تعد «بلدة لينة التاريخية» الواقعة جنوب محافظة رفحاء ب 100 كلم بمنطقة الحدود الشمالية من المدن التاريخية المهمة، ومن أقدم مستوطنات الجزيرة العربية، وتعتبر لينة من البلدات الغنية بالآثار الجديرة بالاهتمام، ويعود تاريخها كما روى حمد الجاسر إلى عهد سيدنا سليمان عليه السلام. وجاء في كتاب العرب للأصفهاني: «إن لينة ماء لبني غاضرة من أسد، بينها وبين زُبالا ليلة»، وهي ماء عظيمة من أعظم مياه بني أسد أكثرها أفواهاً وأعظمها نطفة وأغزرها جماً وأوسعها إعطاء، وتعرف لينة بآبارها العذبة، والتي تصل إلى 300 بئر، وهذه الآبار محفورة في الصخر بطريقة مذهلة ومحكمة وهي مثار استغراب لكل من شاهدها. وتقع «لينة» في مكان استراتيجي بين النفود والحجرة، وتحيط بها من الجنوب والغرب الرمال الذهبية والتي تعتبر مرتعاً دائماً للمتنزهين وهواة البر، ومن الشمال والشرق الحجرة بريضانها المميزة، وتقع أيضاً على مفترق طرق رئيسة تربطها بالرياض، والقصيم، وحائل، ومنطقة الحدود الشمالية»، وكذلك على طريق تجاري قديم يربط نجد والعراق، وبالقرب من درب تاريخي مهم هو درب زبيدة الشهير. الجدير بالذكر أن بلدية مدينة لينة قامت منذ إنشائها وتعاقب رؤسائها بتطوير المدينة سواء المشروعات التجميلية أو التنموية، وأشاد بها كل من زارها، كما اهتمت البلدية بوسط بلدة لينة التراثي والمنطقة المحيطة بها، بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالمنطقة، وتم تهيئة عدد من معالم التراث العمراني التي تتميز بها وسط بلدة لينة، ومنها قصر الإمارة التاريخي والسوق القديم وكذلك الجامع الأثري، من خلال ترميمها وبنفس المواد التي أنشئت منها، وكذلك العمل على ربط السوق القديم بالجامع العتيق بعد تطويره، والمنطقة المحيطة بقصر الملك عبدالعزيز التاريخي، والمحافظة على النسيج العمراني المحيط بها. Your browser does not support the video tag.
