تبدأ الأسر السعودية بنهاية الأسبوع الجاري في الاستمتاع بقضاء إجازة منتصف العام الدراسي والتي تستمر لمدة أسبوع، ومعها يبرز الحديث عن المكان المفضل لاستجمام هذه الأسر برفقة أبنائنا. ولعل من نافلة القول إن جهود الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أحدثت تغيراً كبيراً في مفهوم الوجهة لقضاء الإجازة، فلم يكن قبل أكثر من عقد من الزمن هذا الموضوع مثار نقاش، فتجد الأسر قد حزمت أمتعتها منذ وقت مبكر متجهة صوب خارج الحدود حتى ولو كانت من دول الجوار الخليجي، إلا أن الوضع اختلف كثيراً في وقتنا الراهن فباتت السياحة الداخلية خياراً رئيساً للكثير من الأسر على مختلف قدراتها المادية. وفي هذا العام ومع الأجواء الشتوية المعتدلة ومع توفر الكثير من الفعاليات المتنوعة الأسرية والشبابية ووجهات السفر الداخلية المختلفة في عموم مناطق المملكة فإن الوجهة ستكون داخلية بامتياز. خالد بن أحمد الفريدة مدير الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالأحساء أشار إلى أن المملكة تمر حالياً في مفترق طرق في كثير من الجوانب وأهمها القطاع السياحي الذي يتنامى يوماً بعد آخر، ولعل تسجيل عدد من المواقع ضمن قائمة التراث العالمي وآخرها تسجيل مدينة الأحساء، واختيار الأحساء عاصمة للسياحة العربية 2019، والمشروعات السياحية العالمية العملاقة التي تنفذ على ساحل البحر الأحمر وأهمها مشروع نيوم، ومشروع القدّية في الرياض كلها تأتي بدعم غير مسبوق من حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، وجميعها تعطي مؤشراً إيجابياً بأن بلادنا تسير على الطريق الصحيح وتوجه بوصلة المواطن السياحية نحو الداخل، كما أنها توفر بيئة جذابة لقطاع السياحة في بلادنا، وهذه جعلت من المملكة تتبوأ موقعاً مهماً في خارطة السياحة العالمية. وأضاف الفريدة: وعندما ننظر للأحساء فإننا سنجد أنها تتمتع بالعديد من المواقع التاريخية والطبيعية التي توفر للسائح أو للزائر قضاء أوقات ممتعة، كشاطئ العقير، ووسط الواحة الزراعية، وأسواق تاريخية كسوق القيصرية، ومواقع تاريخية كمسجد جواثا وجبل القارة وغيرها الكثير، فتوفر بها عناصر كثيرة تمكن السائح من قضاء أوقات ممتعة. فاضل البراهيم «صاحب وكالة سفر وسياحة» عزا التراجع الكبير عن السفر لخارج المملكة في منتصف هذا العام إلى وجود خيارات داخلية كثيرة إضافة إلى الأجواء الربيعية والشتوية الجميلة، ومعها يكون لدى الأسر والشباب خيارات قضائها سواء أكان في المناطق البرية أو البحرية المنتشرة في بلادنا ولله الحمد. وأكد فاضل على ازدياد الإقبال على السياحة الداخلية بشكل كبير، ومعها بدأت الاتصالات تسأل عن الخيارات المتاحة ووجهات السفر الداخلية، ومن ذلك العلا، وواحة الأحساء، وجزر فراسان ناهيك عن معالم المنطقة الشرقية، ولفت البراهيم إلى أن لوجود فعاليات متنوعة موزعة في مناطق المملكة وبشكل راقي خصوصاً تلك التي تجد دعماً من هيئة الترفيه، مستشهداً بالإقبال القوي الذي حظيت به الفعاليات المصاحبة لسباق فوريملا الدرعية. واعتبر فاضل بأن السياحة الداخلية غدت خياراً حقيقياً للأسر لمتعتها بمميزات عديدة منها أحوال الطقس الممتازة في مثل هذه الأيام، الأمر الذي خلق تنافساً بين مناطق المملكة وخصوصاً بعد الدعم الكبير من الجهات الحكومية المختلفة، وكذلك بعد تسليط الإعلان عليها وإبراز ما لديها من كنوز ومعالم كانت مجهولة للكثير من أبناء المملكة والخليج، ومن ذلك واحة الأحساء فبعد تسجيلها كموقع تراث عالمي في اليونسكو وتتويجها عاصمة للسياحة العربية 2019 كلها وضعتها بل ووضعت المملكة تحت مجهر السياحة العالمية، وعلى الصعيد الداخلي فإنها حفزت الكثير من الأسر لزيارة هذه الواحة ورؤية معالمها الطبيعية والأثرية. ولم يخفِ أصحاب وكالات السفر الأخرى والمرشدين السياحيين أمنيتهم في سرعة البدء في نظام الفيزا السياحية التي وصفوها بأنها رافد مهم الذي سوف يخلق المنافسة بين الجهات المختلفة، كما أنه سوف تؤدي في النهاية إلى انخفاض الأسعار التي سوف تساهم بزيادة الطلب على السياحة في المملكة. عمار المنسف «مستشار سفر وجولات سياحية في وكالة للسفر» أشار إلى أن أبرز ما تحتاجه سياحتنا الداخلية على المدى القريب يتمثل في توفير وسائل النقل بكافة أنواعها وبأسعار مناسبة وجودة، وأكد على أهمية خفض أسعار تذاكر الطيران. المتنزهات والحدائق منتشرة في مناطق المملكة عناصر جذب عديدة تتمتع بها السياحة الداخلية الأحساء ثرية بإرثها الحضاري الإنساني سوق القيصرية التاريخي