حضر المدرب البرزايلي إلى الملاعب السعودية وهو شاب مغمور، وبدأ مشواره التدريبي في المدينةالمنورة وتحديداً نادي أحد العريق، فكره التدريبي قاده لتدريب عدد من المنتخبات مثل الكويت والبيرو، قبل أن يعود إلى المملكة عبر بوابة الشباب، ويحقق إنجازاً تاريخياً معه بإحرازه كأس خادم الحرمين الشريفين لأول مرة في تاريخ «شيخ الأندية»، وهو المدرب الذي أدخل فكر ال(3-5-2) إلى الكرة السعودية، وهي الطريقة التي لا تزال قائمة حتى يومنا هذا. المدرب البرازيلي كامبوس فتح قلبه ل»دنيا الرياضة» وباح بالكثير من الأسرار التي صاحبت وجوده في المملكة، وتنقل فيها بين أندية عدة عبر الحوار التالي: *بدأت مشوارك في السعودية مع نادي أحد عام 1987م، بعد أن كنت أحد أعضاء الطاقم الفني لمنتخب الكويت ومن ثم ليبريا، حدثنا عن تجربتك الأولى، وهل استمرت طويلاً؟ * بدأت وقتي الرائع في المملكة مدرباً لدرجة الشباب في أحد، وكانت تجربة رائعة في مجال كرة القدم والعمل مع لاعبين سعوديين شباب مثل حمزة إدريس ومحمد مرزوق وعدد من اللاعبين الآخرين، لقد لعبنا مباريات جيدة للغاية ضد الأهلي، الاتحاد، والأنصار وعدد من الفرق الأخرى في المنطقة. المدرب الأوروبي مدعوم من«فيفا».. والأجانب الثمانية يضرون المنتخب *في موسم 1990م عدت إلى ملاعبنا عبر بوابة الشباب، كيف تمت الإجراءات حينها؟ * عودتي إلى السعودية كانت لا تصدق، وقد أتت الفرصة بسبب الوضع الصعب الذي لا ينسى، لقد كنت مدربًا للمنتخب الوطني الكويتي للشباب ومن دون أي سبب تم غزو الكويت من قبل الجيش العراقي، وتركت الكويت بعد 19 يومًا من الغزو بالسيارة عبر الصحراء حتى وصلت إلى عمّان، ثم سافرت إلى باريس ثم ريو دي جانيرو، وبعد شهر واحد في البرازيل فوجئت بمكالمة هاتفية من رئيس الشباب الرائع الأمير خالد بن سعد الذي دعاني لأكون مدرب الفريق الأول، وكنت سعيداً جداً بفرصة العودة إلى البلد، فقلت نعم ثم سافرت بعد بضعة أيام. *حققت مع الشباب إنجازاً تاريخياً بحصول الفريق على أول دوري في تاريخه أمام النصر عام 91م، وألحقتها بالبطولة العربية، حدثنا عن الإنجاز؟ * لن أنسى ذلك الإنجاز أبداً، حققناه من خلال إدارة ممتازة للغاية، ولاعبين رائعين معظمهم كانوا غير معروفين وجمهور حماسي، حققنا إنجازات لأول مرة في تاريخ النادي، لقد ربحنا كأس كأس خادم الحرمين الشريفين وهو بطولة الدوري آنذاك، وبعدها كأس أبطال العرب، والذي ساعدنا في ترسيخ فلسفة الفوز لنتمكن من الفوز بالدوري الثاني والثالث على التوالي، ولا أنسى ذلك أبداً. *لماذا غادرت الشباب بعد موسمين فقط على الرغم من تحقيقك إنجازين كبيرين؟ * بعد الإنجازات الكبيرة لم أستطع أن أقول لا عندما تلقيت دعوة لأكون مرة أخرى المدرب الأول للمنتخب الكويتي، كانت الكويت أول بلد عملت بها في الخليج وعوملت بشكل جيد للغاية، وأجبرتني الحرب على الرحيل، وعدت امتناناً لهم. * الجيل الذهبي للشباب بدأ بتحقيق البطولات تحت إدارتك الفنية واستمر بعد ذلك، لك أن تستعيد ذكريات ذلك الجيل؟ * كيف يمكنني أن أنسى اللاعبين الذين منحوني إنجازات كبيرة، أتمنى أن أعود ذات يوم إلى السعودية لتسنح الفرصة لي للقاء لاعبين سابقين إخوة مثل سعود السمار، عواد العنزي، رمزي العصيمي، صالح الداوود، عبدالرحمن الرومي، سالم سرور، خالد الزيد، عبدالعزيز الرزقان، فؤاد أنور، سعيد العويران، وفهد المهلل وغيرهم الكثير من النجوم الكبار. *أثناء تدريبك للشباب في تلك الفترة أوجدت للملاعب السعودية طريقة (3-5-2) الجديدة كلياً على الكرة السعودية، وأصبحت أحد الطرق الكروية المهمة التي تطبق حتى الآن؟ * أنا متأكد من أن خطة (3-5-2) التي طبقتها مع الشباب كانت عاملاً كبيراً في ثورة كرة القدم بالمنطقة، وعلينا أن التذكر أن العديد من المنتخبات والأندية المهمة استخدمت نفس النظام حتى يومنا هذا وهي طريقة ناجحة، خصوصاً إذا كان لديك لاعبون مميزون في الأطراف وقلوب دفاع أقوياء. * بعد رحيلك عن الشباب دربت عدداً من الأندية والمنتخبات الخليجية، كيف تصف تلك التجارب؟ * عملت خلال 22 عامًا في الكويت، المملكة، والإمارات ودول خليجية أخرى، ويجب أن أقول إنه إلى جانب العمل في ريال مدريد مع لاعبين كبار كان أفضل وقت في حياتي، هذا أمر لا ينسى، وحلمي أن أعود يوماً لأستقر في الخليج مع عائلتي. *عدت إلى الملاعب السعودية للمرة الثالثة عبر بوابة الاتحاد ولكن تجربتك لم تدم طويلاً بسبب الصدام مع النجوم في تلك الفترة، فهل هذا صحيح ولماذا لم تستمر أكثر؟ * تلقيت دعوة من الاتحاد، وهو نادٍ رائع يضم مشجعين وأنصاراً رائعين ومدرجاً ذهبياً كبيراً، أتذكر الكثير من اللاعبين الكبار مثل محمد الخليوي، أحمد جميل، مروان بصاص، حمزة إدريس، جبرتي الشمراني، وسويد وغيرهم، ولم يكن لدي مشكلة مع أي شخص، وكل من يعرفني يعلم أنني شخص ودود للغاية، لكنني أرغم الجميع على بذل قصارى جهدهم، والمشكلة كانت بسبب الوضع المالي للنادي الذي أجبرني على الرحيل. * دربت بعدها المنتخب الكويتي وحصلت على المركز الخامس في دورة الخليج، حدثنا عن دورة الخليج وإقالتك بعدها؟ * كانت تلك مشاركتي الأولى في كأس الخليج التي لعبت في الدوحة، وفي الاجتماع السابق مع إدارة الاتحاد الكويتي لكرة القدم قررنا إنشاء منتخب وطني جديد وأصغر سناً من الحالي، واخترت الكثير من اللاعبين الجيدين والشباب ولكن خبرتهم قليلة على المستوى الدولي، فزنا في أول مباراتين وخسرنا المباراة الثالثة أمام المنتخب المضيف، تلك الهزيمة تسببت لنا في صدمة نفسية سيئة، ولهذا السبب لم ننتهِ في وضع أفضل وقررت مغادرة المنتخب الكويتي. * عدت للاتحاد مرة أخرى ولكنك رحلت سريعاً أيضاً لأنك لم تستطع فرض شخصيتك على الفريق المدجج بالنجوم، هل هذا صحيح أم أن المهاجم سيكو بومبا هو من خذلك بتضييع الفرص؟ * في ذلك الوقت بدأت الأندية في ضم لاعبين أجانب، وبدأ الموسم قوياً، وكان فريقنا يلعب كرة قدم جيدة، وقام الجمهور بتأليف أهزوجة لي في الملعب لأن العلاقة جيدة جداً بيننا والفرص كانت تسجل وتضيع من قبل الجميع، ولا أتذكر جيداً أدق التفاصيل في تلك الفترة. * أنت أول مدرب منح الفرصة لنجم الاتحاد محمد نور في الفريق الأول، هل تعلم أن نور أصبح أهم لاعب في تاريخ الاتحاد؟ * أتذكر جيداً عندما كنت أشاهد تدريب فئة الشباب بالاتحاد، ورأيت لاعباً شاباً له مستقبل كبير في كرة القدم، لقد أوصيته ببدء التدريب مع الكبار في الفريق الأول، وأنا سعيد جداً لأنه أصبح لاعبًا رائعاً في النادي والمنتخب الوطني. * ما تقييمك لتجربتك العربية التي بدأت من فريق أحد وانتهت عند الهلال السوداني؟ * يجب أن أقول شكراً لله على منحي فرصة العيش في العالم الإسلامي ومعرفة بلدان أخرى، ولغات أخرى، وثقافات أخرى. * هل كانت عصبيتك عاملاً رئيسياً في عدم استمرارك طويلاً بالأندية والمنتخبات؟ * أنا أعمل بجد وجهد وبشخصية الفائز، ولم أكن عصبياً، وأبذل قصارى جهدي لمدة 24 ساعة لعملي ولعائلتي، إن العيش لمدة 22 عامًا في قارات مختلفة والعديد من الدول لكي تكون بطلاً في كل شيء ليس بالأمر السهل. *كان في السابق المحترف البرازيلي والمدرب البرازيلي هم الخيار الأول للأندية السعودية والأكثر وجوداً، لكن انخفض العدد بشكل كبير في المواسم الأخيرة، ما الأسباب؟ * حقق بعض المدربين البرازيليين نجاحاً كبيراً للفرق والمنتخبات الخليجية، لأننا نعمل بالحب والحماس ونبقى لوقت طويل، وأرى أن انخفاض عدد المدربين الآن بسبب التأثير الكبير من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم والاتحاد الدولي لكرة القدم مع المدرب الأوروبي. *هل مازلت تتابع الدوري السعودي؟ * دائماً أتابع الدوري السعودي، ولن أتوقف. * عندما حضرت إلى الملاعب السعودية كان الحد الأعلى من اللاعبين الأجانب اثنين واليوم أصبح عددهم ثمانية، هل تعتقد أن هذا التغيير من صالح الدوري؟ * في البداية كانوا لاعبين محليين فقط، وهذا مهم للمنتخب السعودي، ووجود ثمانية لاعبين أجانب لكل نادٍ يعد أمراً جيداً للجماهير، لكنه ليس كذلك للمنتخب، لأن عدد أقل من اللاعبين المحليين ستكون لديهم فرصة اللعب والتحسن. * الدوري السعودي اليوم يزدحم بالنجوم العالميين مثل غوميز، كاريو، أحمد موسى، وجوليانو وغيرهم هل هؤلاء يضيفون للدوري السعودي، أم لا تزال نظرة الاحتراف الخليجي تجارية؟ * هناك نجوم كبار، ولكن بالتأكيد ليس من أجل المال فقط، فالدوري السعودي تنافسي للغاية والتأهل لدوري أبطال آسيا مهم، وأعتقد أن تقليص عدد الأجانب إلى ثلاثة أو أربعة سيكون مفيداً للجماهير والمنتخب. * دربت في ريال مدريد الإسباني وتعرضت لعقوبة بسبب خلافك مع اللاعب غوتي، هل ترى تجربتك تلك ناجحة؟ * كانت تجربة رائعة ولا تنسى مع لاعبي غالاكتيك في ريال مدريد مثل زين الدين زيدان، رونالدو، راؤول، ديفيد بيكهام، غوتي، روبرتو كارلوس، سالغادو، سيرجيو راموس، روبينيو، وكاسياس وغيرهم، وقليل من المدربين في هذا العالم لديهم الفرصة للعمل معهم، أنا واحد من هؤلاء القلائل، ولم يكن لدي مشكلة مع غوتي كما قالت الصحافة، لقد طلبت فقط من الطبيب إجراء فحص صوري لساقه لأن المدرب الرئيسي لوكسمبورغ طلب مني التحدث إلى الطبيب، ونتائج الفحص أكدت على أنه كان على ما يرام، ولم يعانِ من إصابة عندما غادر التدريب. * كلمة أخيرة؟ * أشكر صحيفة الرياض على هذه المقابلة الرائعة، وأتمنى أن أراكم مجدداً في السعودية، شكراً (بالعربية). حمزة إدريس مع الأسطورة البرازيلية رونالدينيو الأمير خالد بن سعد محمد نور الفريق الذهبي لريال مدريد