سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
واقع الحياة في المملكة يدحض المعلومات المغلوطة في بعض وسائل الإعلام الأميركية وفد أكاديمي أمريكي زار «الرياض» وأبدى إعجابه بالنهضة السعودية وحماس الشباب نحو البناء والتجديد:
قام وفد أكاديمي من أساتذة الجامعات الأمريكية (61 دكتوراً) برئاسة الدكتور جون دوك أنتوني رئيس المجلس الوطني للعلاقات العربية - الأمريكية الأسبوع الماضي بزيارة إلى جريدة «الرياض» وذلك ضمن برنامج زيارة الوفد إلى المملكة التي شملت المنطقة الشرقية والرياضوجدة.. وذلك بهدف التواصل مع عدد من المؤسسات ورجال الأعمال والاطلاع على التطور والنهضة التي تعيشها المملكة.. ولتعزيز جو العلاقات بين البلدين العريقين. وخلال حوار مفتوح وصريح بين عدد من أسرة التحرير والضيوف دار نقاش في صالة الشيخ حمد الجاسر بمقر الجريدة واستمر زهاء الساعتين تم فيه طرح العديد من المواضيع التي تهم تعزيز العلاقات بين البلدين. حضر اللقاء من أسرة التحرير الدكتور عبدالمحسن الداود - الذي أدار الحوار، والأستاذ يوسف الكوليت نائب رئيس التحرير وطلعت وفا مستشار رئيس التحرير وسليمان العصيمي مدير التحرير ود.عبدالعزيز الجارالله وأحمد اليامي مدير مكتب الجريدة في أمريكا وهاني وفا من القسم السياسي. وأجمع الضيوف على سعادتهم بزيارة المملكة وأعربوا عن إعجابهم بما شاهدوه من نمو وتطور في المملكة بالاضافة إلى سعادتهم بالالتقاء بعدد من الطلاب والطالبات ورجال الأعمال. وأكد الجميع على ضرورة تعزيز العلاقات السعودية الأمريكية في شتى المجالات. وفيما يلي نص اللقاء: - د. انتوني: الاخوة الضيوف قادمون من جامعات مختلفة في الولاياتالمتحدةالأمريكية، ومنهم من خدم في مجال السياسة، وبعضهم خدموا في حرب الخليج لفترة أكثر من ستة أشهر، حرب الخليج الأولى، وهم في زيارة للمملكة، وهو من الذين يعملون بصمت مع مجلس التعاون وخصوصاً مع المملكة السعودية. زيارة هؤلاء الضيوف إلى المملكة تتميز دائماً، ولكن هذه المرة أكثر تميزاً لأن هناك من يأتي لأول مرة وهم مختصون في مجال النشر والبعض نالوا جوائز في مجالات خاصة بجامعاتهم. - د. جونز: أول زيارة له للمملكة عام 1967م وأعجب بها وأثار اعجابه واهتمامه تلك الزيارة القصيرة وما شاهده من إنجازات كبيرة في أرامكو. وخصوصاً استخدامهم للتقنية والكمبيوتر، وهو سعيد بما شاهده في زيارته اليوم لمدينة الأمير سلطان بن عبدالعزيز للخدمة الإنسانية. وطبعاً هو أيضاً سعيد بأن يكون أمريكياً من أصل عربي مسلم، كما أنه سعيد كذلك بما شاهده من تطور ونمو في المملكة العربية السعودية منذ أن جاء عام 1967م ويتمنى لها النمو والازدهار. - بيتر: السيد بيتر منذ أربعين سنة وهو يدرس الطلاب والأكاديميين والدبلوماسيين في الشرق الأوسط. ويقول انه شاهد تطوراً كبيراً جداً خلال الثماني سنوات الأخيرة التي قضاها هنا لدرجة أنه لم يعد يعرف الرياض من كبر حجمها بعد النمو الهائل الذي حدث لها. كما أنه يشاطر زميله كذلك بأن ما شاهده في أرامكو والظهران وفي حقل شيبة شيء رائع جداً ويبهر. السيد بيتر لديه ابنان واحد يعمل في القوات المسلحة والآخر يعمل في مستشفى الملك فيصل التخصصي - إحدى الملاحظات التي شاهدها هو التواجد النسائي السعودي في أماكن العمل سواء الحكومية أو الخاصة وتواجدهن بشكل أكثر من