بها.
كل ما كتبته ليس كل المنجزات، فمقال لا يكفيها أبداً، لتبقى قصة العام 2019 في حياة السعوديين، بقفزاتها النوعيّة من دفق أدمغة وعقول «سعودية» مطرزة بالصدق والعطاء نحو تحقيق رؤيتنا 2030م، وإنجازات أخرى تليق بالوطن، وأعوام قادمة منتظرة، يبقى فيها منجزنا، بعقولنا، بأيدينا، بخبراتنا، وبتقنياتنا.. لنبني ونعمّر ارتقاءً في مدارج التحضر والتمدن وصناعة مستقبل «سعودي» لا حدود له سوى عنان السماء.