حذر مركز أبحاث الطب العام البريطاني في دراسة حديثة أجريت بالتعاون مع المعهد الوطني لأبحاث مرض السرطان بأن اكتساب أي وزن زائد أو معاناة من السمنة والبدانة في مرحلة منتصف العمر تزيد بنسبة كبيرة من احتمالية الإصابة بأمراض كثيرة وخطيرة من أهمها وبطريقة غير مباشرة السرطان. ونبهت الدراسة إلى هذه الخطورة الشديدة بعد إثبات أبحاثها بوجود علاقة وثيقة وارتباط قوي بين سرطان الرحم والثدي عند النساء وسرطان الكلية والأمعاء عند الرجال مع معاناتهم مسبقاً من البدانة وأوزان زائدة عن المعدل الطبيعي في الغالب وبحالات كثيرة بنسبة مرتفعة تجاوزت خمسين بالمئة. ووفقاً للدراسة فإن السمنة وبشكل غير مباشر إلى حد ما ومن خلال إفراز أجسام البدناء داخلياً لهرمونات معينة وجدت عند الجنسين تساهم في تعزيز وتقوية نمو الخلايا السرطانية ولكن حتى الآن لم يتم تحديد هذه الهرمونات بدقة ولا كيفية ونمط اتصالها بالخلايا السرطانية لتستفيد منها سلبياً. وبحسب ما قاله الباحثون المشرفون على هذه الدراسة التي أجريت في مركز أبحاث مشترك بجامعة مانتشيستر البريطانية فإن تحليلات النتائج الأولية لأكثر من 3000 حالة مريض بالسرطان أكدت تدخل الوزن الزائد في مرحلة منتصف العمر في 85 بالمئة من الحالات وتضاعف إصابتهم المبكرة. وأضاف الباحثون بأن تخوفهم من ارتباط السمنة بمضاعفة خطورة المعاناة من السرطان في المستقبل القريب لمن وصل إلى سن الأربعين فما فوق قد تجعلهم يصنفونها في الترتيب الثاني بعد التدخين لتحذير هذه الفئة العمرية مما قد يجعلهم يعانون لاحقاً من أنواع مختلفة من السرطان. ويأمل الباحثون بحسب قولهم بعد تركيز المزيد من الجهود لتأكيد نتائج دراستهم وتوثيق ما خرجت به على نطاق أوسع من أن تساهم هذه الدراسة في توعية وتحذير الناس من أخطار السمنة والبدانة التي يبين الطب بشكل دوري كثرة سلبياتها وعواقبها الكثيرة والمتتالية والمتطورة إلى هذا الحد من الخطورة.