الوسطاء يبيعون الوهم    عندما أحرق الأديب كتبه    في العلاقة الإشكالية بين الفكرين السياسي والفلسفي    حصر 1356 مبنى آيل للسقوط خلال 2025م    الدولار يتراجع    تخريج (3948) رجل أمن من مدن التدريب بمنطقتي الرياض ومكة    التحالف الإسلامي يختتم في عمّان ورشة عمل إعلامية لمحاربة الإرهاب    الجيش السوداني يعلن سيطرته على مدينة بارا الإستراتيجية غربي البلاد    150 مستفيدا من مبادرة إشراقة عين بالشقيق    أبحاث أسترالية تؤكد دور تعديل نمط الحياة في خفض معدلات الإصابة بالخرف والزهايمر    الهجوم على الدوحة.. عدوان على مساعي السلام    الفاشر: مدينةُ تحوّلت إلى محكٍّ للمعركة والإنسانية    العالم يترقب «دوري أبطال أوروبا» البطولة الأغلى والأقوى في العالم    د. بدر رجب: أنا اتحادي.. وأدعو جميل وبهجا لمنزلي    قفز الحواجز    ثوابت راسخة ورؤية متجددة    المملكة توزّع (797) سلة غذائية في أفغانستان    إحباط تهريب (53.7) كجم "حشيش" في جازان    فتح مسارات جديدة للنمو    فن التسوق    التكامل بين الهُوية والاستثمار الثقافي    مها العتيبي.. شاعرة تُحاكي الروح وتكتب بوهج اللحظة    القيادة والاستثمار الثقافي    هبات تورث خصاماً صامتاً    سِيميَائِيَّةُ الأَضْوَاءِ وَتَدَاوُلِيَّتُهَا    حراسة المعنى    مجلس الشورى.. منبر الحكمة وتاريخ مضيء    الراية الخضراء    مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالمحمدية في جدة يُعيد قدرة المشي لستينية بإجراء جراحة دقيقة لاستبدال مفصلي الركبة    كشف مبكر لمؤشرات ألزهايمر    غداً .. انطلاق الدوريات الممتازة للفئات السنية    تطابق لمنع ادعاء الانتساب للسعودية    خريطة لنهاية الحرب: خيارات أوكرانيا الصعبة بين الأرض والسلام    الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: الخطاب الملكي يؤكِّد على المبادئ الراسخة لهذه الدولة المباركة    الوفد الكشفي السعودي يبرز أصالة الموروث الشعبي في فعالية تبادل الثقافات بالجامبوري العالمي    امانة القصيم تطلق مهرجان الدليمية بعدد من الفعاليات والأنشطة في الحديقة العامة    أمين القصيم يوقع عقد صيانة شوارع في نطاق بلدية البصر بأكثر من 5,5 ملايين ريال    محافظ وادي الدواسر يستقبل الرئيس التنفيذي للمجلس التخصصي لجمعيات الأشخاص ذوي الإعاقة    بلباو يوضح مستجدات التعاقد مع لابورت من النصر    خلال تدشينه جمعية كافلين للأيتام بالمحافظة محافظ تيماء: خدمة الأيتام تتطلب فكرًا وعملًا تطوعياً    ⁨جودة التعليم واستدامته    أمير منطقة جازان يستقبل مدير عام فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمنطقة    الفتح يغادر إلى جدة لمواجهة الاتحاد .. وباتشيكو ينضم للتدريبات    الهيئة الملكية لمدينة الرياض تطلق منصة التوازن العقاري لاستقبال طلبات المواطنين لشراء الأراضي السكنية    غدا..