لن أنسى وقفة ابن سعيد والسديري وبندر بن محمد في أحلك ظروفي في مسيرة تاريخ نادي الهلال، التي تجاوزت عقدها السادس، نجوم كبار وأسماء لامعة خدمت هذا النادي العريق، الذي تميز بألقابه الذهبية ومنجزاته الخالدة على الصعيدين المحلي والخارجي. وعندما نتذكر أولى بطولات الزعيم، يقفز إلى الأذهان اسم الأسطورة الزرقاء وقائده الفذ مبارك عبدالكريم، الذي يعد أول كابتن هلالي يصافح المجد الذهبي، فضلا عن دوره الريادي خارج الملعب في دعم مسيرة نادي الهلال فنيًا في حقبة تأسيس البيت الأزرق، ودعم تفوقه في الملاعب بأهدافه الخالدة وقيادته الواعية ككابتن، بفضل ما حباه الله به من شخصية قوية وسمات قيادية، جعلت كلمته نافذة وسط زملائه اللاعبين. ضحى بعروض الأهلي والاتحاد إن التاريخ الرياضي يحفظ تضحيات قدمها هذا النجم الكبير لناديه، لعل من أبرزها قيامه ببيع منجرته قبل 57 عامًا لإنقاذ ناديه من أزمة مالية كان يمر بها في الفترة الحرة، التي كانت تسمح وتغري اللاعب بالانتقال إلى ناد آخر من دون قيد أو شرط، إضافة إلى إخلاصه ووفائه للهلال برفضه عروض الأهلي والاتحاد المغرية للانتقال إلى صفوفهما في تلك الحقبة. لفتة بندر بن محمد الوفائية ولا ينسى التاريخ الهلالي أن رئيسه الألماسي الأمير بندر بن محمد بن سعود الكبير – شفاه الله – كان أكثر الرؤساء وفاء ووقوفا مع مبارك في ظروفه الاجتماعية والمادية الصعبة خلال فترة رئاسته (1417 – 1420ه)؛ إذ خصص له سموه مرتبا شهريا، فضلا عن إدراج اسمه مع اللاعبين في مكافآت الفوز، وعند تحقيق البطولات وزيارات كبار الشخصيات. «مبارك الأمس الجميل».. إلى أين؟ إن «مبارك الأمس الجميل» يمر اليوم بظروف حالكة وأوضاع اجتماعية ومعيشية وصحية متردية، دفعته للانتقال إلى المنطقة الشرقية للسكن والعيش مع ابن أخيه في شقة غير أرضية. ابن سعيد أول من وقف معه «نجوم الأمس» تنقل معاناة الأسطورة الهلالية من خلال حوار دار معه؛ إذ يقول مبارك: لا يمكن بأي حال من الأحوال أن أنسى والدي رائد الرياضة في الوسطى الشيخ عبدالرحمن بن سعيد – رحمه الله –، الذي كان أكبر الداعمين لي في مسيرتي الرياضية حتى اعتزالي. وعندما أصبت بجلطة قبل عدة سنوات كان يغمرني أبو مساعد باتصالاته ووقوفه بجانبي في معاناتي غير المستغرب، فهو صاحب الأيادي البيضاء علي، خاصة أنني لا أملك من حطام الدنيا شيئا أسد به رمقي، فلا يوجد لي دخل شهري من ضمان أو غيره، ولا أملك سكنا يأويني، فكان شيخ الرياضيين – رحمه الله بمنزلة الأب لي في لمساته الحانية ووقوفه بنبل معي في أسوأ أوضاعي المعيشية والصحية. وفاء تركي السديري لم ينقطع كما لا أنسى مبادرة «ملك الصحافة» الأستاذ تركي السديري – رحمه الله – الذي سجل أروع المواقف النبيلة وبصورة غير مستغربة من الرجل الوفي أبو عبدالله، حين خصص لي مساعدة شهرية، ولم يكن يعلم عنها أحد ابتغاء وجه الله سبحانه وتعالى، واستمرت حتى بعد وفاته من خلال أبنائه الأوفياء الذين ساروا على نهج والدهم الإنساني – عليه رحمه الله -. وبرحيل ابن سعيد والسديري افتقدت أكبر سندين في حياتي لتواصلهما وحرصهما على تفقد أحوالي بجانب اتصالاتهما المستمرة للسؤال عني في صور نبيلة تكشف طيبة ومعدن وأصالة أبو مساعد وأبو عبدالله – غفر الله لهما -. أنتظر لمسة إنسانية من وزير الإسكان وتمنى مبارك إيجاد سكن له يحتويه ويساعده على تجاوز ظروفه المعيشية والاجتماعية، مناشدا معالي وزير الإسكان الأستاذ ماجد الحقيل وجمعية أصدقاء لاعبي كرة القدم الخيرية بلمسة إنسانية تحقق حلمه المتمثل في منحه سكنا ملائما يأويه في إطار مبادراتهم الإنسانية التي شملت بعض قدامى اللاعبين المعسرين، لافتا إلى أن سكنه في شقة علوية مع ابن أخيه حرمه حتى من تأدية فريضة الصلاة في المسجد لصعوبة نزوله على كرسي متحرك في ظل إصابته بجلطة أدت إلى إعاقة جزئية في الحركة، وصعوبة تنقله عبر درجات السلم، مؤكدا أنه يثق بتجاوب معالي وزير الإسكان والجمعية الخيرية مع حالته وظروفه الصحية والمعيشية. شكر وامتنان لأمير الرياض وقدم كابتن الهلال والمنتخب السابق مبارك عبدالكريم شكره وامتنانه للأمير فيصل بن بندر – أمير منطقة الرياض – على تفضل سموه الكريم برعاية حفل تسليم اللاعبين القدامى مفاتيح سكنهم الخيري. مشيرا إلى أنه غير مستغرب على سموه مثل هذه المبادرة الكريمة بما عُرف عنه من سعي للخير ودعم للمشروعات الإنسانية والأعمال الخيرية. عبدالرحمن بن سعيد «رحمه الله» الأمير بندر بن محمد تركي السديري «رحمه الله» مبارك عبدالكريم «الثاني من اليمين وقوفا» في صفوف المنتخب 1383ه. (ارشيف محمد سعد الوهيبي) الكابتن مبارك في لقطته التاريخية متوجا بكأس الملك 1384ه.