نعتوني بالمجنون في البداية . . ونادوني بالبطل في النهاية

عبدالله باخشب أول مؤسس لرياضة السيارات في المملكة يكشف الكثير في اللقاء المثير: انطلقت من مستودعات أسيوزو على بورش 86 شكرني أب اتهمني بتهور ابنه بعدما عرفته الفرق بين الرياضة والتهور

بدأ بالهواية.. وتحول إلى ميادين التحدي والمنافسة.. ذاق طعم النصر.. ورفع راية بلده خفاقة في كل مكان.. وهو الآن ينظم بطولات للشباب.. ويعتبر مطور رياضة السيارات بالمملكة العربية السعودية.. إنه البطل السعودي عبدالله سالم باخشب.
(الندوة) التقته في أول حوار من نوعه كشف خلاله رحلته مع هذه الرياضة الجديدة المتجددة بالمملكة وكيف استطاع أن يخرج بها إلى عالم الدولية والمنافسة بها في اكبر البطولات العالمية.. إلى جانب الصعوبات الكبيرة والكثيرة التي واجهها في مسيرته ومنها فقده أعز أصدقائه وممانعة والدته له في بداية الأمر.. كل ذلك وغيره الكثير المثير تتابعونه في ثنايا الحلقة الأولى من حوارنا مع ضيفنا التالي:
بداية.. من هو الكابتن عبدالله باخشب؟
اسمي عبدالله سالم باخشب، متزوج ولي أربعة أبناء، تخرجت من جامعة الملك عبدالعزيز قسم محاسبة عام 1993م وبدأت عالم السباقات عام 1991م حينما فزت في مدرسة الراليات التي نظمت في جدة وحصلت على المركز الأول فتم التعاقد معي لمدة عام، وأول بطولة حققتها عام 1993م في بطولة الشرق الأوسط للراليات المجموعة «ن» وحققت نفس الإنجاز في عام 1994م وفي عام 1995م فزت ببطولة الشرق الأوسط للمجموعة «أ» ثم انتقلت لبطولة العالم عام 1997م وتصدرت البطولة عام 2000م وللأسف خسرت بفارق النقاط وبعد هذه البطولة تفرغت لعملي الخاص والذي هو عبارة عن شركة متخصصة لتنظيم سباقات السيارات في المملكة، وفي عام 2001م نظمت أول بطولة في المملكة في مدينة جدة تحت مسمى سباق تويوتا للأبطال ومن هنا بدأت النقلة الأولى لرياضة السيارات بالمملكة.
كيف تعلمت القيادة؟ وكم كان عمرك حينها؟
أجاب ضاحكاً تعلمت القيادة في المستودعات الخاصة بشركة إيسوزو باخشب والتي تملك وكالتها العائلة وأيضاً كان لأخي أبوبكر دور في ذلك فهو الذي علمني القيادة وكان عمري حينها حوالي 10 أو 11 سنة.
ما هي أول سيارة امتلكتها؟
أول سيارة امتلكتها وكنت أحلم بها هي بورش سبور موديل 1986 وكانت هدية نجاحي بالصف الثاني ثانوي من أخي الأكبر أبوبكر.
هل كنت سائقاً متهوراً؟
نعم وبكل صراحة وشجاعة كنت متهوراً وعملت حوادث كثيرة وتعلمت درساً قاسياً لن أنساه.. ومازلت أتألم نفسياً كلما ذكرته.
ما هي نقطة التحول التي حدثت لك وكانت سبباً لدخولك في عالم الراليات؟
للأسف نقطة التحول كانت درساً قاسياً في حياتي فقد حدث لي حادث وفقدت أحد أعز أصدقائي - رحمة الله عليه - وكانت هذه نقطة التحول في حياتي، ومنها ابتعدت عن السرعة والتهور في الطرقات العامة وبما أنني امتلك الطاقة والرغبة والحب لهذه الرياضة فقد تحولت لرياضة السيارات المنظمة والآمنة.