إقامة الحفل الختامي لمهرجان ولي العهد للهجن في نسخته السابعة بميدان الطائف    " كريري" يزور المدخلي للاطمئنان على صحته بعد نجاح عمليته الجراحية    منتدى المشاريع المستقبلية 2025 يثمن دور عين الرياض الرائد في دعم قطاعات الأعمال والمؤتمرات والسياحة والاستثمار    محافظ الطائف يلتقي القنصل الامريكي رفيق منصور    نائب أمير منطقة تبوك يدشّن مشروع السكتة الدماغية الشامل بالمنطقة    الأخضر الشاب يتوج بطلاً لكأس الخليج تحت 20 عامًا بعد فوزه على اليمن    200 شخص اعتقلوا في أول يوم لحكومة لوكورنو.. احتجاجات واسعة في فرنسا    أكد أن النجاحات تحققت بفضل التعاون والتكامل.. نائب أمير مكة يطلع على خطط طوارئ الحج    مخالف الرعي في قبضة الأمن البيئي    منافسة نسائية في دراما رمضان 2026    وزير الداخلية لنظيره القطري: القيادة وجهت بتسخير الإمكانات لدعمكم    وزير الدفاع لرئيس وزراء قطر: نقف معكم وندين الهجوم الإجرامي السافر    السعودية ترحب وتدعم انتهاج الحلول الدبلوماسية.. اتفاق بين إيران والوكالة الذرية على استئناف التعاون    نيابة عن خادم الحرمين.. ولي العهد يُلقي الخطاب الملكي السنوي لافتتاح أعمال الشورى في الدور التشريغي 9 اليوم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مؤتمر مبادرة خادم الحرمين للحوار يشيع القيم الإنسانية
رئيس الاتحاد السويسري رعى الافتتاح
نشر في الندوة يوم 01 - 10 - 2009

برعاية فخامة رئيس الاتحاد السويسري هانس رودلف ميرز افتتح في جنيف أمس مؤتمر مبادرة خادم الحرمين الشريفين لحوار أتباع الأديان والثقافات وأثرها في إشاعة القيم الإنسانية الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي.
وبدأت الجلسة الافتتاحية بكلمة المشاركين القاها الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي الدكتور صامويل كوبيا هنأ في مستهلها المسلمين بعيد الفطر المبارك مثمنا مشاركة الجميع في المؤتمر الذي يجمع ويؤلف بين الناس. وهنأ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمبادرته للحوار وسعيه لنشر قيم التسامح والتعاون بعيدا عن الاختلاف والتنازع. وتحدث عن مجلس الكنائس العالمي بصفته ممثلا للعديد من الكنائس حول العالم مؤكدا إدراك مجلس الكنائس لأهمية الحوار بين الكنائس وكذلك مع أتباع الأديان الأخرى والثقافات وتبادل وجهات النظر لتوحيد وجهات النظر.
كما أكد إيمانه بضرورة مشاركة الحوار مع الآخرين وتطبيق المبادئ المشتركة والتفاهم انطلاقا من إيمان بالإنسانية وخيرها والسلام والمحبة للجميع . وقال:إن الحوار يقوم على التفاهم المشترك حيث ان كل مشارك يعترف بإخلاص للآخر واحترام ما لديه من رؤى وأفكار وثقافة .
وشدد على ضرورة الحوار الذي يعنى بالاحترام للاختلاف من مبدأ أن لدى كل شيء يقدمه مما يقوم على قيم إنسانية مشتركة بين الجميع وعلى تفاهم صادق فلابد من الاعتراف بالفروقات والاختلافات التي هي ليست حتما تؤدي لصراع حضاري.
وأضاف: عندما ندخل الحوار بصدق يصبح الاختلاف مصدرا للإثمار ، فجميع الأديان تعنى بالحياة الإنسانية الكريمة وهو يفرض واجبا معاملة الآخر كما يجب أن يعاملونا , فالحوار طريق لعلاقات أفضل بين بعضنا البعض . . إننا نجدد الدعوة لكرامة الإنسان وحفظ البيئة وتجنب الحروب ولاسيما الصراعات .
