بيع 3 صقور ب (399) ألف ريال في مزاد نادي الصقور السعودي 2025    بيونجيانج تطلق صواريخ باليستية قبل أسبوع من قمة أبيك في كوريا الجنوبية    بهدف جميل أمام السد.. سافيتش يُظهر مهارته المُعتادة مع الهلال    العنزي مديرًا عامًا للإعلام والاتصال المؤسسي ومتحدثا رسميا بالإسلامية    اوقية الذهب تنخفض الى 4113.54 دولارا    هجوم صاروخي روسي يستهدف كييف ومدنا أوكرانية    مركز الملك سلمان للإغاثة يوزّع (515) سلة غذائية في محلية بورتسودان    نجاح عملية جراحية لطفلة فلسطينية كانت تعاني من عيب خلقي في القلب    ترمب ينتقد «حماس» ويهدد بتدخل الحلفاء.. تحرك أمريكي لدعم وقف النار في غزة    الأمم المتحدة: إسرائيل تسعى لفصل المزارعين عن أراضيهم    200 مليار مشروعات اقتصادية بالمدينة المنورة    قدموا للسلام على سموه.. ولي العهد يستقبل الأمراء والعلماء والوزراء وجمعاً من المواطنين    النصر ضيفاً على غوا الهندي من دون رونالدو.. في الجولة الثالثة من دوري أبطال آسيا الثاني    إنزاغي: طموحي كبير بتحقيق البطولة مع الهلال    الجاسر: القطاع السككي سيواصل دوره التنموي والخدمي    موجز    جمجمة في سنارة صياد بدل السمكة    أكد دعم المملكة لجهود السلام بالعالم.. مجلس الوزراء: الموافقة على إنشاء فرع لجامعة ستراثكلايد بالرياض    أكد دعم المملكة للسلام بالعالم.. مجلس الوزراء يوافق على إنشاء فرع لجامعة ستراثكلايد في مدينة الرياض    الصليب الأحمر يؤكد تبادل 15 جثماناً لفلسطينيين.. «حماس» تسلم جثتي أسيرين إسرائيليين    تحايل قانوني.. قضية «شمس الزناتي» تشتعل    «رجال عبدالعزيز» في التلفزيون السعودي    «نبض العلا» ينطلق الجمعة القادم    شريحة ذكية تعيد البصر ل84% من المكفوفين    فيصل بن مشعل يشدد على أهمية استثمار مزايا القصيم في مجالات الزراعة    وزير "البيئة" يدشّن منصة "وقاء المستفيدين" للصحة النباتية والحيوانية    سعود بن نايف: القطاع غير الربحي شريك في تحقيق مستهدفات رؤية 2030    جائزة صيتة بنت عبدالعزيز تستعد لملتقى دراية بحائل    محمد بن عبدالعزيز يشيد بمنجزات «محكمة إدارية جازان»    نائب أمير حائل يستعرض مستجدات الوضع الصحي    2.8 مليار دولار استثمارات الأجانب بالأسهم السعودية    حراك متنامٍ    باريس سان جرمان يسحق ليفركوزن بسباعية ويواصل العلامة الكاملة    الهلال يتفوق على السد بثلاثية    برعاية سمو وزير الثقافة.. منتدى الأفلام السعودي الثالث ينطلق اليوم    مسجد الغمامة.. عراقة العمارة والإرث    أرسنال يكتسح أتلتيكو مدريد برباعية في دوري أبطال أوروبا    اكتشاف نادر لشجرة «السرح» في محمية الملك عبدالعزيز    روسيا تضرب شبكة الطاقة الأوكرانية وأوروبا تتحرك لإجبار بوتين على السلام    العنزي مديرا للإعلام والاتصال    نائب أمير منطقة مكة يستقبل معالي وزير الحج والعمرة    بين الغرور والغطرسة    تعليم الطائف يطلق جائزة سمو محافظ الطائف " ملهم" للتميّز التعليمي في دورتها الثانية    واشنطن تضغط لإطلاق المرحلة الثانية من خطة السلام في غزة    تغيير الاسم الأول للمواطن