في انحياز من الدوحة للنظام الإيراني الإرهابي، أعلنت قطر التحفظ على بياني القمتين الخليجية والعربية في مكةالمكرمة لتؤكد من جديد على عزلتها عن قضايا الأمة وعن محيطها العربي والإسلامي، حيث لم يكتف نظام الحمدين بالانعزال بل سعى لدعم جماعات الإرهاب الأسود من أجل الفوضى وصنع الأزمات بين العرب، حتى في أكبر تجمع وقمم عربية وخليجية وإسلامية سعى النظام القطري لصنع الخلاف، ولم يتحمل رعاة الاٍرهاب وحدة وتماسك الدول العربية والإسلامية ووقفتهم جميعاً على قلب رجل واحد في وجه المساعي الإيرانية الفاشلة لاستهداف أمن المنطقة العربية وزعزعة استقرارها. ورفض البيان الختامي الصادر عن القمتين الخليجية والعربية، تدخلات إيران وطالب بتدعيم القدرات لردع طهران، كما ندد بالتدخل الإيراني في الأزمة السورية وتأثيرها على وحدة سورية، مؤكداً على إدانة الدول العربية لاحتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث وتدخلاتها في شؤون البحرين ودعم الجماعات الإرهابية فيها، كما دانت الدول العربية إطلاق الصواريخ الباليستية إيرانية الصنع من اليمن على المملكة، وأعلنت الدول العربية تضامنها وتكاتفها في وجه التدخلات الإيرانية، وشدد البيان في نفس الوقت على تمسك الدول بقرارات القمة العربية السابقة بخصوص القضية الفلسطينية. الدوحة مسلوبة القرار السيادي.. وتتحرك بأجندة إيرانية مشبوهة وزعم وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أنهم لم يتمعنوا في بيانَيْ قمتي مجلس التعاون الخليجي والقمة العربية، ولذلك قررت بلاده التحفظ والرفض؛ لأن بعض بنودهما تتعارض مع السياسة الخارجية للدوحة. ورغم أن كلمات القادة المشاركين، والبيانات الختامية شددت على التمسك بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة على أراضيه حتى خط الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدسالشرقية، فإن وزير الخارجية القطري ادعى أن قمتي مكة تجاهلتا القضايا المهمة في المنطقة، كفلسطين والحرب في ليبيا واليمن. وبدلت الدوحة موقفها من الوحدة الخليجية والتضامن العربي إلى الاعتراض، وبعثت بخطاب رسمي للجامعة العربية لتثبيت الاعتراض. وجاء الرد سريعاً على الموقف القطري الذي لم يكن مفاجئاً لدى عواصم الخليج، حيث اعتبر الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، وزير الخارجية البحريني، أن موقف قطر تحفظ على وحدة دول المجلس وعلى فقرات إدانة إيران. وأكد أن مشاركة قطر في الثلاث قمم التي انعقدت في مكة، كانت ضعيفة وغير فاعلة ولا تتناسب بأي حال من الأحوال مع أهمية هذه القمم وخطورة الظرف الذي انعقدت فيه والغايات المنشودة منها في الحفاظ على الأمن القومي المشترك ومواجهة التحديات التي تهدد الدول العربية والإسلامية. وأبدى وزير الخارجية البحريني استغرابه من تحفظ قطر على البيان الصادر عن قمة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والذي أكد على المبادئ التي تضمنتها اتفاقية الدفاع المشترك من أن أمن دول المجلس وحدة لا تتجزأ، كما أكد أيضًا على قوة وتماسك مجلس التعاون ووحدة الصف بين أعضائه، لما يربط بينها من علاقات خاصة وسمات مشتركة، وهو ما يعكس مدى تراجع هدف تعزيز العلاقات بين دول مجلس التعاون في أولويات سياسة دولة قطر، ويؤكد بأن ارتباطها بأشقائها أصبح ضعيفًا جدًا في الوقت الذي أصبحت فيه مديونة وتستنجد بالوسطاء لإنقاذها من أزمتها. وأوضح وزير الخارجية البحريني أن عدم تجاوب قطر مع المطالب العادلة التي تقدمت بها دولنا أدى إلى استمرار أزمتها وإطالة أمدها، فنحن لا مصلحة لنا في إطالة أزمة قطر، لكنها ليست راغبة في الحل بعد أن وضعت نفسها في الخط المخالف لأشقائها، وهو أمر لا يصب مطلقًا في مصلحة الشعب