هل واجهت معارضة من العائلة عند اشتراكك في مدرسة الراليات؟
نعم واجهت الكثير من المعارضات فالوالدة كانت رافضة تماماً فكرة اشتراكي بسباق السيارات خوفاً عليّ من أخطار وحوادث السيارات والسباقات غير المنظمة وساعدني كثيراً أخي الأكبر أبوبكر في وقوفه بجانبي ودعمني لكي ألتحق بمدرسة الراليات، وبفضل من الله أنا تغيرت وأمي سعدت بهذا التغير وأقنعتها بمدرسة القيادة وأنها مدرسة منظمة وسأتعلم فيها القوانين والسيارة ستكون آمنة ومجهزة بقفص فولاذي وأحزمة أمان وغيرها من وسائل السلامة، والسباق لن يكون عشوائياً بالطريق العام وإنما في مضمار مخصص لسباق السيارات - والحمد لله -، بدأت الوالدة تقتنع وأتذكر مقولة أمي (حينما تتسابق يا عبدالله سابق بهدوء ولا تسرع) ويضحك باخشب بلاشك قلب الأم حنون.
ويضيف الكابتن باخشب أن كل من يعرفني على مستوى العائلة والمعارف كانوا يطلقون عليّ لقب (المجنون) واستطعت وبفضل الله تغيير هذا اللقب الذي ضايقني نفسياً، فأنا - ولله الحمد - رياضي ناجح فبدأت في عام 1998-1999م أعطي محاضرات في القيادة الآمنة ومن خلالها أظهرت الفرق مابين التهور والسرعة بالطرق العامة والشوارع ورياضة السيارات والسباقات الآمنة والمنظمة. ومن المواقف التي أثرت فيّ اتصال جاءني من أحد الآباء في برنامج على الهواء وقال لي: أنت يا عبدالله قدوة غير صالحة فابني يأخذ مفتاح سيارتي من دون إذني ويسابق بها في الشارع ويقول: أنا أسابق مثل عبدالله باخشب قلت له: هل تعرف شيئاً عن رياضة السيارات والسباقات قال: لا، قلت له فلماذا تلومني بجهل ابنك هل نوقف المنتخب السعودي لأن بعض أبنائنا يلعبون الكرة في الشارع وقد يصاب أحدهم لا قدر الله بأذى. فالواجب علينا إذاً تعليم أبنائنا بضرورة لعب كرة القدم في الملاعب المخصصة فلابد عليك أن تعلم ابنك برياضة السيارات والسباقات والمواصفات الآمنة لهذه السباقات - والحمد لله اقتنع الأب بكلامي وشكرني - وبعد أن بدأت بمحاضرات القيادة الآمنة لطلاب المدارس والجامعات تغيرت صورتي في عيون العائلة والمجتمع وانتهت صورة (المجنون) وتحولت إلى البطل بفضل الله.
هل أثر التحاقك بمدرسة الراليات في حياتك الدراسية؟
الحقيقية أدين بالشكر بعد الله لأخي وصديقي خالد النهدي مسؤول العلاقات العامة ببرنامج فريق الراليات، فحينما حققت نجاحات في السباقات قررت أن أترك الجامعة وأركز اهتماماتي بالسباقات أكثر، وأذكر ما قاله خالد النهدي بالنص (ثق تماماً أول ما تترك الجامعة سأقترح على الشركة الراعية بأن تنهي تعاقدها ورعايتها لك، فنحن لا نريد متسابقين فاشلين دراسياً) فأنت تستطيع تحقيق النجاح في الاثنين الدراسة والسباقات و- الحمد لله - اقتنعت بكلامه ولم يعد عليّ ما قاله ثانية وأنا فخور بنفسي والحمد لله أني أكملت دراستي الجامعية وتخرجت بمعدل جيد جداً مرتفع وأعتبره قراراً مهماً جداً في حياتي.
ما هي أول بطولة شاركت فيها؟
أول بطولة شاركت فيها هي بطولة الشرق الأوسط المجموعة «ن» عام 1993م وحققت الفوز في أول سنة احترافية وأنا فخور بهذه النتيجة أما أول سباق فقد كان عام 1992م وهو رالي دبي الدولي وحققت المركز الأول فيه.
