قطر والرهانات الخاسرة

قطر تستمر في الرهانات الخاسرة، بل وتصر عليها، فبعد أن راهنت على الإخوان وخسرت، وراهنت على الإرهاب وخسرت، ها هي اليوم تأتي لتراهن على الجار الغريب وعلى الأجنبي ونعلم جميعاً أنها ستخسر من وراء ذلك. نستغرب كثيراً من القيادة السياسية في الدوحة، كيف تفكر وكيف تحكم على الأمور، ونستغرب، بعد أن اكتشفنا ما قامت به طوال سنوات، وبعد أن قامت السعودية والإمارات بمواجهتها به، ولَم تستطع أن تنكر كل التهم التي وجهت إليها، أن تصر على موقفها الذي لا يضر بها فقط، وإنما يضر بمصالح دول الخليج بأكملها، وبالمصالح العربية والإسلامية، فهي تدعم الإرهابيين باحتضانهم في الدوحة وتمويلهم من مؤسساتها. إن إعلان السعودية والإمارات والبحرين ومصر تصنيف 59 فرداً و12 كياناً في قوائم الإرهاب لديها وجميعها مرتبطة بقطر، هذا الإعلان يدين قطر، كما أن المعلومات التي تتكشف عن تورط قطر بتمويل جماعات إرهابية بملايين الدولارات، بل وربما المليارات تضع الحكومة القطرية في موقف لا تحسد عليه أخلاقياً وقانونياً، فهي اليوم غير قادرة على الدفاع عن نفسها، وفِي نفس الوقت لا ترغب في الاعتراف بأخطائها التي ستدفع ثمنها عاجلاً أو آجلاً. بعد قطع العلاقات مع قطر انكشفت أمور مؤسفة كثيرة، منها على سبيل المثال أن الشعب القطري الشقيق «مُغيّب» تماماً عن واقع السياسة الخارجية القطرية، ولا يعرف ما الذي فعلته وتفعله حكومته من دعم للإرهاب وتمويله، ومن إساءة لدول شقيقة خليجية وعربية، وواضح أن الشعب غير قادر على استيعاب الوضع الذي هو فيه، لذا هو في حيرة هل يقف مع قيادته، أم يقف مع مستقبله؟ ويتساءل مثلنا: هل يُعقل أن كل هذه الدول على خطأ وقطر وحدها على صواب؟!