وجدد ترحيبه بمبادرة خادم الحرمين الشريفين ودعوته للحوار البناء بين أتباع جميع الأديان والحضارات والسعي لإشاعة العدالة والسلام والتفاهم مؤكدا أن الاختلافات ينبغي أن لا تؤدي للمواجهة لأن ما يجمع ويوحد هو أكثر مما يفرق . ودعا الله أن يبارك هذا اللقاء ويوفق الجميع .
بعد ذلك ألقت المفوضة السامية لحقوق الإنسان نافانثيم بيلاي كلمة شكرت فيها رابطة العالم الإسلامي على تنظيم هذا المؤتمر ودعوة المفوضية السامية للمشاركة بما يسهم في تعزيز القيم الإنسانية عالميا .
ورحبت بمبادرة خادم الحرمين الشريفين التي انطلقت من المملكة العربية السعودية وقالت : إن هذه المبادرة تتيح لنا الفرصة للحوار بهدف التثقيف وتأمين المزيد من التفاهم بين الأديان . . فالقيم الإنسانية واحترام حقوق الإنسان والحياة بكرامة تشكل الأساس في جميع الأديان وهذه القيم الأساسية موجودة في جميع الكتب السماوية المقدسة لجميع الأديان.
ورأت أن المبادئ الأساسية مشتركة بين جميع البشر حاثة المشاركين في المؤتمر على تناول مسألة معالجة موضوع التمييز بين الناس على أساس الدين أو الإثني أو الرأي وغيرها من أسباب التمييز نظرا لأنها من أسباب النزاعات والتوترات .
ولفتت إلى أنه رغم القيم المشتركة بين الشعوب فإنه مازال هناك الكثير من الشك والجهل وسوء الفهم وعدم التسامح بين الناس مما يخالف القيم الإنسانية المشتركة ويولد انقسامات مصطنعة . .معربة عن الأمل أن يسهم هذا المؤتمر في معالجة جوانب من ذلك . وتمنت التوفيق والنجاح للمؤتمر الذي وصفته بأنه مبادرة خيرة نابعة من إنسانية عالية وإسهام في تعزيز التعايش المنسجم بما يفتح المجال لمشاركة المجتمع المدني ويعزز التعاون والصداقة بين الأمم .
تعايش سلمي
بعدها ألقى معالي رئيس هيئة حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية الدكتور بندر العيبان كلمة المملكة في مؤتمر مبادرة خادم الحرمين الشريفين لحوار أتباع الأديان والثقافات في إشاعة قيم الإنسانية نقل خلالها تحيات و تقدير خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وحكومة المملكة العربية السعودية لهذا التجمع في هذا المؤتمر العالمي الذي وصفه بأنه فرصة لتمتين أسس وأواصر التواصل بين ممثلي مختلف المعتقدات والثقافات ، وتشجيع الحوار بينهم ، وترسيخ التعاون الدولي بهدف تحقيق الأمن والتعايش السلمي لمجتمعاتنا .
وأكد أن مسألة الحوار بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة تحظى بأهمية بالغة ومكانة متميزة لدى خادم الحرمين الشريفين كونها نموذجاً لثقافتنا الإسلامية الثرية وموروث حضاري زاخر ، وإيماناً منه حفظه الله بالأهمية القصوى التي يكتسبها هذا الموضوع في عالم اليوم الذي يعيش في ظل أجواء ملبدة بغيوم من التوتر ، واتساع دائرة التحديات التي تواجه البشرية ، وإدراكاً منه لخطورة مظاهر التعصب العقائدي والعرقي ، وما يصاحبها من مظاهر العنف ورفض الآخر .. مشيرا إلى أن خادم الحرمين الشريفين كان قد أوضح في كلمة له أن التركيز عبر التاريخ على نقاط الخلاف بين أتباع الأديان والثقافات قاد إلى التعصب، وبسبب ذلك قامت حروب مدمرة ، وسالت فيها دماء كثيرة لم يكن لها مبرر من منطق أو فكر سليم .
