القمة السعودية الأردنية التي عقدت أمس الأول في جدة بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني اكتسبت أهمية خاصة لأنها جاءت في وقت تشهد فيه عملية السلام في المنطقة تطورات متسارعة وفي نفس الوقت تحديات متصاعدة. فقد جاءت القمة وهناك تحرك أمريكي من أجل وضع خطة للسلام واهتمام امريكي بدأ منذ تولى الرئيس باراك أوباما مهامه في البيت الأبيض حيث عين مبعوثاً خاصاً للسلام في الشرق الأوسط كما قامت وزيرة خارجيته هيلاري كلنتون بزيارة للمنطقة ثم قام الرئيس الأمريكي نفسه بزيارة للمنطقة التقى خلالها خادم الحرمين الشريفين ووقف خلالها على الرغبة العربية الحقيقية في السلام العادل والشامل القائم على رد الحقوق كاملة إلى أهلها وفق المبادرة العربية للسلام. وقد أثمر ذلك اللقاء في زيادة الضغوط الأمريكية على اسرائيل بشأن السلام وخاصة تجاه سياسة الاستيطان واقامة الدولة الفلسطينية ، إذن ومن واقع هذه التطورات فإن القمة السعودية الأردنية فرصة لتقوية الموقف العربي باتجاه ضمان عودة كامل الحقوق المسلوبة بما فيها حق العودة وحق الفلسطينيين في اقامة دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني وعاصمتها القدس الشريف. ومن شأن وجود موقف عربي قوى أن يكون بمثابة ضغط على الإدارة الأمريكية لتكون أكثر انصافاً في تحركها وخطتها المرتقبة للسلام في المنطقة كما أن القمة انعقدت وهناك تحديات حقيقية ماثلة للعيان أهمها الانقسام الفلسطيني الذي تجاوز كل الحدود وألقى بظلاله على القضية الفلسطينية بل أصبح مهدداً للأمن القومي العربي، وقبل أيام دعا خادم الحرمين الشريفين الأشقاء الفلسطينيين إلى التسامي فوق الجراح والانتباه إلى قضيتهم وأن ما يلحق بقضيتهم من ضرر نتيجة صراعهم أكبر خدمة تقدم للعدو. كما أن للأردن موقفاً مماثلاً من وحدة الصف الفلسطيني ونأمل أن تتبلور نتائج هذه القمة في الأيام القادمة في وحدة الصف الفلسطيني وفي دفع العمل العربي كثيراً إلى الأمام.