ضمن 4 خدمات جديدة لأبشر    أسواق العثيم تحصد جائزة المسؤولية الاجتماعية 2025 عن فئة الشركات العملاقة    وزير الخارجية ونظيره الهولندي يبحثان العلاقات الثنائية    نائب أمير جازان يستقبل رئيس المحكمة الإدارية بالمنطقة    "دله الصحية" شريك تأسيسي في معرض الصحة العالمي 2025 و"عيادات دله" ترعى الحدث طبيّاً    بيع شاهين فرخ ب 120 ألف ريال في مزاد نادي الصقور السعودي 2025    محافظ بيش يستقبل شيخ شمل السادة الخلاوية والشابين المبدعين الشعفي    التدريبات الرياضية هي أفضل علاج لأوجاع التهاب مفاصل الركبة    استقبل وزير الحج والعمرة.. نائب أمير مكة: العمل التكاملي يعزز جودة خدمات ضيوف الرحمن    استقبل الفائز بالمركز الأول بمسابقة تلاوة القرآن بكازاخستان.. آل الشيخ: دعم القيادة لحفظة كتاب الله يحقق الإنجازات    سردية الوعي وبناء الذاكرة الوطنية    خطر بطاريات ألعاب الأطفال    نائب أمير مكة يترأس اجتماع محافظي المنطقة لمتابعة مشاريع التنمية وتحقيق مستهدفات رؤية 2030    ولي العهد يعزي رئيس وزراء اليابان في وفاة توميتشي موراياما    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التقنية فككت الرباط الاجتماعي الرمضاني
رئيس مجلس إدارة مطوفي حجاج ودول جنوب آسيا .. كاتب:
نشر في الندوة يوم 18 - 09 - 2008

عزا رئيس مجلس ادارة مؤسسة مطوفي جنوب دول جنوب آسيا عدنان محمد أمين كاتب فتور العلاقات الاجتماعية خلال شهر رمضان الى كثرة وسائل الاتصال الحديثة مثل الجوالات والانترنت وغيرها حيث يكتفي المرء بإرسال رسائل تهنئة قصيرة (SMS) واصبح التزاور نادراً بين الاسر بسبب المشغوليات وتشعب أنماط الحياة الآن.
(الندوة) التقت كاتب وحاورته حول زكرياته الرمضانية في مكة المكرمة وامريكا والمظاهر التي اندثرت.
| ما هو انطباعكم عن رمضان بين الأمس واليوم ؟
|| يمتاز رمضان أمس واليوم بالروحانية والشفافية التي تعم المسلمين في جميع أنحاء العالم وخاصة في مملكتنا الغالية ، حيث يتنافس مواطنوها في تتبع خطا قيادتنا الرشيدة التي تحرص على بذل الخير ومساعدة الفقراء والمساكين ، ورعاية اليتامى والأرامل والمحتاجين ، ولا أدل على ذلك من هذا التنافس الشريف الذي نراه اليوم بين المواطنين على مختلف مستوياتهم وإقامة موائد الإفطار الرمضاني في ساحات الحرم .
ولكن لكل زمان طبيعته وخصائصه ، ففي الماضي كانت الحياة تتسم بالبساطة المطلقة ، ومحدودية وسائل الترفيه ، إلى جانب محدودية الدخل مما ساعد على ترابط المجتمع والتآلف بين أعضائه وشيوع روح القناعة التامة فيه ، كما كانت الحياة تتسم بطابع الرضا والبركة في مصادر العيش .
ومن هذا المنطلق كانت الحياة في رمضان والزمن الماضي حافلة بألوان الخير والبذل والعطاء والشفافية وسلامة الصدور مما حقق للناس السعادة الحقيقية بمعناها الكامل على الرغم من أن الصيام في ذلك الزمان كان متعبا وشاقا لضآلة الإمكانات ، ولكن كان يخفف من هذه المشاق والمعاناة ترابط الأسرة وتكاتفها حيث كانت موائدها تضم الآباء والأجداد والأحفاد والأقارب والجيران تحت مظلة من الصفاء والشفافية .