وقال الدكتور العيبان: إن الظلم وغياب العدل يتنافى مع قيم الإنسان ومثله العليا في السعي لتحقيق الأمن والسلام ، وصور انتشار الظلم متعددة في العالم ومن أبرزها ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عدوان واحتلال وغياب لأبسط حقوق الإنسان مما يتعارض مع أبسط القيم الإنسانية ، ويدفع بالمنطقة إلى مزيد من العنف والابتعاد عن السلام العادل .
وبين أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين جاءت بعد تعاظم ظاهرة القلق من العنف والإرهاب والاعتداء على الآخرين لتشكل حدثاً من أهم الأحداث التاريخية التي يشهدها العالم المعاصر ، لأنها تهدف لمساعدة العالم على التخلص من حالة التوتر التي يعيشها ، وترسم صورة جديدة للفكر البشري في العالم نحو التآلف والتسامح والتعاون لمواجهة الأزمات المتلاحقة التي يعيشها .
واقتبس الدكتور العيبان قاعدة أعلنها خادم الحرمين الشريفين في المؤتمر العالمي للحوار في مدريد بقوله : إننا جميعاً نؤمن بربٍ واحدٍ ، بعث الرسل لخير البشرية في الدنيا والآخرة واقتضت حكمته سبحانه أن يختلف الناس في أديانهم ولو شاء لجمع البشر على دين واحد , ونحن نجتمع اليوم لنؤكد أن الأديان التي أرادها الله لإسعاد البشر يجب أن تكون وسيلة لسعادتهم .
وأوضح رئيس هيئة حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية أن خادم الحرمين الشريفين قرن الأقوال بالأفعال من خلال إيجاد أرضية مشتركة بين أتباع الديانات لمساعدة العالم على التخلص من حالة التوتر التي يعيشها والعمل على حل الاختلافات والخلافات بروح الإنسانية بعيداً عن التعصب والتطرف وبمزيد من التعاون لمواجهة الأزمات المتلاحقة وحماية البشرية مما يتهددها من أخطار تمس مصالح شعوبها وبلدانها ، والسعي إلى عالم تسوده قيم العدالة والإنسانية.
وقال الدكتور العيبان : إن مبادرة الملك الإنسان خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الديانات والثقافات المختلفة لم تكن الأولى في عالم مبادراته الإنسانية . فقد قرن خادم الحرمين الشريفين الأقوال بالأفعال فقدم مبادرته للسلام في الشرق الأوسط التي تبنتها القمة العربية في بيروت عام 2002م ، ومبادرة الطاقة من أجل الفقراء في يونيو 2008م ، وبادرت المملكة حكومة وشعبا بتقديم العون والمساعدة للدول الأشد فقراً ، ودعم المنظمات المعنية بمكافحة الفقر على المستوى العالمي ، ودعم صناديق الأمم المتحدة الائتمانية ، وصندوق الأمم المتحدة للطفولة ، وإسقاط الديون الرسمية عن الدول النامية ، ودعم هيئات الإغاثة الدولية في مواجهة الكوارث. وما تلك المبادرات من خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة إلا إثراءً لمبدأ المسؤولية المشتركة تجاه حاضر ومستقبل الإنسان ، ورسالة من المملكة إلى العالم مفادها أن الحوار الإنساني بين الأديان ، والترابط بين الحضارات ، والتسامح والتعايش السلمي بين الأفراد والشعوب ، والتحرر من الفقر والجوع والمرض والجهل والمرض والفساد يعد من أولويات حقوق الإنسان .. هذا هو الهدف النبيل الذي سعى ويسعى إليه خادم الحرمين الشريفين من خلال هذه المبادرات ، وهو دليل على نهج المملكة الإنساني الذي تأسست عليه إيمانا منها بأن العمل الإنساني ملتقى الحضارات ، وجامعها ، والمقرب بين الشعوب ، وبريد السلام واستقرار العالم ، وصمام أمان للمجتمعات.
