تُعدّ زيارة الرئيس الأميركيّ الخامس والأربعين دونالد ترمب إلى المملكة العربية السعوديّة وهي الأولى خارجياً، ذات أهمية حيث تشير إلى المكانة الإستراتيجيّة للمملكة العربية السعودية في السّياسة الأميركية، بالرغم من الخطاب السّلبي الذي ساد أثناء الحملة الانتخابية الأميركية تِجاه المنطقة، ومِن الرياض أطلق دونالد ترمب حديثًا، تمثل في تقديم رؤية لإعادة بلورة صورة وشكل العلاقات الأميركية العربية، وأبرزها أنّ رؤية الرئيس ترمب ترتكز على اعتبار المملكة العربية السعودية هي مفتاح الحَل والربط، وصاحبة الدّور الحيوي والريادي في مُجمل القضايا العربية والإسلامية، وأنها الشريك العربي والإسلامي الأبرز الذي يمكن أن تتحاور معه الولاياتالمتحدة الأميركية في قراراتها تجاه قضايا المنطقة المختلفة وبما يخدم تطلعات الطرفين وينعكس بالإيجاب على القَضايا العربية وِفق رؤية وسعي الملك سلمان. سعى خادم الحرمين الشريفين "المَلك سَلمان" على عَقد اللقاءات والقِمم المُهة، التي ستفتح صفحة جديدة من الحوار بين العرب والولاياتالمتحدة، وعقد اتفاقيات التعاون الاقتصادي؛ لتفتح الباب على مِصراعيه لإنشاء مصانع مختلفة في السعودية، وكما تستحدث الاتفاقيات مئات آلاف الوظائف بين البلدين. وتبرز مَكانة المملكة العربية السّعوديّة كحاضِنة دينيّة، وكذلك كجسم ذي هيبة، وتقدير، واحترام لأغلب الدّول، وكمرجعية لمعالجة أغلب قضايا المنطقة، فَخادم الحرمين الشريفين استطاع بِحنكَته أن يضع القواعد لجسر متين تبنى عليه العلاقة المستقبلية مع الولاياتالمتحدة الأميركية لصالح قضايا وشعوب المنطقة، فأثبت أنه قائد مُلهم، قادِر على صياغة الخيارات والقرارات الحَكيمة، وأن عباءة بلاده يستظل بِظلها العرب والمسلمون، واستطاع أن يرسِل رسالة إلى العالم أجمع أن الاسلام هو دين تسامح منبته الأصلي المملكة العربية السعودية، وأن أي أفكار أخرى تحملها الجماعات المتطرفة هي أفكار من إانتاجهم، وليس لها علاقة برسالة الإسلام، وأصوله السامية التي تدعو للتسامح، والتّعاون، وحب الآخر، وعمارة الأرض. لا يَفوتنا أنّ الرّئيس ترمب قائدٌ صريح في تحقيق أهداف سياسة بلاده، يتمتع باستقلالية وثقة في طرح الأفكار، كما يُعتبر من مُتَبني فِكر المدرسة الواقعية، في رسم السّياسات، واتّخاذ القرارات، فيسعى لتحقيق التغيير المبني على الظروف التي يعيشها العالم، وبرأيي فإن التاريخ سوفَ يسجل تقدمًا مهمًا وملموسًا في عهد الرئيس ترمب على صَعيد قَضايا المنطقة وأبرزها القضية الفلسطينية. * كاتب فلسطيني من القدس الشريف