أما اليوم فقد تغير الوضع في ظل التقدم التقني الذي انتشر في العالم كله وكان لابد للمجتمعات الإسلامية أن تأخذ نصيبها من هذا التقدم وما تحتاج إليه ، ونتج عن هذا اتساع دائرة وسائل الترفيه التي انشغل بها الناس ، وتشعبت شئون الحياة وكسب العيش والتزود من أسباب التقنية في البيت والشارع ودولاب العمل وأصبح كل منهم مشغولا بطموحاته ومضاعفة دخله والحرص على اكتساب مزيد من وسائل التقنية ، فجاء تحقيق هذا كله على حساب العلاقات العامة بين الأفراد ، وبدلا من التزاور واللقاء الذي كان السمة الشائعة في الزمن الماضي اكتفى الكثير منهم ببطاقات التهاني أو الاتصال الهاتفي أو رسائل الجوال ، وأصبح لا يتم التزاور إلا نادرا وبناء على مواعيد مسبقة .. وبذلك كاد التكاتف والترابط يفقد حيويته ومعناه .. كل ذلك وغيره كثير كان له مردوده على رمضان اليوم ..، ولكن يظل شهر رمضان هو شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار منذ أن فرض الله الصيام وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها فالحمد لله على منه وفضله وإحسانه ونعمائه وكرمه بهذا الشهر المبارك .
الحث على الصوم
| متى بدأتم صيام شهر رمضان المبارك ؟
|| كان والدي رحمه الله تعالى حريصا على تزويدنا أنا وإخواني بألوان العلوم والمعارف منذ صغرنا فدرست القرآن الكريم في الحرم الشريف وتلقيت العلم عن شيوخ المسجد الحرام المشهود لهم بالورع والتقوى .ومن الأصول الدينية التي تربيت عليها منذ بداية حياتي التعليمية وأنا في السادسة من عمري أداء الصلوات الخمس في أوقاتها ، وصيام رمضان وحثي على الصدقة بتزويدي بالمال اللازم لذلك ، ومصاحبة أترابي في الذهاب إلى الحرم الشريف لحفظ القرآن الكريم وتحصيل العلوم والمعارف .. وغير ذلك .
دروس وحوارات
| ما هي المواقف والذكريات التي لا تزال عالقة بذهنكم عن رفاق الحي ؟
|| الحي الذي نشأت فيه هو حي المسفلة بمكة المكرمة وكان منزلنا على بعد ثلاثمائة متر تقريبا من بيت الله الحرام، وقد واصلت تعليمي في مدارس الفلاح وكانت لي علاقة وطيدة بكثير من الزملاء الذين كانوا يلازمونني لتحصيل الدروس وإجراء بعض الحوارات عن الحياة مما جعل والدي – رحمه الله – يخصص لي مكانا مناسبا لألتقي فيه بهؤلاء الأتراب تحت إشرافه وهو مقعد خاص كنت استقبلهم فيه لنزاول هواياتنا في أوقات الفراغ وتحصيل العلوم والمعارف معا .
ثم تحول المقعد من مجرد لقائي مع إخواني ومزاولة بعض الهوايات إلى منتدى ثقافي يتناول مناقشة وعلاج بعض القضايا الاجتماعية الخاصة بأبناء الحي وغيرهم .
العبادة والعمل
| ماذا عن برنامجكم اليومي في شهر رمضان المبارك ؟
|| من المعروف أن شهر رمضان يحتاج إلى العناية بترتيب الوقت عناية تامة للتوفيق بين أداء العبادة على الوجه الأكمل وإنجاز الأعمال بدقة تامة ، ويخطئ من يظن أنه شهر يساعد على الكسل والتواكل والنوم بالنهار والسهر بالليل ، ومن هذا المنطلق حرصت على أن يكون عملي في هذا الشهر في مستواه المعهود .