وركز العيبان على أن مبادرات الملك عبدالله بن عبدالعزيز تسعى لإنهاء النزاعات والحروب والصراعات وبؤر التوتر التي تهدد السلام الإقليمي والعالمي ومواجهة الأزمات الحادة التي تهدد أسس التنمية والاقتصاد العالمي .ورأى أنها المدخل الحقيقي لإزالة الظلم وإقامة سلام عادل ودائم ولتحقيق خير الشعوب على الصعيد الإقليمي والدولي.
وأضاف: إن هذا هو المنهج الذي تنطلق منه مبادرات خادم الحرمين الشريفين الإنسانية التي تخدم الإنسان بوصفه إنساناً يرفض التمييز بين البشر على أساس العرق أو اللون أو الدين أو المذهب ، ويرفض العنف والتطرف والإرهاب لأي سبب أو تحت أي شعار كان ، ويواجه الذين يرفعون لغة الكراهية، ويخشون الحوار، ويسعون للهدم وذلك بإقامة التعايش محل النزاع ، والمحبة محل الأحقاد ، و التعاون محل التصادم لأجل إسعاد البشرية وتحقيق السلم ولأمن وإعمار الأرض. وعد افتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية مؤخرا شاهداً جديداً على المنهج الذي تنطلق منه مبادرات خادم الحرمين الشريفين وتجسيدا لرؤيته الثاقبة لمستقبل معرفي حضاري عالمي ، وتطبيقا عمليا لما يؤمن به ويدعو إليه وهدية منه للعالم , لتكمل هذه الجامعة عقد زميلاتها في أنحاء العالم , ولتحتضن الجميع كدار للحكمة ، ومنارة للعلم والتسامح ، وجسر من جسور التواصل بين الحضارات والشعوب .
وأكد رئيس هيئة حقوق الإنسان بالمملكة على عدة نقاط رئيسة هي أن الحوار يهدف إلى إشاعة السلام ومكافحة ثقافة الكراهية والعنف والإقصاء وأن شرط الحوار الصحيح هو احترام الآخر وحفظ مصالحه وخصوصياته وأن مسئولية إعمار الأرض وإحلال السلام فيها مسئولية مشتركة بين بني البشر .
كما أكد أهمية العدل في التعامل مع القضايا المختلفة وعدم ازدواجية المعايير وأن الديانات السماوية والقيم الأخلاقية النبيلة هي الأساس لتطور الحضارات الإنسانية وقيامها من خلال منجزاتها التراكمية وأن الحوار بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة أصبح ضرورة حتمية وليس ترفاً فكرياً. وشدد على أن أهمية الحوار ومحبة الخير للناس يمهد الطريق لعصر جديد من العلاقات يحل فيها الحوار بدلا من الصراعات والنزاعات والحروب.
وجدد رئيس هيئة حقوق الإنسان التأكيد على القواسم الإنسانية المشتركة واستثمارها في كل ما ينمي حضارة الإنسان ، ويهيئ لانسجام وسلام عالمي .
وأبرز أهمية استخدام وسائل الإعلام في صياغة برامج عملية تترجم الأهداف والتوصيات إلى برامج قابلة للتنفيذ وللقياس .
وخاطب المشاركين في المؤتمر مركزا على مسئوليتهم الكبيرة في تحقيق كل ما من شأنه وضع أرضية مناسبة تساعد على إيجاد مناخٍ ينبذ الكراهية والتمييز والعنف ، ويدعو للسلم والعدل والتسامح والتآخي بين الناس.
واستشهد بقول خادم الحرمين الشريفين في دعوته للحوار بين أتباع الأديان والثقافات : إن حوارنا الذي سيتم بطريقة حضارية كفيل بإحياء القيم السامية ، وترسيخها في نفوس الشعوب والأمم ، ولا شك - بإذن الله - أن ذلك سوف يمثل انتصاراً باهراً لأحسن ما في الإنسان على أسوأ ما فيه ، ويمنح الإنسانية الأمل في مستقبل يسود فيه العدل والأمن والحياة الكريمة على الظلم والخوف والفقر .
