مفصل الكتف هو أكثر مفاصل الجسم اتساعاً في مدى الحركة وذلك حتى يتمكن الإنسان من استعمال الطرف العلوي بصورة طبيعية، ونتيجة لهذا الاتساع في مدى الحركة فإن مفصل الكتف من أقل المفاصل ثباتاً وأكثرها تعرضاً للإصابات، كما أن مفصل الكتف (مثله مثل المفاصل الأخرى) عرضة للإصابة بأمراض المفاصل مثل خشونة المفاصل والروماتويد المفصلي.. ويتكون مفصل الكتف من التقاء أعلى عظمة العضد مع حُق مفصل اللوح ( وهي منطقة مجوفة تجويفاً ضحلاً وليست بغائرة )، ويُحاط هذا المفصل بحافظة مدعَّمة بعدة أربطة متكاملة وذلك للحفاظ على ثبات المفصل، وتتحكم عدة عضلات في حركة مفصل الكتف حيث تعمل هذه العضلات بصورة تناغمية حتى تضمن سلاسة حركات هذا المفصل واتساع مداه. وهناك أسباب متعددة هي التي تسبب ألم الكتف منها: التهاب الأوتار ( الوتر شريط من الأنسجة يربط بين العضلات والعظام )، ومن الأسباب أيضاً الإصابات الحادة، التهاب صديدي أو روماتويدي أو سينوفي، تمزقات الكفة المدورة، نوبة قلبية (في بعض الأحيان)، مفصل الكتف المتجمدة ( سمي بهذا الاسم لأن المريض يشعر بألم شديد ويحس كأن كتفه مجمد ولا يستطيع أن يحرك ذراعه بشكل طبيعي)، كما أن من أسباب ألم الكتف الإصابة بخشونة مفصل الكتف، وتيبس مفصل الكتف. وفيما يتعلق بألم الكتف الحاد، فإنه يتركز في أعلى الذراع والعنق، وقد يحدّ الألم فجأة من حركة الذراع، ومن أسباب هذا الألم الحاد هو إجهاد مفصل الكتف أو الإصابات حيث يُصاب الكتف بالتورم والالتهاب في أعلاه ويصبح من المؤلم جداً ارتداء معطف أو مدّ الذراع بشكل مستقيم جانبياً. في حين يصيب مرض مفصل الكتف المتجمد الذكور والإناث بنفس النسبة وذلك بعد بلوغ سن الأربعين، وتبدأ أعراضه بآلام بسيطة في الكتف وعالي الذراع تستمر لعدة أشهر يشعر خلالها المريض أنه غير قادر على القيام ببعض الحركات الضرورية في حياته اليومية أو مزاولة الرياضة بسبب تيبس مفصل الكتف، وتزداد حدة الألم ليلاً حتى إنها توقظ المريض من نومه وأحياناً تمتد إلى الذراع واليد وعند فحص الكتف نجده متيبساً في جميع الجهات، وحول أسباب ألم مفصل الكتف المتجمد فإنه قد يحدث من دون سبب عند المرضى المصابين بالسكري أو في بعض مرضى الجلطات الدماغية أو جلطات القلب، وفي بعض الحالات قد لا يكون هنالك سبب واضح لحدوثه، أو نتيجة وضع الكتف والذراع في جبيرة أو ربطة طبية لفترات طويلة أو نتيجة قطع في أوتار الكتف، وقد يكون نتيجة إصابة أو كدمة أو التهاب في العضلات والأربطة المحيطة بالكتف أو قد يكون نتيجة كسر في العظام القريبة من مفصل الكتف. أما إصابة الكفة المدورة، فإن الكفة المدورة تتكون من ارتباط عدة أوتار بالكتف ونظراً لتعقّد بنية الكتف يتم تشخيص معظم المشاكل على أنها إصابات في الكفة المدورة فتُصاب أوتار الكتف بتمزقات دقيقة أو اهتياج أو تنقرص بين العظام، وقد يزداد الألم حدّة في الليل، وينتج هذا النوع من الإصابات عادة بسبب حركات الذراع المتكررة وفوق الرأس (كطلاء السقف أو السباحة أو لعب البيسبول) أو بسبب رض كالسقوط على الكتف. وهناك التضيّق الملازم أو التصادم المتلازم فالمنطقة اللزجة المنزلقة بين سقف الكتف والعضلات الدوارة في أعلى الذراع هي غالباً ما تكون المسبب لكل هذه الآلام، فقد يتضيق الحيّز تحت سقف الكتف مما يؤدي إلى الالتهابات في الصرة فوق الكفة المدورة. بينما يُعتبر مرض خشونة مفصل الكتف أقل شيوعاً من مثيله في المفاصل الأخرى مثل الركبة، ولكنه يؤثر بصورة كبيرة على حركة الطرف العلوي كله وذلك لعدم قدرة المريض على توظيف الطرف العلوي بصورة فعالة، وتحدث هذه الخشونة إما نتيجة لإصابات قديمة (مثل الكسور) أو نتيجة لإصابات متكررة مهملة مثل الخلع المتكرر لمفصل الكتف، وقد تحدث هذه الخشونة بصورة أوليّة (بدون سبب ظاهر) وذلك نتيجة لعوامل وراثية أو بيئية، ويعاني مريض خشونة مفصل الكتف من آلام شديدة مع حركة المفصل مع محدودية تلك الحركة تبعاً لدرجة تقدم المرض. أما تكلّس الكتف فإنه مرض يصيب غالباً المرضى في منتصف العمر وعند الأربعين، والنساء هن أكثر من يصاب بهذا المرض، لم تتوضح أسباب ذلك ولحد بعيد (قد تكون قلة تدفق الدم في منطقة الأنسجة الحافظة) إذ تظهر في أجزاء الصرة طبقة من الكلس، وهذا البناء الكلسي يسبب وبفترات منتظمة التهاب أنسجة الكفة المدورة ويرافقه آلام حادة، وفي حالات كثيرة تتكرر دورة الآلام الشديدة عندها يصبح التدخل الجراحي ضرورياً. أخيراً يُعتبر الخلع الحاد في مفصل الكتف هو أكثر أنواع خلع المفاصل شيوعاً، وذلك لأن مدى حركة المفصل واسعة نسبياً مما يعرضه للإصابة أثناء الحركات العنيفة والمشاجرات، ويصاحب حدوث الخلع ( نتيجة للإصابة ) تمدد أو قطع في الأربطة المغلّفة للكتف مع احتمال حدوث قطع في الغضروف المتصل بحافظة المفصل. قسم جراحة العظام Your browser does not support the video tag.
