«نحن نشرف جميعاً بخدمة ضيوف الرحمن، والسهر على راحتهم، ونبذل الغالي والنفيس في سبيل توفير أسباب الراحة والطمأنينة لهم؛ ليؤدوا مناسكهم بكل يسر وسهولة وطمأنينة».. هذه الكلمات التي قالها خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه، وهي ليست كلمات فقط، وإنما جهود تكاتفت وتعاون فيها الجميع، للحفاظ على المنجز التاريخي الذي تفخر به المملكة كل عام، بعد أن شرفها الله سبحانه وتعالى بهذا الشرف العظيم من بين دول العالم قاطبة. أسباب النجاح لهذا العام كثيرة ولله الحمد، منها: تميز خطة التصعيد لعرفات، والنفرة إلى مزدلفة، والتروية إلى منى. كما نجحت جهود جميع القطاعات في تنظيم إدارة الحشود، وتنظيم سير المركبات، وإحكام السيطرة على نقاط المنع بالمشاعر المقدسة. فانخفضت بذلك نسبة المخالفين لأنظمة الحج إلى 70 في المئة، ولولا ذلك لشهدنا تدافعا ضخماً هذا العام. ففي 1433ه كان عدد الذين حجوا دون تصريح مليوناً و400 ألف حاج، بينما لم يتجاوز هذا العام 110 آلاف فقط، وذلك وفق تصريحات أمير مكةالمكرمة رئيس اللجنة المركزية للحج، الأمير خالد الفيصل. وكانت حملة «الحج عبادة وسلوك» بمنزلة الضلع الأساسي في النجاح، بما تضمنته من انضباطية في التنفيذ للخطط المُعدة لجميع القطاعات المشاركة، وانسيابية الحركة على الطرق السريعة بين مكةوجدة والطائف، فضلا ًعن جودة الخدمات الصحية في مستشفيات المشاعر المقدسة. ومن أسباب النجاح الأخرى إطلاق عدة تطبيقات ذكية، ساعدت الحجاج على تلبية احتياجاتهم الطبية والتعليمية والإرشادية وغيرها، ومنها «اسعفني»، الذي أطلقه الهلال الأحمر السعودي لتقديم المساعدة الطبية العاجلة للمحتاجين من الحجاج، وكذلك «مناسكنا» الذي يقدم الترجمة للحجاج الذين لا يتكلمون العربية أو الإنجليزية، إضافة إلى تطبيقات أخرى للملاحة الإلكترونية داخل الحرم المكي والمشاعر المقدسة وغيرهما. والأرقام والإحصائيات لا تكذب .. فإجمالي القوى العاملة المدنية والعسكرية التي قدمت الخدمة للحجاج بلغ أكثر من 250 ألف شخص. وشارك أكثر من 32 ألف طبيب وممارس صحي، وبلغت الطاقة السريرية خمسة آلاف سرير، وتم تجهيز 25 مستشفى داخل مكة والمشاعر، و135 مركزاً صحياً و106 فرق طبية ميدانية. وقُدر إجمالي أحمال الكهرباء ب17791 ميجاوات. وتم ضخ 40 مليون متر مكعب من الماء بمكة والمشاعر المقدسة. وتم نقل 41 مليوناً بواسطة 1600 حافلة من مساكنهم إلى المسجد الحرام، في شهر ذي القعدة إلى أول أسبوع من ذي الحجة فقط. إن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين تبذل الغالي والنفيس في سبيل خدمة وراحة الحجاج والمعتمرين، وتوفير كل الوسائل الممكنة بما يمكنهم من أداء شعائرهم بكل طمأنينة وأمن واستقرار. Your browser does not support the video tag.