من هم أشد المنافسين لك؟
المنافسون لي كثيرون ودائماً ما يتغيرون، فمثلاً في بطولة الشرق الأوسط للراليات نافسني ناصر صالح العطية والذي أصبح الآن بطل الشرق الأوسط وبطل العالم بسيارات الدفع الرباعي، وكان من أشد المنافسين لي، وكذلك أحمد الصبان في عام 1994م على نفس البطولة، وفي سنة 1995م نافسني خليفة المطيوعي من الفريق الإماراتي، وفي سنة 1997م كان منافسي محمد بن سليم وكنت فائزاً بالسباق لولا تغير نتائج رالي لبنان ظلماً، وبذلك فاز محمد بن سليم بسبب تغير النتائج بحسب عدد النقاط فقد أعطيت جزاء 10 ثوان لأني دخلت على آخر مرحلة بالسباق متأخر دقيقة واحدة بسبب وجود حفل زواج على الطريق، وكان من واجب المنظمين للسباق فتح الطريق قبل وصولي ولأني كنت متصدراً السباق وأول شخص على الطريق تأخرت دقيقة أثرت على السباق وأعطيت جزاء 10 ثوان فتغيرت النقاط وفاز محمد بن سليم.
وفي عام 2001م نافسني حمد الوهيبي وانتهت البطولة وأنا متصدر عليه، وفاز توشي آراي بالبطولة لأننا تساوينا في النقاط وحسب أنظمة وقوانين الاتحاد الدولي عندما تتساوى النقاط ينظر للمسافات ويكون الذي فاز بالسباق الأطول هو البطل وكان سباق الصين أطول وبالتالي فاز آراي، وفي نفس العام تم تكريمي من رعاية الشباب للمرة الأولى وحصلت على درع وشيك من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بمبلغ عشرين ألف ريال ولم أصرفه للآن فهو ذو قيمة معنوية كبيرة بالنسبة لي وشهادة تقدير اعتز بها وكان لهذا الشيك الدافع الكبير والذي دعمني لبذل الجهود لتبدأ رياضة السيارات من هنا من بلدي، وكان من أمنياتي أن أسابق هنا في بلدي السعودية والحمد لله وجدت دعماً كبيراً جداً من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة - رحمه الله - وأدين له بالنجاح ودعمه لرياضة السيارات بعد أن كانت ممنوعة في المملكة، وهي رياضة اليوم لها مكانتها، وخلال 5 سنوات صار لدينا حلبتان في كل من جدة والرياض وأصبح لدينا رالي باها حائل الذي انتقل للعالمية ورالي المنطقة الشرقية فكانت هذه النقلة القوية بعدما وافق صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد - رحمة الله عليه - على إقامة سباق في مدينة جدة.
هل واجهت صعوبات في الحصول على دعم مادي لإكمال مشاركاتك؟
الحمد لله أعتبر نفسي من الناس المحظوظين وبتوفيق من الله عز وجل لم أواجه أي صعوبات مالية لأني عملت مع شركة كبيرة وضخمة ومتخصصة في مجال رياضة السيارات شركة مارلبورو، وجدت كثيراً من اللوم لأنها شركة تبيع السجائر، ومازلت أقول أنا لست مدخناً ولا أشجع على التدخين أبداً لكن هذه الشركة هي التي أسست رياضة السيارات في العالم ولديها الخبرة والدعم وتعلمت منها الكثير وأخذت أفضل ما عندها واستفدت منها كثيراً، وحالياً ترعى رياضة السيارات في المملكة شركات وطنية وأنا احترم هذه الشركة لأنها أثرت في احترافي ودعمتني وعلمتني الكثير في مجال رياضة السيارات وقد كانت طموحاتي بطولة العالم وليست بطولة الشرق الأوسط فقط، وفي عام 1997م استطعت إقناع شركة عبداللطيف جميل بدعم برنامجي لكي أصل للعالمية واعتبر سنة 1997م النقطة الفارقة بالنسبة لاحترافي في عالم الراليات بدخول شركة عبداللطيف جميل والفضل يعود بعد الله لهذه الشركة، ففي عام 2001م رعوا أول سباق في السعودية، وفي عام 2002م أنشأنا فريق تويوتا للراليات، ومن هنا تجسدت أفكاري وتحققت طموحاتي فأنشأت مدرسة الراليات وتخرج منها ثلاثة أبطال جدد لشركة تويوتا قدمت لهم الدعم والرعاية وهم ماجد الغامدي وسلطان حمدي وعبدالله الدوسري وعمرو شاص مع مساعدين سعوديين، وبذلك ركزنا على السباقات وصنعنا بطولة الأوتوكروس وبطولة تحدي الصحراء وجميع هذه السباقات كانت بدعم من شركة عبداللطيف جميل المحدودة - تويوتا والتي بذلت الملايين من الدولارات لأنها استشعرت أهمية هذه الرياضة وشعرت بأهمية فكرتي وطموحي بتوجيه حب وشغف الشباب للسيارات والسرعة من الطرقات العامة والشارع العام للأماكن المخصصة والآمنة.