روحانيات رمضانية
| قضيتم فترة دراستكم خارج الوطن فهل يختلف الصيام هناك عن الصيام هنا ؟
|| طبعا يختلف الصيام خارج الوطن عن الصيام فيه لأنه من المعروف أن الصيام وإن كان معناه الإمساك عن الأكل والشرب والشهوات من شروق الشمس إلى غروبها إلا أن له روحانيات وإيحاءات نبيلة جدا لا تتحقق بعيدا عن الوطن غالبا ، ومن الصعوبة بمكان وصف الصعوبات التي يصادفها المواطن الذي يصوم خارج وطنه وخاصة في بلاد أجنبية بعيدا عن بلده وأهله وعاداته وتقاليده وهذا ما حدث لي فقد صمت أول شهر كان عام 1394ه في أمريكا ولعدة أعوام ، وقد كانت المعاناة شديدة للغاية وخاصة أن اليوم هناك كان طويلا جدا بحيث ضاعف من مرارة الاغتراب ولم يكن يخفف عنا هذه المعاناة سوى لقاءاتنا العديدة مع الأسر السعودية وبعض الزملاء هناك مثل د. محمد جميل خياط وعبدالرزاق بدوي وعبدالعزيز باويان حيث كنا نتناوب على إعداد مائدة الإفطار ونحرص على أن تتضمن بعض الأطعمة والمأكولات الرمضانية المكية ولكننا مع ذلك كنا نفتقد الروحانية العظيمة التي كنا نشعر بها في الوطن .
الصوم في مكة
| ماذا يعني لكم الصيام في مكة المكرمة ؟
|| للصيام في مكة المكرمة مذاق خاص يختلف عن أي مكان في العالم ، فما بالك بالروحانية التي تسبغها الكعبة المشرفة على جميع البلاد ، وما بالك بالثواب الجزيل الذي يناله الصائم في رحاب الحرم وخاصة صلاة القيام وصلاة التهجد والطواف والاعتمار والدعاء المستجاب وتجلى الله تعالى على عباده في هذا الشهر الذي أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار
جهاد النفس
| ماذا تقول لمن يتثاءبون خلال رمضان خلف مكاتبهم ؟
|| أقول لهم عرفتم شيئا وضاعت عنكم أشياء .. عرفتم الصيام فصمتم ، ولكنكم ضيعتم حقيقة الصيام ، فالصيام ليس معناه مجرد الإمساك عن الأكل والشرب والشهوات ولكنه جهاد النفس أولا وقبل كل شيء ، إنه شهر القرآن والعمل والإنتاج والإنجاز ، إنه شهر البذل والعطاء والجهد المثمر ، إنه شهر البناء والتشييد وليس شهر الكسل والتواكل ، فمن يفعل ذلك فإنه يصدق عليه قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( رب صائم ليس له من صومه إلا الجوع والعطش ) .والمتأمل في التاريخ يجد أن كثيرا من المعارك والانتصارات كانت في شهر الصيام نذكر منها غزوة بدر الكبرى وفتح مكة ومعركة عين جالوت ... وغيرها .
| كيف كان دور ربات البيوت في رمضان قديما ؟ وكيف أصبح دورهن الآن ؟
|| المرأة هي العمود الفقري للبيت ، وهي المحور الذي تدور حوله شئون الأسرة ، هي روح الأسرة وقلبها النابض هي الشمعة التي تنير لها الطريق ، هي مصدر العطاء وسر الحياة .
ولا غنى عن المرأة في جميع ميادين الحياة ، فهي ليست شريكة الرجل فحسب وإنما هي ملهمته ورفيقة دربه .. من هنا كان دورها في رمضان قديما هو نفس دورها في رمضان حديثا بفارق يسير جدا وهو أن أعباء الحياة قديما كانت تسبب لها بعض المعاناة وتلحق بها كثيرا من الصعوبات حيث كانت العامل المهم في توفير صنوف الأطعمة والحلوى والكساء والغذاء للبيت جميعه حيث لم تكن هناك التسهيلات والأجهزة الكهربائية التي تساعد المرأة في عملها فلم تكن توجد ثلاجات لحفظ الأطعمة مما يضطرها لإعداد الأطعمة يومياً ، فلما ظهرت الاختراعات الحديثة أسهمت في توفير كثير من ألوان الراحة لربة البيت ولكنها – إلى جانب ذلك – لا تزال هي المدبرة لشئونه المتصرفة في أموره والدائبة على توفير ألوان الغذاء والكساء والحلوى والأطعمة المتنوعة للبيت في رمضان وغيره .. إنها ربة البيت بل هي سر الحياة .
