هذا ما قد يصوره بعض من يتداول قضية "التوطين" أو توظيف السعوديين، أو من يحمل لوماً على القطاع الخاص والتجار أنهم لا يريدون "السعودي" ليعمل، حتى أن البعض من مسؤولي الموارد البشرية "قد" يصور أن "السعودي" ليس "براعي عمل" أي ليس عمليا، وبما أن التاجر يحسب الربح والخسارة، ويحمل الحس الوطني لوطنه والفضل له بكل ما أنجزه في تجارته، فإن المنطق "الاقتصادي والتجاري" يرى أن عمل "السعودي" بالشركة أو المؤسسة هو الأفضل له على المدى الطويل، ولا أتصور أن هناك من لا يريد عمل "المواطن" ليكون موظفا ويمكن له مع الزمن أن يكتسب الخبرة ويتسقل بعمله، ولكن يجب أن نفتح ملف العمل والمهن والحرف بالقطاع الخاص، فالبطالة للذكور اليوم وهذا إحصاء الربع الثالث من عام 2016 كتالي، 254،108 ذكر عاطل و439،676 أنثى بمجموع 693،784 فرداً. برأيي الرقم ليس كبيرا، ويمكن توظيفة بسهولة من خلال القطاع الخاص، واقتصادنا الوطني يستوعب أكثر من ذلك بكثير، ولكن السؤال هنا لدي، عن "رغبة" المواطن بالعمل بالقطاع الخاص هل هو يفضله عن الوظيفة الحكومية؟ ففي ظل جاذبية الوظيفة الحكومية ليس للعائد المالي، سنجد أن القطاع الخاص يعاني من هشاشة التوظيف والتوطين، وحين نعمل استبانة وأتمنى تعمل لكل عاطل أو باحث عن العمل أن يجيب ماذا تفضل "الوظيفة الحكومية أو القطاع الخاص أو العمل الحر"؟ الفرضية لدي أنها الوظيفة الحكومية بصورة عامة، وهي ما تضع القطاع الخاص في تحدٍ ومصاعب عدم استقرار الموظف "الجديد" في عمله بالقطاع الخاص، ولا يعني بأن لا يغير يحق له التغيير، ولكن بعد مرور زمن كافٍ على الأقل سنتين أو ثلاث برأيي، وليس أيام وأشهر. نحتاج سد فجوة الاقتناع بالعمل بالقطاع الخاص، وفتح فرص العمل للمرأة التي تواجه التحدي الأكبر فبطالتها هي ضعف أو إضعاف الرجل، وتعاني أكثر، وأعتقد حين يفتح لها مجال العمل، وهي الراغبة بالتحدي، وهي أكثر استقرارا وثباتا في العمل "كدوران" لقلة فرص العمل لها، ورغبتها في إثبات نفسها، والأهم هنا العمل على "ترسيخ" وتغذية الباحثين على العمل على "ثقافة العمل" والتي أعني بها، أن العمل الخاص تحديات وفشل ونجاح وفشل، والبدايات صعبة وضعيفة، لكن تستمر بالنجاح مع الزمن، كسب الخبرة مهم، أن لا تكون عالة، وستواجه تحديات ومحاربة بالعمل، وغيره كثير وأعتبر كل ذلك طبيعي بسوق العمل، لأن الناجح هو من يخترق المصاعب ويصر بمثابرة وعمل وصبر وينجح، وهذا ما نحتاجه بسوق العمل حقيقة.