المحظوظ من الناس من يرحل وتبقى ذكريات رائعة عنه يتناقلها أحبابه حتي تصبح أحاديث للمجالس وتسري بها الركبان يتناقلونها حتى تبلغ من كان لا يعرف صاحب الذكرى وتخلق من سيرته ومواقفه سيرُ اخرى وايجابيات متنوعة، ويستوقفك مع بعض الراحلين الى رحمة الله والدار الاخرة مواقف من الوفاء والايثار والنبل وتشعر معها انهم من نُدر الرجال في عصر فيه لا شك الكثير من امثالهم ولكنها مواقف لا تذكر الا بعد الرحيل ان ذكرت وفي الغالب ان التسويف او توقع عدم المناسبة ينسينا الكثير منها، وهذا يجعلنا نثقل باللوم على انفسنا ولماذا لا تُبرز الفضائل في حياة الفضلاء وكما يقول شاعر المجمعة عثمان بن سيار رحمه الله (ماذا يفيدك بعد موتك شارع ،، سموه باسمك او يفيد ثناء).m الحديث هنا عن الانسان عبدالله العسكر وليس عن البروفسور والاكاديمي والمؤرخ والمؤلف والاديب ورجل الشورى وعضو الجمعيات العلمية واللجان التعليمية، حديث يُشعرك انه فريد من نوعه ذلك الرجل الذي يصر على مرافقته صديق فيصل الشلهوب الذي اصيب بكسر في رقبته وهو أي العسكر في سفرة لقضاء شهر العسل بعد زواجه في عام 1400 هجرية ولم يقر له قرار حتى أدخله احد المستشفيات في اميركا وعاوده للزيارة بشكل شبه يومي وهو في شهر فرحته بزواجه، وهو ذات الرجل الذي احتفظ بكتاب كان هدية من صديقه الشلهوب لمده 53 عاماً وكتب عنه ولا يزال يذكر اثر هذا الكتاب في أحاديثه، وهو ذلك الرجل الذي ان قابلته تشعر انك صديقه الوحيد من حسن ترحابه وعنايته بك وعندما يقابله غيرك يشعر معه الآخر بمثل ما كنت تشعر به معه وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء ولا نظن ان كثيرين يتعاملون بالمثل، وهو الرجل الذي يقابلك ويشعرك انك لا تقل في العلم والفهم عنه حتى تقول كل ما تريد ويعيد الفضل، هو ذلك الصديق الغني عن الشهرة لأن الجميع يعرفه ولكن يعرض ان يكون معك في لقاء تلفزيوني في قناة الاخبارية ليعزز من وجودك ويرفع من قيمة الرسالة التي ستقدمها للناس وعندما حال حائل دون ذلك قال اريدها أن تكون مداخلة هاتفية على الأقل وتمت وهو في مكتبه بمجلس الشورى فكان اضافة لي وللعمل الخيري وللرسالة التي نقدمها للمرضى المحتاجين، وهو الرجل الذي عرض نفسة ليتحدث عن تاريخ مدينته المجمعة قبل اكثر من 35 عاماً لبرنامج تلفزيوني للقناة الاولى ويخرجه مدير عام القناة الاستاذ شلهوب الشلهوب والفقيد حين ذاك حديث قدوم بشهادة الدكتوراه ومشغول ببحوث علمية وزيارات استكشافية ومحاضرات وندوات وامتحانات ولكنه العشق للأرض والتاريخ والحديث عنهما. وموقف آخر طريف ذكره مع والدي رحمهم الله جميعاً حيث كان الفقيد يفرده بمحبة خاصة ويأنس به ويتواصل معه بسبب القرابة والجوار ووجود رابط محبة أوجد الالفة وخلق المودة وانشأ الصداقة بالرغم من فارق العمر الكبير بينهما، ويقول انه كان في زيارة لايران برفقة اخيه الاستاذ فهد ووفد طلابي وكان لا يذهب الى مكان حتى يخص والدي ببعض المعالم عنه او الهدايا من مشغولاتهم وفي تلك السفرة وجد صورة بالصدفة او أهديت له ومكتوب عليها اسم الخليفة علي ابن ابي طالب رضي الله عنه ويسأل والدي عنها بعد ان ذكر له القصة فأخذها والدي رحمه الله منه وفي زيارته لسمو الامير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله الذي تربطه به علاقة شخصية سلمها له وقال لعل سموكم يوجه السفارة السعودية هناك ان تنتبه لأبنائنا عند زيارتهم لايران وان تبعدهم عن الاماكن التي قد تلوث افكارهم او تحرف معتقداتهم وفعل ذلك سموه الكريم في توجيه السفارة وتكليف المعنيين بالاتصال بالفقيد واستكمال الصورة وكان ذلك عام 1992 هجرية. ختاماً ،، سيطول الحديث عن الفقيد الانسان الدكتور عبدالله العسكر لأنه متنوع في الاهتمامات ومتنقل في المجالات، وستعاودنا الذكريات عنه كثيراً ولعلها تكتب او يستكتب من يحملها عنه لنراها في اصدار يتولاه اخوه الاستاذ فهد وهو صاحب تجربة ثرية في الرصد والتأليف وكذلك كان مصاحباً للفقيد كثيراً وهو قريب منه، او يتولاها الابن النجيب نايف وهو كذلك قادر دون شك ويمكن وضع بريد الكتروني تتم المراسلة عليه، كذلك اتطلع الى الجمعيات والدوريات العلمية التي يحمل عضويتها او رئاستها ان تقيم ندوات خاصة به وتقديم اوراق عمل خاصة بأثر الفقيد ونتاجه العلمي، مع التطلع ان تسمي كلية التربية وقسم التاريخ خاصة إحدى القاعات باسمه ليبقى عبر الاجيال اسمه ورسمه وأثره، رحمه الله رحمة الابرار لأنه كان باراً بالانسان والارض وفي الوالد والولد ومع الغني والمحتاج ومع الصديق والغريب، ونعزي انفسنا واهله جميعاً وأحبابه وطلبة العلم والمؤرخين والنبلاء من الناس والفضلاء عموماً فهو فقيد وطن. فهد بن أحمد الصالح