لاحظت من خلال مقالاتي السابقة أن أكبر ردود أو تعليقات تأتي من القراء عندما يكون موضوع المقال يتعلّق بقضايا ومشكلات المرأة في مجتمعنا ويقل عدد هذه الردود إذا كانت الفكرة تتناول أي موضوع لا علاقة له بالمرأة! ولكن طبيعة التعليقات التي وصلتني عبر البريد الإلكتروني حول مقالة «صورة من الظلم» التي نُشرت يوم السبت الماضي أدهشتني كثيراً ودفعتني للحديث عنها حيث إنها تثمل عدداً من المشكلات التي مازال مجتمعنا غارقاً فيها. فأحد القراء اعتقد أن القصة المذكورة في بداية المقال غير حقيقية! والبعض الآخر أعطى لنفسه حق الافتاء ورأى بأن الزوج يحق له أن يتصرف في مال زوجته كيفما شاء كأن يساهم باسمها، ومبرره في ذلك أن الزوج ينفق على زوجته أضعاف ما يأخذه منها أو يستفيده من أرباح المساهمات وغيرها! والبعض الآخر أنكر على الموظف المذكور في المقال مبادرته لوسائل الإعلام واتهمه بإهدار وقت العمل وأنه نموذج لصعوبة الوصول لموظفي تلك الشركة وقاس عليه موظفي البنوك الكسالى على حد وصفه! وأنا بدوري احترم وجهات النظر كيفما كانت شرط الاحترام وعدم السخرية والتجاوزات. وبعد تأملي لهذه التعليقات تساءلت كم ينبغي لنا من الوقت حتى نتعلم آداب الحوار مع بعضنا، أي نحن؟؟؟ ولهذا فإن الحوار مع نحن خطوة كانت يجب أن تسبق «نحن والآخر» مع الثقافات الأخرى خارج بلادنا التي ناقشها الحوار الوطني مؤخراً والتي كانت من توصياته «مع نحن والآخر» الدعوة إلى بناء العلاقة مع الآخر على قاعدة من الاحترام المتبادل واعتبار خصوصية الثقافات وتنوعها ورفض روح التعالي والسيطرة الداعية إلى ذوبان ثقافتنا في الثقافات الأخرى. انتهى. لذا فالحاجة ملحة إلى تطبيق هذه التوصية مع بعضنا في مجتمعنا وترسيخها وهي بلا شك تحتاج إلى عدد من اللقاءات والندوات واستغلال وسائل الإعلام خاصة المرئية والمسموعة بجميع أدواتها لتفعيل مفهوم هذه الثقافة الحوارية بحيث تناسب جميع فئات المجتمع المثقفة والمتعلمة والأمية والعمل على وصولها إلى الأطفال والشباب حتى المسنين عبر برامج مبسطة تناسب كل تلك الفئات. وإن مجرد الاكتفاء بنقل وقائع جلسات الحوار الوطني لن يستفيد منها إلا الطبقة المثقفة فقط. وأذكر على سبيل المثال فقط البرنامج الإرشادي والتوعوي الذي كان يقدمه الفنان «عبدالعزيز الهزاع» وباسلوب مبسط ومحبب عالج فيه كثيرا من الظواهر الاجتماعية آنذاك وقياساً عليه فإن وسائل الإعلام لا بد أن تعد برامج مرئية ومسموعة ومقروءة تهدف لخلق سلوك الحوار الهادف البناء. أما عن مصداقية ما يكتب في هذه الزاوية فهو من عدة منطلقات سامية أولها أن الكاتب مؤتمن عمّا يكتب. وحقوق المرأة التي نطالب بها هي الحقوق الشرعية التي فرضها الله وليس التحرر بمفهومه الغربي. وحق الافتاء لا ينبغي إلا لمن هم أهل له من ذوي العلم والتساهل فيه حتى في حقوق أقرب الناس كالزوجة أو الابنة أو الاخت وغيرهم أمر خطير في المجتمع. هذا والله من وراء القصد ص.ب 25513 الرياض 11476 [email protected]