القطري الشقيق الذي سيظل جزءاً لا يتجزأ من المجتمع الخليجي الذي تربط دوله وشعوبه وحدة الأهداف والمصير المشترك. وأضاف وزير الخارجية البحريني أن هذه القمم حققت أهدافها وخرجت بنتائج بناءة تعبر عن مواقف الدول العربية والإسلامية وتعكس إرادتها المشتركة في مواصلة جهودها لأجل التغلب على كافة التحديات المحيطة بها والتصدي لكل المحاولات والمساعي التي تقوم بها دول وجهات دأبت على التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة دون أي احترام للاتفاقيات والقوانين أو اكتراث بمبادئ حسن الجوار، وتهدف للنيل من الأمن القومي وعرقلة جهودنا نحو المزيد من التنمية والرخاء لشعوبنا. ومن جانبه، قال المعارض القطري الشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني، إن الخليج اتفق على حماية أمنه من إرهاب إيران فاختار نظام قطر صف الإرهاب الإيراني، اتفق العرب على إدانة إيران فكان لسان نظام قطر فارسي، أخزاهم الله وأنقذ قطر وأهلها منهم، فإن قطر عربية أصيلة لا ترضى الضيم وإن نمق منهم فاسق فهو لا يمثلهم ولن يبقى بينهم. ولن تكون قطر خنجراً إيرانياً إرهابيا موجهاً إلى الخليج وأهله وإن ظن الفاسقون ذلك، وكما بترت الإصبع الإخوانية فستلحقها إصبع نظام الملالي ولن يرضى القطريون وهم العرب المسلمون أن تكون دوحتهم كرة تتقاذفها تركياوإيران ضد دينهم ووطنهم وأهلهم. وأضاف آل ثاني أنه بجهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، اجتمعت كلمة الخليج والعرب والمسلمين للمرة الأولى على نبذ الإرهاب وتنمية المجتمعات الإسلامية، فما شذ عنهم سوى دعاة التدمير والإرهاب وللأسف كان نظام قطر في كل ذلك لهم تابعاً وللخليج معادياً، وللعروبة ناكراً، وللإسلام الحق مجافياً. وأكدت د. نادية حلمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة بني سويف المصرية، في تصريحات ل "الرياض" أن حضور قطر كان الغرض منه البحث عن نقاط الخلاف لا الاتفاق مع الدول العربية والخليجية المشاركة. مشيرة إلى أن مشاركة قطر لم تكن منسجمة مع مواقفها الداعمة لتدخلات إيران في المنطقة، وبالتالي تحاول الآن التنصل من نتائجهما. وأشار السفير محمد المنيسي، سفير مصر السابق لدى الدوحة، إلى أن إصدار البيان القطري بعد انتهاء القمة بينما كان أمامهم الوقت خلال الاجتماعات التحضيرية للقمة لإبداء اعتراضهم أو تحفظهم على بعض نقاط البيان الختامي، يؤكد عدم خبرة المشاركين القطريين في الاجتماعات بأدبيات العمل في مثل هذه اللقاءات، وثانياً أن هناك إملاءات من خارج الدوحة على النظام القطري، وبالتأكيد البيان الذي صدر بعد انتهاء عمل القمة جاء نتيجة الضغوط الإيرانية والتركية على الدوحة. وأوضح المنيسي ل "الرياض" أن البيانات الختامية الصادرة عن القمم تتم صياغتها قبل موعد الاجتماع، وتكون عبارة عن مشروع للبيان الختامي مطروحاً على جميع الوفود المشاركة، وبالتالي يكون هناك وقت أمام هذه الوفود قبل الذهاب إلى اللقاء وتكون أمامهم الفرصة لدراسته وتحديد موقفها وآرائها من النقاط الواردة في البيان. ولفت المنيسي إلى أن قطر منذ انقلاب حمد بن خليفة على والده في يونيو من العام 1995م أصبح المحرك لسياساتها داخلياً وخارجياً هو حمد بن جاسم، وهو شخص قليل الخبرة ولكنه في نفس الوقت لديه طموح كبير جداً، فكانت كل تحركاته تهدف إلى ترديد اسم قطر في المحافل الدولية عن طريق تطبيق المثل "خالف.. تعرف" وكان دائماً هناك تعبير يستخدم في اجتماعات مجلس التعاون الخليجي أن "قطر دائماً تغرد خارج السرب" وهو تعبير مهذب تجاه سياسات قطر التي تطبقها، وفي ختام تصريحاته أكد المنيسي أن المال الهائل المتراكم لدى قطر من مبيعات الغاز الطبيعي المسال أدى في النهاية أنهم فقدوا صوابهم.