ووصف الدكتور بندر العيبان مبادرة خادم الحرمين الشريفين بأنها مبادرة فريدة من نوعها، تحمل بين طيّاتها الكثير من المعاني والرموز القيّمة معبرا عن الأمل في أن يعمل المشاركون في المؤتمر من رجال الدين والعلماء والأكاديميين والخبراء على سبر أغوار هذه المبادرة ، ويظهروا آثارها في إشاعة القيم النبيلة ، ودورها في إرساء قواعد الحوار وترسيخه بين المجتمعات ، وتعزيز التعاون على القواسم المشتركة بين الشعوب والثقافات لكي نفتح صفحة جديدة في تاريخ الإنسانية في القرن الحادي والعشرين, ضمن حوار ديني ثقافي حضاري مشترك .
جسور الحوار
وعبر عن تفاؤله في أن يخرج المؤتمر بنتائج إيجابية تعزز التفاهم والتآخي بين بني البشر. بعد ذلك ألقى معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي كلمة أكد فيها أن انعقاد هذا المؤتمر يأتي في سلسلة الجهود التي تبذلها الرابطة في موضوع الحوار والتي تعطيها أولوية واهتماما خاصا في برامجها وأعمالها استجابة للدعوة التي وجهها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله إلى أتباع الأديان والحضارات والثقافات لمد جسور الحوار فيما بينهم في مجال المشترك الإنساني العام والتعاون في بحث سبل معالجة المشكلات التي تعاني منها شعوب العالم ومواجهة التحديات التي تؤرقها وتهدد أمنها في مختلف المجالات .
وأوضح أن من أبرز جوانب مبادرة خادم الحرمين الشريفين دعوة المجتمعات الإنسانية إلى الاهتمام بالقيم الإنسانية التي دعت إليها الرسالات الإلهية من العدل والتعاون والأمن والاستقرار وأداء الحقوق والواجبات بدءا بحق الله على عباده في عبادته وطاعته وفق ما شرع والحفاظ على الأسرة ومواجهة الصراع بين البشر وتحكيم الأهواء والمصالح والانهماك في الملذات والأهواء بدون ضوابط مشروعة .
وقال :إن المملكة العربية السعودية منذ تأسست وهي ترعى هذه القيم وتحرص على تطبيقها داخل المملكة وعلى التعاون مع مختلف الشعوب والأمم في الاهتمام بها والدعوة إلى التقيد بها حق إنساني شرعه الله لعباده .
وأبرز معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي التجاوب العالمي الذي وجدته مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار على المستويين الرسمي والشعبي تمثل في الأصداء المشجعة للمؤتمر العالمي للحوار الذي نظمته الرابطة في مدريد كما تمثل في الجلسة الخاصة التي عقدتها الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة مما يبرز أهمية هذه المبادرة والتعبير عن تأييدها وإشادة المجتمع الدولي بها .وبين معاليه أن لجنة متابعة قرارات وتوصيات مؤتمر مدريد عقدت اجتماعا لها في النمسا أوصت فيه بتجديد الالتزام بمبادرة خادم الحرمين الشريفين مشيدة بما تضمنته من دعوة مخلصة لاحترام كرامة الإنسان والحوار بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات وأكدوا في الاجتماع أن الترحيب العالمي الذي نالته المبادرة يحملهم مسؤولية العمل المشترك لمتابعتها حتى تكون منطلقا للاهتمام بالقيم الإنسانية وترسيخها في الشعوب. وأفاد معالي الدكتور عبدالله التركي أن رابطة العالم الإسلامي تتطلع لأن تتحول هذه المبادرة إلى مشروع إنساني يتم تنفيذه من خلال سلسلة من المؤتمرات والندوات والبرامج تشترك في إنجازه الهيئات والشخصيات التي تسعى إلى سعادة الأسرة البشرية وتحرص على إسداء الخير للإنسانية جمعاء دون تمييز وبلورة قيم ومبادئ مشتركة تخدم التعاون والتفاهم بين دول العالم وشعوبه ومنظماته.