السابق. وهذا دائماً يثير تساؤل الطلاب. - ليندا بابرز: قالت انها سعيدة بأن تكون في المملكة العربية السعودية لأول مرة، فقد درّست عن الشرق الأوسط وعاشت في لبنان وفي مصر. وكانت حريصة أن تكون ضمن هذا الوفد لأنها تريد أن تكمل الصورة عن العالم العربي وتعرف بالضبط المملكة العربية السعودية ومكانتها العربية والإسلامية بالإضافة إلى أن المملكة ترد دائماً في الأخبار في الصحافة الأمريكية. السيدة ليندا أيضاً حريصة أن تعرف عن الثقافة والحضارة في المملكة. ومن أهم ما لاحظته خلال زيارتها للمنطقة الشرقية مدرسة اجتمعت فيها مع طالبات أعمارهن 12 سنة أنها كانت مبهورة بما قدمنه بتركيز وحماس من ثقافتهن. وهذه الأمور أسعدتها وأعطتها انطباعاً إيجابياً عن المملكة العربية السعودية، الأمر الذي لا يتطابق مع الكثير من وجهات النظر في الولاياتالمتحدة، وستقوم بنقل انطباعها إلى الولاياتالمتحدة، كذلك ستعرف بالتقدم الهائل الذي حدث خلال السبعين سنة في المملكة في شتى المجالات خصوصاً المجالات الإنشائية والإنسانية، إن الزيارة التي تمت لمدينة الأمير سلطان للخدمات الإنسانية ساعدت أيضاً على الاطلاع على إمكانية النمو والتطور واستيعاب التقنية. ولذلك هي سعيدة أن تكون مع الوفد لكي تنقل الصورة عن المملكة لطلابها وطالباتها في الجامعات الأمريكية خصوصاً أنها تدرّس في ولاية ميرلاند للمجموعات الصغيرة وستقدم هذه الصورة. السيدة ليندا ختمت كلمتها بالشكر الجزيل لحفاوة الضيافة والدفء الذي شعرت به في المملكة العربية السعودية أثناء وجودها فيها. - ميري ديني: تعمل في مجال العلاقات العامة، وهي تدير مجلة في إحدى الجامعات في أمريكا. هذه ثاني زيارة بالنسبة لها للمنطقة فقبل ذلك زارتها منذ خمس سنوات مع الدكتور انتوني. وهي أيضاً تؤكد ما تفضلت بها زميلتها بأنها سعيدة بأن تكون في المملكة العربية السعودية وأن تعرف الكثير من المعلومات عن الشرق الأوسط لأن عدداً من أصدقائها وجيرانها يتساءلون عن المنطقة، فهذه كانت فرصة طيبة أن تكون ضمن الوفد الزائر. وفي نفس الوقت تقول انها سعيدة بأنها قابلت سيدات سواء الطالبات اللائي قابلتهن في المدرسة أو سيدات أعمال أو مبرمجات كمبيوتر أو سيدات في مجال الهندسة، فهي سعيدة أن ترى هذا التقدم الحاصل في المملكة العربية السعودية وتسعى إلى الاطلاع بشكل أكثر عن الشرق الأوسط وأوضاعه. - جنفر استرو: هي تعمل مديرة تنفيذية في المجلس الوطني للعلاقات الأمريكية العربية الذي يرأسه الدكتور جون دوك. السيدة جنفر لديها ملاحظة أن الحفاوة والاستقبال وحسن الضيافة والانفتاح على كل وفد يزور المملكة العربية السعودية واستعداد كل مواطن ومواطنة في المملكة للتحدث وإعطاء الآراء للوفود حول المملكة يسعدها كثيراً. - بروفيسور جون انتيلس: يدرس في إحدى جامعات نوردوم في نيويورك منذ الستينات العلوم السياسة ومتخصص في الشرق الأوسط. وقد التقى بالدكتور انتوني دوك في جامعة بريستون حينما كانا يتعلمان اللغة العربية بعضهما مع بعض. ويذكر أنه قبل ثلاثين سنة طلب منه كتابة جزء عن المملكة العربية السعودية في كتاب وانه في كل المراجع والمكتبات قديماً حاول ان يحصل على أي معلومات تذكر عن الوضع الاقتصادي والسياسي في المملكة العربية السعودية، لكن للأسف كل جهوده باءت بالفشل لأنه لم يحصل على أي شيء يذكر في ذلك الوقت. على