لم يكن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - بعيداً في يوم من الأيام عن إدارة أمور البلاد فقد حفلت حياته بالعديد من المراحل المهمة في مسيرة ودعم استقرار المملكة في كافة الجوانب سواء سياسية أو اقتصادية فقد تأثرت شخصيته بوالده المغفور له إن شاء الله الملك عبدالعزيز وبكبار معلميه من العلماء والمفكرين والمشائخ الذين عملوا على تنمية استعداده بالتوجيه والتعليم، وساهم في تكوين شخصيته ما كسبه من خبرة طوال عمله مع اخوته الملك سعود والملك فيصل والملك خالد وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمهم الله جميعاً - فقد اختاره الملك فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله - رئيساً للحرس الوطني عام 1964م وقد ضم الحرس الوطني في بداية تكوينه أبناء الرجال الذين عملوا مع الملك عبدالعزيز وساهموا بجهودهم في بناء وتوحيد المملكة. فكان هذا التعيين منسجماً مع خبرة خادم الحرمين الشريفين الواسعة بشؤون القبائل والبوادي ومنسجماً مع طبيعته كفارس تعلق منذ الصغر بكل موروثات الحياة الأصيلة وكان هذا الاختيار نقطة تحول كبيرة وبارزة في تاريخ الحرس الوطني فخلال سنوات قلائل استطاع الملك عبدالله أن يعبر عن مواهبه القيادية الطبيعية كما أثبتت كفاءة ملحوظة في تطوير الحرس الوطني بأن يكون مدرسة عسكرية وحضارية في آن واحد فأعاد تشكيله وفق الأساليب العصرية الحديثة وإنشاء المدارس العسكرية والفنية لتأهيل منسوبي الحرس في مختلف التخصصات كما أنشأ المدارس والمدن العسكرية والمجمعات السكنية لمنسوبي الحرس الوطني. وفي عام 1975م صدر الأمر السامي بتعيين الملك عبدالله بن عبدالعزيز نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء إضافة إلى منصبه رئيساً للحرس الوطني وذلك للثقة التي كان قد حظي بها من قبل الملك خالد بن عبدالعزيز - رحمه الله -. وفي عام 1982م تمت مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ملكاً على المملكة العربية السعودية وقائداً لها وبويع أخوه (الأمير) عبدالله بن عبدالعزيز ولياً للعهد. وفي منتصف يونيو من نفس العام صدر أمر ملكي بتعيين (الأمير) عبدالله بن عبدالعزيز نائباً أول لرئيس مجلس الوزراء ورئيساً للحرس الوطني. وكان حفظه الله الرجل الثاني في المملكة وداعماً ومسانداً لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - وكانت الميزة التي كان الجميع يلاحظها على خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز اتصافه بالوضوح والجرأة في التعامل مع الكثير من الأحداث والمواقف سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي والدولي فقد قام خلال السنوات الماضية بأدوار بارزة سواء من أجل ايجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية والعديد من القضايا التي كان العالم الإسلامي يواجهها سواء على صعيد الصراعات أو الكوارث الطبيعية بأن قام بمد يد العون والمساعدة وتسيير الجسور الجوية إغاثة لشعوب المنكوبين.