مسائل علمية
| كيف كنتم تقضون ليالي رمضان ؟
|| كنا نلتقي أنا وإخواني وزملائي في الدراسة بالمرحلة الثانوية في المقعد الذي أعده لنا والدي حيث نتجاذب أطراف الحديث وطرح القضايا الاجتماعية ومناقشتها وقضاء أوقات فراغنا في مزاولة بعض الهوايات البريئة والمشاركة في تحصيل العلوم والآداب عامة .ثم أصبح هذا المقعد منتدى علميا واجتماعيا مهما تطرح فيه بعض القضايا الأدبية والمسائل العلمية والمشاكل الاجتماعية .وإلى جانب ذلك كان لنا برنامج حافل في إحياء ليالي رمضان وهو برنامج غير مسجل بالمعنى المفهوم ولكنه كان ارتجاليا وهو على ارتجاليته كان يتسم بالدقة المتناهية والتنظيم الدقيق والمتابعة المستمرة ، فقد كنا نبدأ اليوم الجديد في رمضان بصلاة الفجر في الحرم المكي الشريف وقراءة القرآن الكريم ثم مباشرة هواية الرياضة بعض الوقت في الأراضي الفضاء في جنوب المسفلة ، ثم العودة إلى المنزل لنيل قسط من الراحة ثم صلاة الظهر وقراءة القرآن ثم صلاة العصر ومطالعات في كتب الدين كالتفسير والفقه والسيرة النبوية ثم تناول طعام الفطور وصلاة المغرب وتلاوة القرآن الكريم فصلاة العشاء وصلاة القيام والتهجد ثم السحور .
أكلات مفضلة
| ما هي الأكلات التي كانت مفضلة على السفرة المكية أيام زمان ؟
|| في الفطور التمر وشوربة الحب بالرأس أو التقاطيع (الكرشة) وشوربة الخضار والسمبوسك والفول .. والمشروبات كان يتصدرها ماء زمزم والسوبيا ، وعصير اللوز وعصير التوت والخربز والحبحب ومن الحلا القطايف والكنافة بالجبن أو الموز .
وبين الفطور والسحور نتناول البليلة بالفلافل والكمون والفول والترمس والحلبة والمنفوش والكبده الجملي... الخ .وفي طعام السحور المقلقل والمحشي والإدامات بأنواعها والرز بأصنافه .
| كيف كنتم تواجهون حرارة الصيف في شهر رمضان المبارك ؟
|| هنالك مقولة فحواها أن الإنسان ابن بيئته ، ونحن في مكة المكرمة كنا – ولا نزال – نعاني من شدة الحرارة في فصل الصيف وخاصة إذا كان الحر متزامنا مع فريضة الصيام ولكننا نحتسب الأجر من الله بالصبر على الحرارة أملا لرضا الله سبحانه وتعالى وبلوغ محبته فقال تعالى : ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) .
وإلى جانب ذلك كنا نلجأ إلى استخدام وسائل تساعدنا على تحمل هذه الحرارة من أهمها تبليل الناموسية بالماء ووضع المروحة فعندما يتخللها الهواء يصبح الهواء رطبا بارداً خاصة القيلولة في ساعة ذروة الحرارة ، واستخدام المراوح اليدوية المعروفة وكانت أكثر انتشارا في تلك الأيام لسهولة الحصول عليها وسهولة استخدامها ولم تكن المراوح الكهربائية موجودة في ذلك الزمان من جهة ومحدودية التقنية التي لم تقدم لنا الاختراعات الحديثة في ذلك الحين من جهة أخرى ، وأيضا لم تكن المكيفات الهوائية قد ظهرت .وهذا يصور مدى ما كنا نعانيه في صيام رمضان ولكنا صبرنا على ذلك احتسابا لوجه الله تعالى ، ولولا فضله سبحانه ولطفه بنا ما استطعنا الاستمرار ، فالحمد لله على كل حال .
بائع الترمس
| هل لك أن تحدثنا عن بعض الصور الرمضانية التي اندثرت ولم يعد لها وجود ؟
|| كثير من الصور الشعبية التي كانت سائدة في رمضان أيام زمان اندثرت ولم يعد لها وجود بفعل عامل التطور الذي يطالعنا بكل جديد ، ومن هذه الصور الشعبية بائع الفول والترمس الذي كان يجوب الحواري ... والمنفوش والمسحراتي والزمازمة بقربهم والسقايين بزفاتهم والحصاوى والدكة .. الخ .