عكس ما هو حاصل الآن فهو يرى الآن ليس فقط النمو في البنية التحتية والاقتصاد السعودي الذي يشار إليه بالبنان، لكن في الوقت نفسه يرى انفتاحاً وتقبلاً من المواطن السعودي للتحدث في أي موضوع سياسي وأي موضوع اقتصادي والأخذ والعطاء والرأي والرأي الآخر. هذا أمر يلاحظه وقال إنه سيقوم بنقله إلى طلابه وزملائه عندما يعود إلى جامعته. - ليندا آدامز: تقول إن أكثر نقطتين أثارتا اهتمامها في هذه الرحلة هما السفر بالطائرة إلى مطار الظهران الى شيبة ومشاهدة الربع الخالي ومشاهدة الصحاري. وبالأمس كانوا في أعلى مبنى المملكة بالطابق الأخير وشاهدوا عبر الجسر عاصمة المملكة العربية السعودية وكيف كان المنظر خلاباً، لذلك فهي تشكر من ساعدهم وساهم في حضورهم إلى المملكة العربية السعودية. - كولنز: السيدة كولنز تدرس في جامعتين في كاليفورنيا وهما من الجامعات المتخصصة في التجمعات الصغيرة. وهي سعيدة للغاية، ولديها ملاحظة هي ان كل الشباب الذين قابلوهم في المملكة العربية هم شباب متحمس ومتعلم ولديه نشاط وخبرة وحب لبناء بلاده. وهذا شيء ملفت للنظر جداً. وتساءلت إذا كان هؤلاء هم ما نسميهم الصفوة فماذا عن الآخرين ال 90٪؟ - تريسي: حاصلة على شهادة الماجستير في مركز الشرق الأوسط في الجامعة وحصلت مؤخراً على الماجستير في الدراسات حول النمو البترولي وتقديمه في مرحلة ما، وهجرة العرب إلى امريكا في 1973م إلى 1991م . وهي سعيدة بأن تكون في المملكة العربية السعودية لأن هذه هي أول رحلة لها كواحدة متخصصة أو تدرس في هذا المجال لمنطقة الشرق الأوسط. السيدة تريسي تؤكد أيضاً أن كل الاجتماعات التي حضرتها في هذه الرحلة وجدت فيها الانفتاح والصدق والأمانة لدى كل الناس الذين تحدثت معهم من الجانب السعودي وشعرت بأن هناك حميمية بين الشعبين. وأن هناك رغبة أكيدة في تعزيز العلاقات السعودية الأمريكية بقدر الإمكان، ويجب أن نعمل سوياً لتعزيز هذه العلاقة التي لها مدة طويلة. - كرستوفر: أنا مدير برنامج التعليم غير الجامعي في جامعة تكساس في بوسطن، هذه أول زيارة لي للمملكة العربية السعودية. وقد سكنت في مصر منذ عشر سنوات حينما كنت طالباً بالجامعة الامريكية في القاهرة. أعمل مع معلمات في المدرسة الابتدائية والثانوية في ولاية أوهايو في الأمة في ولاية تكساس. ليس لدي معلومات كافية عن المملكة حتى أتحدث عنها، ولكنني سعيد بمعلوماتها التي تفضل بها الزملاء. - د. جون: كنت أعمل في حرب تحرير الكويت 1990م. وهو الآن يعمل في وزارة الدفاع ومسئول عن تأهيل الضباط الذين يعملون في الملحقيات العسكرية في السفارات الامريكية خارج الولاياتالمتحدة وخصوصاً في منطقة الشرق الأوسط. كان ينام في مواقف السيارات في مطار الملك فهد الدولي لمدة ستة أشهر. من وجهة نظره أراد ان يبين كيف استفاد من زيارته إلى المملكة العربية السعودية، هو يرى أن هناك معلومات كثيرة جداً عن المملكة في وسائل الإعلام الأمريكية، إلا أنها من وجهة نظره لم تعط الحقيقة بالشكل الذي رآها به فوسائل الاعلام الامريكية تشكك في الاستقرار وتشكك في وضع الحكومة وتشكك في وضع العلاقة بين الأسرة والمجتمع، بينما هو وجد العكس تماماً، فقد رأى الاستقرار التام ووجد اللحمة. وهذه شهادة سيقدمها حينما يعود إلى بلاده، كما شعر ان التطور الهائل الذي شاهده في شتى المجالات وليس فقط في