وأشاد معاليه بخطاب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية باراك أوباما للعالم الإسلامي الذي ألقاه في جامعة القاهرة وتأييده لمبادرة خادم الحرمين الشريفين المتمثلة في حوار أتباع الأديان . . ورأى أنه يسهم في تهيئة الأجواء إلى مزيد من التفاهم بين أتباع الأديان والثقافات .
ورفع معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله على الرعاية التي حظي بها هذا المؤتمر .
وشكر معاليه سفير ورئيس وفد المملكة الدائم لدى المقر الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف على جهوده وتعاونه الدكتور عبدالوهاب عطار وسفير المملكة في سويسرا حازم كركتلي والقنصل العام للمملكة المشرف على إدارة المؤسسة الثقافية الإسلامية في جنيف نبيل آل صالح .
كما شكر وزارة الثقافة والإعلام على تعاونها وجهودها في هذا المؤتمر العالمي .
إثر ذلك ألقيت كلمة فخامة رئيس الاتحاد السويسري ألقتها المستشارة في الوفد السويسري لدى المقر الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف موريل بيرست عبر فيها عن سعادته بإقامة هذا المؤتمر لمبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار في جنيف متمنيا التوفيق والنجاح لأعماله بما يخدم الإنسانية .
وقال:إن التعايش السلمي والحوار بين الأديان والثقافات هو حجر الزاوية في النشاط السويسري حيث ان سويسرا عبر تاريخها قد تعلمت أن لا تعالج المشكلات علانية بل أن تجد حلولا حكيمة من خلال الحوار.
وأضاف: وهنا نحن نرمي لتحقيق التفاهم بين المسلمين والمسيحيين واليهود الذين يعيشون في – سويسرا – الملتزمة بالحوار بين أتباع الأديان . . فوزارة الخارجية تؤيد نشاط تحالف الحضارات وهي عضو في مجموعة أصدقاء التحالف.
وأشاد فخامته بما يحمله تاريخ الشرق الأوسط من تراث غني وأمثلة جميلة على التعايش السلمي بين أتباع الأديان والإثنيات داعيا إلى الاستفادة من ذلك التراث في التعايش بين أتباع الأديان حيث كان اليهود والمسيحيون والمسلمون منذ زمن بعيد يعيشون معا في العديد من البلدان العربية .
وحيا فخامته حكومة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود لتنظيم هذا المؤتمر العالمي معبرا عن ثقته في أن جميع الجهود الرامية إلى التعاون والتعايش بالغة الأهمية إذ من خلال الحوار المفتوح القائم على الاحترام يمكن تصحيح الأخطاء وسوء الفهم .
ورأى أن حرية التعبير ضرورية في الحوار مشددا على أهمية مشاركة المرأة لدى مناقشة القضايا الثقافية وكذلك الدينية نظرا لأنها جزء من المجتمع .وأكد مواصلة سويسرا دعمها للمبادرات الرامية إلى تحسين الاحترام المتبادل بين جميع الثقافات والأديان .
ورحب باسم الحكومة السويسرية بالمشاركين في المؤتمر الذي يسوده روح من التفاهم والتعايش السلمي بين كل الثقافات والحضارات متمنيا حوارا مثمرا في هذا الملتقى المهم لخير الإنسانية .
وفي ختام الجلسة الافتتاحية قدم معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي درع الرابطة لفخامة الرئيس السويسري تسلمته نيابة عنه ممثلة فخامته في المؤتمر كما قدم معاليه درعا لسفير المملكة رئيس الوفد الدائم لدى المقر الأوروبي للامم المتحدة في جنيف.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.