قالت دراسة حديثة إن تناول حمية غذائية مكونة من الفاكهة والخضروات والألبان قليلة الدسم يمكن أن تكون ناجحة في مساعدة الأشخاص الذين يعانون من داء النقرس. وأشار الباحثون إلى أن اتباع نظام غذائي صحي يمكن أن يخفض بشكل فعال مستويات حمض اليوريك في الدم، الذي يسبب النقرس. وكانت نتائج الدراسة قد نشرت في مجلة التهاب المفاصل والروماتيزم التي تصدر عن الكلية الأميركية لأمراض الروماتيزم. ويلعب ارتفاع حمض اليوريك في الدم دورا رئيسيا في مرض النقرس، وهو شكل مؤلم للغاية من التهاب المفاصل الذي ينتج عنه العجز ويتطلب رعاية صحية مكلفة. وقد عرف منذ زمن أن النظام الغذائي عامل مهم في تحديد مستويات حمض اليوريك في الدم لكن ليس هناك دليل علمي من التجارب السريرية عن خيارات الأغذية المفيدة لمرضى النقرس. وقد قام الدكتور ستيفن جوراشيك أستاذ الطب بكلية الطب بجامعة جونز هوبكنز وزملاؤه بدراسة إمكانات حمية الطرق الغذائية لوقف ضغط الدم المرتفع والمعروفة ب"حمية داش" "DASH" في خفض حمض اليوريك. وتركز حمية داش الغذائية على الفواكه والخضروات ومنتجات الألبان قليلة الدسم والإقلال من استهلاك الدهون المشبعة والدهون الكلية والكوليسترول. كما أنها تحتوي على الحبوب الكاملة واللحوم الخالية من الدهن والسمك والمكسرات والبقول. وقام الباحثون بفحص عشوائي للنظام الغذائي ل 103 بالغين يعانون من ارتفاع ضغط الدم وإخضاعهم لحمية داش أو لنظام غذائي تحت السيطرة (نموذج من النظام الغذائي الأميركي العادي)، مع إعطائهم حصصا مرتفعة أو متوسطة أو منخفضة من الصوديوم لمدة 30 يوماً بصورة عشوائية. وافترض الباحثون أن الحد من تناول الصوديوم من شأنه خفض مستويات حمض اليوريك، لكنهم وجدوا أن العكس هو الصحيح. فقد اكتشفوا أنه كلما زادت جرعة الصوديوم انخفضت مستويات حمض اليوريك. غير أن الآلية التي من خلالها تقل مستويات حمض اليوريك بزيادة الصوديوم لم تكن واضحة بالنسبة لهم. وتشير النتائج إلى أن النظام الغذائي"داش" قد يمثل نهجاً فعالاً غير معتمد على دواء لمنع نوبات النقرس عند الأشخاص المصابين به. وقال الدكتور جوراشيك إنه بات بإمكان الأطباء توصية مرضاهم بثقة باتباع حمية"داش" لخفض مستويات حمض اليوريك. وأضاف "تظهر نتائجنا أيضا كيف يمكن للصوديوم أو الملح أن يغير مستويات حمض اليوريك وتوفر معلومات مهمة عن الأغذية التي تشعل فتيل النقرس".