مجال البنية التحتية أو المباني إنما حتى الأشخاص فقد وجد شيئاً كبيراً يسعد الجميع. وفي الوقت نفسه رأى ان موضوع العلاقات بين الشعوب جداً ممتازة، وأنه يأمل في زيادة هذه العلاقة لشعوره بالتقارب بين الشعب الأمريكي والسعودي في الكثير من النقاط. ٭ سؤال: يقول السائل انه يطلب وجود الصحافة السعودية وجريدة «الرياض» على وجه الخصوص في الجامعات والمراكز التعليمية المتخصصة في الشرق الأوسط والمراكز الإسلامية لأن لها قارئاً هناك وخصوصاً الصحف ذات الطباعة المتميزة وبالذات جريدة «الرياض» لذلك يطلب وجود نسخ من الصحف السعودية في المراكز الإسلامية لتتم الاستفادة منها في تلك المراكز والجامعات؟ - د. عبدالمحسن الداود: شكرا على اقتراحك.. ويمكن أن نلبي طلبك عن طريق مكتب الجريدة في واشنطن وسنحاول ارسال نسخ من الجريدة الى تلك المراكز والجامعات الا ان وصولها إلى أمريكا سيأخذ عدة ايام وبالعودة إلى السؤال الذي طرح مسبقا حول الشباب غير المؤهل ودوره في بناء المجتمع.. أولا أحب أن أقول بأن أغلبية صفوة المجتمع في المملكة العربية السعودية حصلوا على تعليمهم من الجامعات الأمريكية.. ونحن نشكر لكم ذلك بتقديم الخدمات التعليمية للشباب السعودي وعلى ما أذكر أنه خلال ال 15 سنة كان عدد الطلاب السعوديين في الجامعات الأمريكية يصل إلى 14 ألف طالب في مختلف الجامعات الأمريكية.. بعضهم درس لمرحلة البكالوريوس والبعض درس الماجستير وبعض درس درجة الدكتوراه وطبعا في اي مجتمع نعرف بان النخبة هي التي تصبح القيادات في المجتمع.. لكن بالنسبة لغير المتعلمين.. هم ليسوا مهمشين هم يساعدون في عدة مجالات.. نحن هنا في المملكة نحن لا نقول بان النخبة هي التي تعمل وتسعى الى تقدم وتطور المملكة.. لكن اعتقد أننا نحاول أن نعمل مجتمعا متجانسا مع الآخرين.. فمثلا الأمية بدأت تنخفض ليس كما كانت في السابق منذ 40 سنة الماضية.. فمستوى التعليم نما بشكل كبير.. لدينا عدد كبير من الجامعات وفرص للمرأة كبيرة.. ونحن نعلم خلال زيارتكم أنكم علمتم بأن التعليم نما وتطور والحضور ليس فقط للرجال وانما ايضا للنساء نما ايضا سنة بعد سنة.. نحن مجتمع محافظ.. فالنمو والتقدم ليس فقط في انخراط المرأة أو أي جزء من المجتمع. التطور والنمو يجب أن يأتي متدرجا خطوة بخطوة.. من أجل المحافظة على ذلك التجانس في المجتمع وأعتقد أننا فائزون في هذا المجال. نعم بوجود بعض المشكلات.. كأي مجتمع ينمو.. نحن نحاول المحافظة على ذلك والتعامل معه وحل مشكلاتنا.. ونأمل ألا نتجاهل الآخرين أو الذين لم يحالفهم الحظ في مواصلة دراستهم ونحاول مساعدتهم بأشكال أخرى.. أعتقد أننا نعمل مع بعضنا البعض في هذا المجال.. عموماً نحن هنا في جريدة ونرغب الاستماع إلى نقاط أخرى من جولتكم بالاضافة إلى ما ذكرتموه.. من سعادتكم بوجودكم هنا.. نحن نرغب ايضا الاستماع إلى انتقاداتكم.. ماذا تفكرون ليس فقط ماهي انطباعاتكم.. ونحن ننشر ما نسمعه منكم.. ونريد الاستماع من كل زائر للمملكة سواء من أمريكا أو أوروبا كيف يمكن أن نكون أفضل. فمثلا في قطاع الصحافة نحن أفضل بكثير من السابق نحن متفهمون ونقوم بالانتقاد في كثير من المواضيع السلبية التي تحصل في المجتمع ونعتقد.. بأن التطور الاعلامي الذي حصل في الانترنت والمحطات الفضائية والانفتاح في العالم ساعدنا.. في أن نكون أكثر انتقادا في