أهم البطولات التي حققها ضيف الحوار:
1992م - رالي دبي الدولي- المركز الأول ضمن المجموعة «ن»
1993م - رالي عمان الدولي - المركز الأول ضمن المجموعة «ن»
1993م - رالي دبي الدولي- المركز الأول ضمن المجموعة «ن»
1993م - كأس المجموعة «ن» ضمن بطولة الشرق الأوسط
1993م - المركز الأول ضمن المجموعة ت 1 في مارلبورو رالي الإمارات الصحراوي 93 و94
1994م - رالي قطر الدولي- المركز الأول ضمن المجموعة «ن»
1994م - رالي الأردن الدولي- المركز الأول ضمن المجموعة «ن»
1994م - رالي عمان الدولي- المركز الأول ضمن المجموعة «ن»
1994م - رالي دبي الدولي- المركز الأول ضمن المجموعة «ن»
1994م - بطولة الشرق الأوسط للمجموعة «ن»
1995م- رالي الأردن الدولي - المركز الأول
1995م -رالي الكويت الدولي- المركز الأول
1995م - لقب بطولة الشرق الأوسط للراليات
1996م- مارلبورو رالي لبنان الدولي-المركز الأول
1996م - المركز الثاني ضمن بطولة الشرق الأوسط للراليات
* عبدالله باخشب ينضم إلى المجموعة «أ»
المركز الثاني ضمن بطولة الشرق الأوسط للراليات 1997م
رالي كورسيكا الدولي المركز الأول ضمن كأس الاتحاد الدولي للفرق
رالي أستراليا الدولي المركز الأول ضمن كأس الاتحاد الدولي للفرق
رالي بريطانيا الدولي المركز الأول ضمن كأس الاتحاد الدولي للفرق
المركز الثاني في الترتيب العام لبطولة كأس الاتحاد الدولي للفرق
1999م - رالي كاتالونيا الدولي- المركز الثالث ضمن كأس الاتحاد الدولي للفرق
رالي اليونان الدولي-المركز الثاني ضمن كأس الاتحاد الدولي للفرق
رالي سان ريمو الدولي المركز الثاني ضمن كأس الاتحاد الدولي للفرق
المركز الخامس في الترتيب العام لكأس الاتحاد الدولي للفرق2000م 2000م - رالي السويد الدولي- المركز الثاني ضمن كأس الاتحاد الدولي للفرق
2000م - رالي كاتالونيا الدولي- المركز الأول ضمن كأس الاتحاد الدولي للفرق
2000م - رالي اليونان الدولي- المركز السادس في الترتيب العام
2000م -المركز الثاني ضمن كأس الاتحاد الدولي للفرق
2000م -رالي فنلندا الدولي- المركز الأول ضمن كأس الاتحاد الدولي للفرق
2000م - رالي سان ريمو الدولي- المركز الثاني ضمن كأس الاتحاد الدولي للفرق
2000م - المركز الثاني في الترتيب العام لكأس الاتحاد الدولي للفرق
2000م - رالي قبرص الدولي المركز ضمن كأس الاتحاد الدولي للفرق
2000م - رالي اليونان الدولي المركز الثاني ضمن كأس الاتحاد الدولي للفرق
2000م - المركز الرابع في الترتيب العام لكأس الاتحاد الدولي
2001م- مارلبورو رالي لبنان - المركز الثالث
بطولة الشرق الأوسط للراليات 2002م
2002م - رالي البحرين الدولي المركز الثاني
2002 م - رالي الأردن الدولي المركز الثاني.