دشن نائب رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور عبدالله بن احمد الرشيد , أمس في مقر المدينة اللقاء العلمي السادس والعشرين الذي تناول استخدام وتقييم بعض التقنيات للحفاظ على الطاقة , وذلك بمشاركة عدد من المختصين المحليين في هذا المجال . وأكد الدكتور الرشيد أهمية موضوع هذا اللقاء الذي يعد موضوع حيوي بالنسبة للمملكة , موضحاً أن إنشاء مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والطاقة المتجددة يعكس اهتمام الحكومة الرشيدة بأهمية اخذ التدابير المناسبة بتوفير الطاقة وتطوير مصادرها بكل أشكالها خاصة وأن مناخ المملكة الحار في أغلب أوقات السنة يؤدي إلى الاستهلاك العالي , لذلك جعلت ضرورة توفيرها والمحافظة عليها إحدى المشكلات التي ينبغي وضع إستراتيجية طويلة المدى تسير عليها البحوث العلمية بالمملكة. وأشار إلى أن المدينة بادرت إلى تأسيس برامج للحفاظ على الطاقة وتبنى دعم الدراسات البحثية في مجال الطاقة وتقنياتها المتجددة , إضافة إلى إعداد الأنظمة للحفاظ على الطاقة ونشر الوعي لترشيد استهلاكها , منوهاً أن عدد البحوث المدعمة في مجال الطاقة ضمن مختلف برامج منح البحوث (202) بحث بميزانية تجاوزت 82 مليون ريال . وأضاف الرشيد إن المدينة حريصة على التنسيق والتشاور مع المؤسسات الحكومية والخاصة في مجال الطاقة , ومنها الشركة السعودية للكهرباء حيث يوجد لجنة علمية مشتركة بين الطرفين تهدف للتنسيق في دعم البحوث والدراسات التي تخدم قطاع الكهرباء في المملكة من خلال تحديد أولويات البحوث , والعمل على اختيار الفرق البحثية المناسبة , وقد نتج عن هذا التنسيق اعتماد أربعة بحوث علمية بميزانية قاربت الثلاثة ملايين جاءت مناصفة بين المدينة والشركة بالإضافة إلى مساهمة شركة الكابلات السعودية بقرابة خمسمائة ألف ريال لدعم تنفيذ أحد البحوث. بعد ذلك بدأت فعاليات اللقاء حيث استعرض الدكتور عبدالله محمد عسيري من جامعة الملك عبدالعزيز مشروعه البحثي (اصطناع واستخدام المركبات الفوتوكرومية كزجاج ذكي للتحكم بالطاقة الشمسية وضوء النهار في المنازل) الذي دعمته المدينة بحوالي 900 الف ريال , وهدف إلى بحث إمكانية إنتاج زجاج ذكي يتغير من شفاف عديم اللون إلى معتم بألوان مختلفة في النهار ويعود إلى عديم اللون شفاف في الليل بطريقة سهلة ورخيصة التكاليف في متناول الجميع عن طريق تصنيع طلاء فوتوكرومي يحتوي على مواد فوتوكرومية يمكن استخدامه في طلاء الزجاج مباشرة أو عن طريق تحضير أفلام رقيقة من مبلمرات مثل البولي بروبيلين أو الستايرين المحتوي على المواد الفوتوكرومية تلصق بالزجاج. وفي المحاضرة الثانية استعرض الدكتور فالح بن عبد الله السليمان من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن مشروعه البحثي ( تقويم فعالية الكلفة وكفاية الطاقة للتبريد التبخيري للمنازل والبيوت المحمية عند استخدام لبادات مصنوعة من ألياف نباتية محلية ) الذي دعمته المدينة بحوالي 890 ألفاً , وهدف إلى تقويم أداء لبادات مصنوعة من ألياف نباتية محلية، من حيث كفاءة التبريد والتحملية والكلفة التشغيلية والعقبات التقنية لاستخدامها كبدائل للبادات المستورة والمستخدمة في أجهزة التبريد التبخيري مثل المكيفات الصحراوية والبيوت المحمية . وتناول الدكتور فالح من خلال مشروعه دراسة إمكانية استخدام المياه المالحة في التبريد التبخيري عوضا عن المياه العذبة والتي قد يتعذر وجودها في بعض المناطق , موضحاً أن المشروع البحثي أشتمل على عدد من المراحل حيث بدأ بجمع المعلومات الخاصة بنظم التبريد التبخيري المستخدمة في المملكة وأنواع اللبادات المتوفرة وحصر المشاكل الفنية والتشغيلية لهذه اللبادات , ثم بعد ذلك تم تقييم أداء لبادات مختارة مصنعة من ألياف نباتية محلية ( مثل شجرة النخيل ) من حيث كفاءة التبريد والكلفة التشغيلية ومقارنتها باللبادات المستورة تحت نفس الظروف التشغيلية .