قد آن للظلام أن ينقشع وللإرهاب أن يندحر وللفكر الضال أن يتلاشى عن عالمنا، وكذلك الأفكار العدائية والسوداوية، فالعالم كله يحارب الإرهاب والتطرف ونحن في ظل حكومتنا الرشيدة ننعم وفي كنف العزة نعيش ومهما شرقنا أو غربنا لن نجد حضنا كحضن الوطن. ولقد آن لمن باع دينه ووطنه أن يفيق من رقدته ويخاطب الضمير الحي، فالخائن التعيس يشرب من كأس حماقته وغدره مرا وسما وستنهار أسوار الغدر وخيانة الوطن ويبقى الوطن درعا حصينا وجبلا عظيما شامخا لاتهزه الرياح، والنفس لا تلام بحب الوطن إذا هاجت مشاعرها وشدها عشق للتراب وحبا لحكام هذه البلاد المقدسة المعطاءة. وقد علمنا الوطن دروسا في الحب والولاء لأن وطني البديع الجمال وفيه تحلو الأيام وتكبر الأحلام عندما نجوب أرجاء الوطن وصحاريه الذهبية ونعبر فضاءه نقف بين الأطلال ونتذكر أحوالا ولحظات وذكريات جميلة نتلمس الشطآن والوديان والمزارع والتلال، وكل ما هو جميل، وهل يمل الحبيب من حبيبه؟! فكيف يخون الخائن ويتنكر الأنذال من أبناء هذا الوطن لوطنهم وإنه لعار أن من يخرج للعامة وينعق في وسائل التواصل الاجتماعي مهاجما وطنه أو محرضا فهو خائن وصاحب فكر قاصر أو مأجور يخدم أجندات خارجية فكيف يصغي لتلك الأفاعي، وقد غامر بلا هدف ووقع في هوة الأسف بعد أن يفيق، فهلا استرد بقية من عقله قبل أن يجرفه سيل تصرفاته الرعناء وتصريحاته الجوفاء إلى مصيره المحتوم. ووجه الخائن وجه بومة مفزعة تترصد لضحيتها للإنقضاض عليها ليلا غدرا وهي آمنة ترقد بسلام أوكعنكبوت مرعب نصب شباكه وتوسطها جالسا يتأهب للإنقضاض على فريسته. وقد أثلج صدورنا إحالة من ثبت خيانتهم العظمى للوطن رجالا ونساء بعد التحقيق معهم وجمع الأدلة ضدهم إلى المحكمة المتخصصة لينالوا ما اقترفت يداهم وقد استطاعت الدولة من خلال المناصحة أن تنفض الغبار عن كثير ممن حملوا أفكارا ضالة وأعادتهم إلى جادة الصواب ولا ينفع الصمت عن هؤلاء المخربين الحاقدين وقد لفحتنا نارهم، وما يؤسف أنهم بنو جلدتنا ولكنهم يلبسون أقنعة الكذب والخيانة يبدون كفقاعات سرعان ما تنقشع. وهكذا يسدل الستار عن مسرحية المهزلة ممثلوها أعداء الوطن ذئاب بشرية فرؤسهم وأنظارهم تميل إلى الأرض خجلا واستحياء، ونهايتها تقديمهم لساعة العدل المنيعة ويعلو بعد إذ الهتاف عندما انتهت فصول المسرحية وانطفأت شعلة التخريب وانكشاف الأقنعة.