منتجات البتروكيماويات السعودية تفرض منافستها التسويقية في أسواق الشرق الأوسط وأفريقيا

فرضت منتجات البتروكيماويات السعودية من البولي بروبلين والبولي إيثيلين منافستها التسويقية بوتيرة مرتفعة في أسواق البيع في الشرق الأوسط وأفريقيا خلال شهر ديسمبر الحالي، حيث أعلن منتجون سعوديون بارزون عن رفع أسعار سبتمبر وتثبيت العروض في السوق المحلي والأسواق الإقليمية.
ولاحظت "الرياض" مرونة العروض السعودية من البولي إيثيلين إلى تركيا حيث تحصل المصنّعون في تركيا على عروض من المنتِجين السعودي عند مستويات مستقرة للبولي إيثيلين منخفض الكثافة الخطي مع تسجيل بعض الزيادة للنوع الآخر من البولي إيثيلين عالي الكثافة في ظل ضعف هامش الربح مقارنة بالأسواق الأخرى. فيما لم تتأثر عروض البولي بروبلين والتي استقرت في ظل ركود الأنشطة التجارية في نهاية العام ونقص المعروض من الشرق الأوسط وإيران.
ونجح المورد السعودي في تسويق شحنات من البولي بروبلين درجات الرافيا والحقن والبولي إيثيلين مرتفع ومنخفض الكثافة الخطي للإمارات العربية المتحدة خلال الشهر، في وقت لفت التجار في البلاد إلى تمسك المورّدين بعروضهم المستقرة في ظل ارتفاع تكاليف الخامات الأولية وضعف المبيعات رغم مستوى الطلب المخيب للآمال، وفقًا لبعض أطراف السوق الذين أشاروا أيضاً إلى توفر الخامات بالسوق مع تقديم طلبات شرائية منخفضة من قبل المشترين.
كما نفذت الواردات السعودية للسوق اللبناني حيث تحصل المشترون في لبنان والأردن على عروض جديدة من المُنتِج عند مستويات مستقرة، في حين حافظ المُنتِج على استقرار عروضه لدرجات البولي بروبلين والبولي إيثيلين أنواع الفيلم، والحقن، والنفخ. وكذلك الحال من الاستقرار في مرونة الواردات السعودية للسوق الأفريقية حيث أعلن مُنتِج سعودي بارز عن استقرار العروض للسوق المصري خلال شهر ديسمبر، في حين نهجت عروض المنتجين الإقليميين الآخرين النهج نفسه، فيما قام المورّد السعودي بتخفيض عروض البولي بروبلين والبولي إيثيلين الأخرى على خلفية الطلب غير المشجع في ظل استمرار أزمة السيولة المالية وركود الطلب على المنتجات النهائية.
وسلكت عروض المُنتِج السعودي بالجزائر وليبيا نبرة الاستقرار خلال الشهر. ولفت مُشترٍ بالجزائر بعدم تغير أسعار البولي بروبلين والبولي إيثيلين لشهر ديسمبر في حين كانت الأوضاع الاقتصادية قاسية مما تسبب في ركود الأنشطة التجارية، مما قاد إلى تقليص المشتريات على الاحتياجات الأساسية.
وكانت عروض المُنتِج السعودي البارز للأسواق التونسية مستقرة مقارنة بالشهر الماضي رغم ارتفاعها بنحو 10 يورو للطن للبولي بروبلين نوع الحقن وبنحو 40 يورو للطن للبولي إيثيلين مرتفع الكثافة نوع الحقن ودرجات المواسير. في حين شدد أحد المُشترين بأن ضعف الطلب يُسيطر على السوق حيث لا يتوقع حدوث تغيرات كبيرة في عروض المُنتِج البارز حتى نهاية العام.
وفي نفس المنحى قدم أطراف السوق في كينيا عرضاً عند مستويات مستقرة للمُنتِج السعودي البارز للبولي إيثيلين في حين أعلن المصدر عن تعديل عروض البولي بروبلين بالنقصان بنحو 20 دولاراً للطن. وأشار المُشتري إلى ضعف الطلب خاصة للبولي إيثيلين مرتفع الكثافة على خلفية قرار منع الأكياس بالبلاد.
وانتجت المملكة ما يزيد عن 3.3 ملايين طن من البولي إيثيلين منخفض الكثافة الخطي في 2016، في حين بلغت الصادرات والواردات 3 ملايين طن و95 ألف طن على التوالي. وبالنسبة للبولي إيثيلين المنخفض الكثافة غير الخطي فقد تم إنتاج 908.000 طن، فيما تم تصدير وتوريد 784 ألف طن و47 ألف طن على التوالي. وشهد البولي بروبلين إنتاج حوالي 4.8 ملايين طن، فيما بلغت الصادرات والواردات 4.2 ملايين طن، و36 ألف طن على التوالي.
ومع ذلك، وبما أن المملكة تعد منتجاً رئيسياً للدائن البلاستيك، تبذل حالياً جهوداً للتحرك بشكل كبير نحو الصناعات التحويلية وأسواقها، فضلاً عن الكثير من المبادرات الناشئة للشركات الصغيرة والمتوسطة الجديدة في صناعة معالجة البلاستيك في إطار التجمعات البتروكيماوية. ومن المتوقع أن تؤدي هذه الاستثمارات إلى خفض الواردات من المنتجات البلاستيكية الاستهلاكية. ومع ذلك، سيستغرق الأمر بعض الوقت قبل رؤية أثراً ملحوظاً على الميزان التجاري للمملكة، ما لم يتم تغيير ظروف العمل بشكل كبير، على سبيل المثال مع الرسوم الإضافية على الواردات. في وقت يشعر العديد من المعالجين المحليين بضغط المنافسة من البلدان رخيصة التكلفة في العمالة مثل الصين والهند وتركيا وأفريقيا أيضاً.
وتنامت استثمارات المصانع السعودية للبولي إيثيلين إلى أكثر من 50 مليار ريال في ظل طلب عالمي متنامٍ وأسعار منتعشة مستقرة في وقت يعتبر هذا المنتج من أهم المنتجات البتروكيماوية الداعمة للصناعات البلاستيكية النهائية وغيرها في وقت تتمركز صناعة البولي إيثيلين في المملكة في المدن الصناعية الجبيل وينبع ورابغ بطاقات أكثر من 10 ملايين طن متري سنوياً بخلاف توسعات بترورابغ، حصة "سابك" منها بمفردها أكثر من (6) ملايين طن متري سنوياً تنتجها في شركاتها التابعة كيميا، وبتروكيميا، وشرق، والمتحدة، وينبت، وينساب وكيان السعودية.
في حين يتم إنتاج البولي إيثيلين في المصانع السعودية الأخرى بطاقة 4.4 ملايين طن متري سنوياً في شركات التصنيع، وبترورابغ، والصحراء، وبتروكيم، وشيفرون، في وقت سجلت مبيعات البولي إيثلين على مستوى العالم لعام 2016 أكثر من 70 بليون دولار، فيما يتوقع أن تحقق متوسط نمو بنسبة 4.2 % سنوياً لتبلغ المبيعات العالمية نحو 85.8 بليون دولار في عام 2022، وفق تقديرات معهد أبحاث السوق الأمريكي.