مجتمعنا أو على الصعيد الدولي نحن بحاجة إلى زيادة في الانفتاح. ٭ سؤال: هناك جهات تعمل لصالح إسرائيل ولها حضور وتقدم معلومات لرجال الكونغرس في واشنطن، وهي معلومات ليس لهم رديف حتى يجيبون عليها منها أنهم يتهمون الشرق الأوسط بشكل عام والمملكة العربية السعودية بشكل خاص بتقييد الصحافة وفرض رقابة عليها، والأمر الثاني هو الفساد الإداري والتطرف والتعصب والآراء السلبية، فهو يرى حلاً بأن يعطي انطباعاً بالنسبة لموضوع الرقابة وهل هي رقابة شخصية أم تفرض بشكل أو بآخر وكيف يمكن أن يكون عندهم سلاح لكي يدافعوا به عندما يقابلون الأشخاص الذين سيواجهونهم بعد عودتهم؟ - يوسف الكويليت: احيانا هناك مواضيع تنزل في الصحافة السعودية يكون فيها تشدد كبير بحيث ان المركز الذي في واشنطن الذي يدار من قبل بعض الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية ويحول الى أعضاء الكونغرس والصحف والدوائر الحكومية لا تأخذ إلا الشيء السلبي وليس الإيجابي؟ وبصمات امريكا موجودة في كل مكان في المملكة العربية السعودية وفي ارامكو وفي البنوك وفي الأكاديميات. ونعد أمريكا صديقة وأستاذة لنا في كثير من المجالات وبخاصة الشعب الأمريكي، وما اصلحته الاكاديميات ربما افسدته السياسة. إن موضوع الرقابة الصحفية هي رقابة اجتماعية اكثر منها رقابة حكومية. لأن قيود التقاليد وقيود العادات الاجتماعية وثقلها على المواطن وحداثة ثقافته كل هذه اسباب تمنع بعض الأشياء عن النشر. لكن لا يعني هذا انها قيود تامة لا، نحن نندرج بثقافتنا وباعطائنا جرعات ومخاطبة الشعب بأن هناك انفتاحاً عالمياً وهناك ثقافات متعددة، وهناك صداقات شعبية مع جميع شعوب العالم. ونجد الحديث ما بعد احداث 11 سبتمبر على العكس فقد اصبح هناك انفتاح وهناك جرأة صحفية بمقاييسنا نحن وليست بمقاييس امريكا، ثم انه اصبح النقد حتى لمؤسسات كان الاقتراب منها شبه محرم اصبحت الآن عرضة للمساءلة والتحليل. وكسب الرأي العام رؤية جديدة في مجال الصحافة وفي مجال خطاب المجتمع مع الصحافة، يجب ألا ننسى أننا نتاج ثقافة المنطقة وثقافة الصراعات، وثقافة الاصطدام مع الغرب والاصطدام مع الظروف الداخلية، كل هذه اصبحت قيوداً لكنها تسير مع اتجاه الاصلاح. بالنسبة للفساد الاداري قد يكون موجوداً لكنه ضخّم اكثر من اللازم. ولا نعتقد أن اي شعب أو اي بلد في العالم لا يوجد فيها عناصر فاسدة بأي شكل من الاشكال سواء كان فساداً اقتصادياً أو فساداً ادارياً، لكنها بالتعميم ربما اقل من بعض دول كثيرة، وإن هناك اتجاهاً بواسطة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لوضع ضوابط لكثير من هذه العناصر. موضوع التعصب يأتي مرافقاً للوضع السياسي العربي عموماً، فقد شهدنا صراعاً مع الاستعمار ثم الانقسام ما بين الشرق والغرب ايام الاتحاد السوفيتي والصراع الذي كان بين الغرب والشرق. وتولدت ثقافات متعددة وصدمت هذه الشعوب بكل المواقف الاصلاحية من قومية واشتراكية وليبرالية إلى أن أصبح التيار الإسلامي هو السائد. وهناك معتدلون ومتعصبون ووسط بين هؤلاء وهؤلاء. والانقسامات شاهدناها في حروب كثيرة، حروب العراق مع إيران وحروب افغانستان في الداخل. وهذه الانقسامات هي التي ولدت هذا التعصب لأن دائماً من بنية اي عمل سياسي أو بنية اي عمل ايديولوجي ينبت التطرف ما بين اليمين واليسار. لكن هناك وعي متزايد واصطدم المواطن ببنية هذا الفكر التكفيري، وهذا الفكر المتعصب فأصبح المواطن يرى امامه تجربة جديدة بأنه لا يمكن أن يقبل بأن يكون ضحية تعصب فكري أو ممارسات خاطئة. 