إسراف وتسول
| ما المناظر التي لا تود رؤيتها في رمضان ؟
|| هي في الواقع مناظر سلبية لا يخلو منها أي مجتمع ولكن العبرة بالتعرف عليها ومحاولة تصحيحها إن أمكن أو القضاء عليها نهائيا منها :
التسول : وهو داء عضال يحتاج إلى دراسة دقيقة حتى يتم القضاء عليه ، ومشكلته أنه يخفي وراءه أحيانا ألوانا من السلوكيات التي تتخذه ستارا لتنفيذ أهدافها التي تقلق راحة المجتمع .التواكل الذي يلحق ببعض العاملين فيتقاعسون عن العمل بحجة الصيام مع أن شهر الصيام شهر نشاط واجتهاد وإنجاز ومعاركنا المظفرة حدثت في شهر رمضان .
الإسراف في إعداد الموائد الرمضانية والتوسع فيها حتى تزيد عن الحاجة ويكون مصيرها سلال القمامة .
الإسراف في متابعة البرامج والمسلسلات التي تتسبب في صرف الناس عن العبادة والتقرب إلى ربهم وتفريغ شهر الصيام من مضمونه الروحي النبيل .. وغيرها .
| ما هي المواد الهادفة التي تتمنى استمرارها في شهر رمضان ؟
|| في مجتمع كالمجتمع السعودي تظل المواد الهادفة هي الأساس والمواد السالبة هي الشذوذ ولذلك حينما نتناول الحديث عن المواد النافعة يطول بنا الكلام ، فعلماؤنا الأفاضل يقومون بواجب التوعية الدينية في مختلف وسائل الإعلام ويجدون التجاوب المثالى من كافة أبناء الشعب ، وحكومتنا الرشيدة ساهرة على دعم كل أسباب الحياة الرغدة للمواطنين والمساجد مفتوحة للمصلين ينطلق منها الأذان بشموخ وعزة ، والناس منكبون على صلاة القيام وإقامة موائد الرحمن .. الخ ، كما أن التكاتف والتكافل الاجتماعي بين الأغنياء والفقراء في هذا الشهر الفضيل من الصور الرائعة التي تجسد تلاحم المجتمع المسلم .
إن الحديث عن الصور الهادفة حديث يطول بلا نهاية لأنها هي الأساس وهي منطلق الحياة اليومية في المجتمع السعودي .
سواعد وعقول
| بماذا تنصحون شباب الأمة في هذا الشهر الكريم ؟
|| أقول للشباب إن النهضة الحديثة تقوم على سواعدهم الفتية وعقولهم النيرة ، وأن العصر الذي نعيشه هو عصر التقنية التي شملت جميع مجالات الحياة وهي تقنية أساسها العلم والمعرفة فلا مكان لجاهل في هذا العصر ولا مكان لمحدودي الثقافة والمتواكلين ، وأن وطنهم يعتمد عليهم بعد الله تعالى في تحقيق رقيه وازدهاره ، فليكونوا عند حسن ظن وطنهم بهم وليتخذوا من قيادتنا الرشيدة القدوة والمثل في العطاء والبذل والتزام شرع الله والدعوة إليه وجعله واقعا ملموسا في جميع مراحل حياتهم .
الإعلام والتنوير
| ما هي الكلمة التي تودون توجيهها للقراء في ختام هذا الحديث ؟
|| أنوه بجهود وسائل الإعلام والصحافة خاصة في القيام بدورها الرائد في مجال الإرشاد والتوجيه والتنوير والاهتمام بالرأي والرأي الآخر مما يمكننا أن نقول بأن هذا الاتجاه المتوازن له أبلغ الأثر في حدوث التوعية الفكرية التي يعشيها مجتمعنا الآن .وهنا يأتي دور القارئ الذي يجب عليه أن يميز بين الغث والثمين من الأفكار تحت مظلة الشريعة الإسلامية ، إذ أن نهر الفكر يتدفق يوميا في صحافتنا بما يحمله من أفكار وآراء واقتراحات ونقد .. وعلى القارئ أن يحرص على الاستفادة من كل هذا بفكر مفتوح وعقل راشد وأن يوظف هذا كله لصالح وطنه وأمته حتى يؤدي دوره بنجاح في تحقيق النهضة الشاملة التي تتطلع إليها حكومتنا الرشيدة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.