قدمت إدارة الهلال بداية الموسم الرياضي نفسها أكثر الأندية السعودية حراكا على مستوى التعاقدات وهو ما جعل جماهيرها تستبشر خيرا بعودة فريقها لتقديم نفسه منافسا صريحا على جميع الاستحقاقات عندما سخرت الإمكانات كافة سعيا منها لتحقيق أولى أهدافها بطولة الدوري الغائبة عن خزانته خمسة أعوام وباقي البطولات بتقوية دكه الاحتياط بصفقات متميزة من اللاعبين المحليين وحتى غير السعوديين، وزعت على فترتي الانتقال الصيفية والشتوية بمبالغ تتجاوز 100 مليون ريال بدعم شرفي استثمرتها الإدارة بجلب خمس صفقات متميزة على الصعيد المحلي وصفقتين أجنبية وصفت على أنها الأقوى والأفضل في الجانب الفني خلال الموسم تنوعت في مركز الحراسة والدفاع وثلاثة لاعبين في الوسط منهم لاعبان ذوي نزعة دفاعية، لتقوية المناطق الخلفية، تمثلت بعودة قائدة السابق المدافع أسامة هوساوي بصفقة تجاوزت 12 مليون ريال وكان محل ترحيب واسع وأصداء كبيرة لدى جماهير الهلال نظرا لما يملكه من خبرة ومستوى وقدره، فتم قيده كلاعب هاو من دون دفع أي مبلغ للأهلي، ثم التوقيع مع الحارس عبدالله المعيوف بعد توقيعه مخالصة مع الأهلي، بعد تنازله عن حقوقه التي وصلت إلى ثلاث ملايين ريال وكان أحد مطالب إدارة نواف بن سعد الأساسية بعد منح عبدالله السديري ورقة التنسيق واتجاهه إلى الوحدة ومعاقبة الحارس الأول خالد شراحيلي بإعارته إلى الرائد. وبدأ الهلال تدوين أولى صفقاته بالتوقيع مع لاعب وسط الشباب عبدالملك الخيبري ب12 مليون ريال، وكان من أبرز الانتقالات تأثيرا على خارطة الفريق الذي يحتاج للاعب بقدراته في مركز المحور الدفاعي، وقد اعتبره الكثير مكسبا للفريق، بعدما واجه مشاكل في هذا المركز الموسم الماضي، وإشراك أكثر من لاعب يلعب في مراكز أخرى، مثل لاعب الوسط سلمان الفرج،، وقدم الخيبري موسم جيدا كشف من خلاله عن موهبته العالية ومقدرته الفنية، ثم التعاقد مع لاعب وسط التعاون عبد المجيد الرويلي لموسمين مقابل مليونين و400 ألف في الموسم الواحد للاعب وسبع ملايين حصة فريقه السابق الذي ساهم معه في تقديم موسم مميز موسم 2016م، بعد أن بدأ مشواره مع العروبة قبل أن يتنقل لفرق عدة منها الشباب والرائد ثم التعاون ومنه إلى الهلال الذي حرص على التوقيع معه لتدعيم الوسط بخيارات قوية بعد تميزه في تسديد الكرات الثابتة وتسجيله رقماً قياسياً الموسم الماضي كأكثر لاعب يسجل من هذه الكرات أهدافاً في تاريخ المسابقة وصلت إلى 13 هدفا مقرونة بتقديم مستويات عالية وقدرة تهديفية متقنة من خارج المنطقة، جعلته يكون من أهم الخيارات المتاحة. ولم يكتف الهلال بذلك وذهب إلى التعاقد مع لاعب وسط القادسية ماجد النجراني (23 عاما) كأصغر الصفقات المحلية التي أبرمت هذا الموسم أثر تألقه الموسم الماضي حتى بات مطمعاً للعديد من الأندية، إلا أن الإدارة الزرقاء نجحت في تغيير مساره إلى فريقها، وتوقيع عقد معه لأربعة مواسم بخمسة ملايين ريال. صفقات أجنبية مميزة الصفقات الأجنبية استمرت طوال الموسم وعوضت الفشل الذي صاحب صفقة البرازيلي تياقو الفيس مهاجم سيونغنام الكوري الذي كلف الخزينة الزرقاء ما يقارب 15 مليون ريال خلال فترة الانتقالات الصيفية ولم يقدم مايشفع له بالبقاء، فكان البديل الاستعانة بخدمات مهاجم الظفرة الإماراتي عمر خربين لنصف موسم بصفقة بلغت مليون دولار برغبة من المدرب الارجنتيني رامون دياز وكان عند حسن الظن به وسجل اسمه كأبرز الصفقات ونقطة تحول في هجوم الهلال ب16 هدفا في 12 مباراة اغلبها كانت حاسمة في جميع البطولات المحلية والآسيوية فوضع له بصمة حقيقية بقيادة الفريق لتحقيق بطولتي الدوري والكأس، ليشكل مع لاعب الوسط البرازيلي كارلوس ادواردو ثنائيا مرعبا والأخير يتواجد مع الهلال للموسم الثاني بعد المستويات المقنعة التي قدمها الموسم الماضي، في المقابل سجل العنصر الثالث الأوروغوياني نيوكولاس ميليسي مستوى متصاعدا وأداء مؤثرا على خارطة الفريق خصوصا في الدور الثاني من "دوري جميل" وقاربت قيمة انتقاله 28 مليونا لمدة ثلاثة اعوام. ولرغبة إدارة نواف بن سعد في الإبقاء على خدمات نجوم الفريق البارزين نجحت بتجديد عقود لاعبي الوسط سلمان الفرج وسالم الدوسري والمدافع عبد الله الحافظ. نجاحات إدارة الهلال لم تتوقف عند هذا الحد بل امتد إلى تقليص الديون إلى اقل من 40 مليون كأقل الاندية الجماهيرية وتسجيل العديد من الصفقات الاستثمارية، ونجحت بداية الموسم في توقيت مهم من إنقاذ الفريق من تخبطات المدرب الأورغوياني جوستافو ماتوساس باقالته بعد الجولة الرابعة من "دوري جميل" ليكون البديل محرك الأبطال وقائد الدفة الفنية نحو ترويض البطولات المدرب الأرجنتيني الشهر رامون دياز بعقد يتجاوز مليوني دولار للموسم الواحد، ولا يزال يواصل تقديم الفريق بشكل مميز، وينثر ابداعاته في كل لقاء. الهلال انتهج هذا الموسم تقديم قصة معبرة عن التألق المتواصل والتواجد في المقدمة، بقلب صادق، وعمل واثق، واستقرار على الأصعدة كافة، في المنظومة الزرقاء المتناغمة والمتجانسة بتكاتف وتعاون شرفي إداري وفني وعناصري، تحول لواقع يتسم بالجمال في موسم مثير مدون فيه "الزعيم الملكي" كل شيء جميل ويتطلع عشاقه لمواصلة سلسلة الانتصارات والوصول إلى دور ربع النهائي عندما يلاقي استقلال خوزستان الإيراني في دور ال16 من دوري آسيا وتبدو أسلحته قوية في تجاوز هذا الدور نحو تحقيق انجاز جديد.