تمثل الزيارة الاستثنائية التي يقوم بها رجل استثنائي للولايات المتحدة الأميركية واحدة من أهم المحطات التي مرت بها العلاقات السعودية - الأميركية، خاصة أنها جاءت في توقيت لا يقل عن استثنائية ما تضمنته الزيارة من دلالات تجاوزت مرحلة الرمزية والبروتوكول المعتادة في الزيارات الرسمية. تعدد المجالات التي تم وسيتم بحثها خلال زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع مع صناع القرار السياسي والاقتصادي الأميركي تؤكد أهمية الشراكة الاستراتيجية بين الرياضوواشنطن، خاصة أن المملكة بما تمثله من ثقل سياسي واقتصادي هي الحليف الأهم والموثوق لأميركا، وقبل كل ذلك فإن دائرة مصالح كل من البلدين ورؤيتهما تجاه العديد من القضايا الإقليمية والدولية تتسع يوماً بعد يوم مستندة على تاريخ تميز بالثقة المتبادلة بين كلا الطرفين. المملكة وخلال تاريخها الطويل تسعى إلى جعل منطقة الشرق الأوسط منطقة مستقرة وآمنة ومزدهرة اقتصادياً، وتعمل جنباً إلى جنب مع الدول الداعية للسلام في هذا الإطار، خاصة في مواجهة المشروع الإيراني القائم على نشر الفوضى والدمار ودعم الإرهاب والتدخل في الشؤون الداخلية للدول، وهو ما يتفق مع السياسة الأميركية التي تدرك ما تمثله طهران من تهديد للأمن والسلم في المنطقة من خلال دعمها لجماعات الإرهاب، مثل حزب الله في لبنان، والحوثي في اليمن ومحاولة فرض واقع جديد على دول الجوار بما فيه مصادرة قرارها السياسي. واشنطن تدرك أهمية المنطقة كما تدرك حقيقة أن المملكة هي أكثر دولها استقراراً وأكثرها جدية والتزاماً في مجال مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه، إضافة إلى تعاونها المتواصل مع مختلف دول العالم في هذا المجال، إضافة إلى نجاحها في تشكيل تحالفات إقليمية ودولية للتصدي لهذه الظاهرة. وهنا فإن الزيارة تمثل فرصة مهمة لتعزيز العلاقات بين الدولتين خاصة أن المستقبل السعودي الذي تشكل رؤية 2030 ملامحه معتمداً على اقتصاد قوي بعيداً عن تقلبات أسعار النفط، وتحقيق الاستفادة القصوى من جميع عوامل النجاح التي تمتلكها البلاد، يضاف إلى ذلك حراك إصلاحي حقيقي بدأ السعوديون في جني ثماره مبكراً، وهو ما يمهد الطريق أمامهم للإبداع والتميز في مختلف المجالات. ومن خلال رصد ردود الفعل القادمة من واشنطن فإنه يمكن القول إن زيارة سمو ولي العهد قد حققت أهدافها قبل أن تنتهي، وستجني كل من المملكة وأميركا ثمارها قريباً، كما سينعكس ذلك على العديد من الملفات الإقليمية المهمة وعلى رأسها التهديد الإيراني سعياً إلى شرق أوسط خالٍ من الإرهاب وأجواء عدم الاستقرار والتوتر. Your browser does not support the video tag.