5 - سؤال لأحد الضيوف: اولاً يشكر على الاستضافة الكريمة ثم يتحدث عن تكنولوجيا المعلومات ويقول انه حدث تغيير في هذا المجال في العالم فهل طرأ الشيء نفسه على العالمالعربي وإن لم يحدث هذا التأثير الايجابي ما هو السبب؟ يقول إن الصحافة كانت في السابق تنقل الخبر دون تفصيل. والآن الوضع اختلف فهل هذا التغير أصبح مفيداً فقط للطبقة أو النخبة أم أن التأثير شامل كذلك على الأخير؟ - د. عبدالمحسن الداود: شكراً على السؤال، أعتقد بأن التكنولوجيا وتطورها ساهما في التأثير على طريقة الحياة، ليس فقط في جميع المملكة العربية السعودية، لكن في جميع أنحاء العالم ونحن جزء من ذلك العالم.. ونحن نجد بأنه لا يوجد حد للمعلومات ونحن كصحفيين في هذه الجريدة.. إذا قمنا بمراقبة أو تحديد المعلومة نحن نعلم بأن مواطناً شاباً ممن يسكن بعيداً عن الرياض مثلاً حتى في المناطق الجبلية يستطيع الحصول على المعلومة بأي طريقة.. لذلك من الأفضل إعطاؤه المعلومة.. لأنه إذا لم نقدم له المعلومة الصحيحة فسيذهب إلى مصدر آخر ويجدها سواء عن طريق الانترنت أو المحطات الفضائية ويمكن عندما يجد تلك المعلومة تكون مغلوطة وقد تؤثر فيه لذلك أعتقد أن تأثير تكنولوجيا المعلومات على الصحفيين تساعدنا بأن نكون منفتحين أكثر.. مع قلة رقابة ومحاولة للتقدم للأمام مع تلك التكنولوجيا، في السابق كان من السهل علينا طباعة صفحة كاملة من تقرير عن موضوع عن مدينة أو مقابلة مع شخص ما أو ما شابه ذلك، الآن نعمل على تقديم صحافة التحقيق.. ونسأل أسئلة كثيرة ونذهب إلى العمق للسؤال، فمثلاً الآن المملكة دعت قادة العالم الإسلامي للقمة الإسلامية في الأيام القادمة في مكةالمكرمة، في السابق لم نكن نعرف ماذا سيتم التباحث فيه، لكن في هذه الأيام عكس ذلك وقبل يومين أجتمعت الى الأمير سعود الفيصل وأعطانا معلومات وافية حول ماذا يتم بحثه في تلك القمة وما هي نوعية المقترحات التي ستناقش في تلك القمة.. مثلاِ المخاطر التي تواجه الأمة الإسلامية وصورة الإسلام.. في العالم.. خصوصاً بعد العمليات الإرهابية التي تتم ويستخدم اسم الإسلام فيها كل هذه المواضيع لم نكن نعرف عنها في السابق، لكن الآن نحن على إطلاع عليها. أعتقد هذا جزء من التغير الذي يحصل في مجال الصحافة ويمكن أن يحصل في مجالات أخرى في المجتمع.. وهذا أحد التأثيرات من تكنولوجيا المعلومات. إما أن نواكب هذا التطور أو سنبقى في الخلف. ٭ سؤال لأحد الضيوف: تتحدثون عن تكنولوجيا المعلومات وأغلبية سكانكم أقل من 25 سنة هل لذلك تأثير كبير؟ على توزيع الجريدة. - يوسف الكويليت: هناك احصائيات تشير إلى أن المملكة هي أكبر مستهلك لأجهزة الكمبيوتر، وأن من بداية الأعمار الصغيرة حتى المستويات الابتدائية والجامعية هم الشريحة الكبرى لاستخدام هذه التقنية. وقد يكون السبب في ذلك هو وفرة المال الذي سهل أن يمتلك كل بيت أكثر من جهاز إضافة إلى السوق المفتوحة. يقابل ذلك احصائيات في معارض الكتب أيضاً العربية والأجنبية التي تحدث في الدول العربية، حيث أن الاقبال كذلك من المواطن السعودي هو أكبر إقبال فهو مشتر لهذه النشرات والمطبوعات.