بدموع لم تسكبها عين وحزن لم تنطقه شفاه ودعت مكةالمكرمة مساء أمس ابنها وعمدة أحد أحيائها الشيخ محمود بن سليمان بيطار عمدة محلة الهجلة الذي غادر دنيانا الفانية ليستقر بآخرة باقية ودائمة . غادر محمود بيطار لا بحزن أصاب أسرته وذويه ومن حوله من أقارب وأصدقاء لكنه غادر بحزن الأيتام والفقراء والأرامل والمحتاجين الذين كان يسعى طوال حياته ليقدم لهم لقمة عيش هنيئة وحياة سعيدة . من بكاه لم يكن ذاك القريب ولا الصديق بل كانت تلك المرأة والفتاة والشيخ والشاب لكن من بكاه هم من وقف إلى جوارهم مساعدا لهم أيتام مكةالمكرمة وفقرائها لا ينسون محمود بيطار رحمه الله لاينسونه أسماء كما لاينسونه شخصا وقف في لحظات لم يجدوا من يقف إلى جوارهم . غادر محمود بيطار رحمه الله تاركا من نعيم الدنيا أثرا ندعو الله سبحانه وتعالى أن يجعله في موازين حسناته . اللواء الحمزي: سباق لكل ما يخدم مكةالمكرمة ومصالح أبنائها من جانبه قال مدير شرطة العاصمة المقدسة اللواء إبراهيم محمد الحمزي ان الفقيد محمود بن سليمان بيطار رحمه الله لم يكن عمدة تقليديا بقدر ما كان عمدة اجتماعيا يسعى للربط بين مهامه الوظيفية كعمدة ومهامه الانسانية بدعم ومؤازرة الفقراء والمحتاجين ووقوفه الدائم بجانبهم في السراء والضراء ولاينسى الكثير من أبناء مكةالمكرمة البررة ووجهائها تعدد أنشطته وإسهاماته الإنسانية ومساعيه الخيرية والاجتماعية والرياضية فقد كان رحمه الله سباقا لكل ما يخدم مكةالمكرمة ومصالح أبنائها . ولا يخفى على الكثيرين دوره الواضح والملموس في جمعيات البر ورعاية الأيتام وأبناء وأسر السجناء والمفرج عنهم اذ كان رحمه الله متواصلا بشكل دائم معهم وتميز بدوره القيادي الحكيم كعمدة حي في حل الكثير من مشكلات الحي المسؤول عنه وظهر تعاونه المثمر والمتميز مع جهاز الشرطة وأجهزة الأمن . والجميع يثني على جهوده وتواصله وتعاونه البناء، ولا نملك إلا أن ندعو الله سبحانه وتعالى أن يسكنه فسيح جناته وأن يرحمه برحمته ويغفر له . أبو غلية: عرفته ماسحا دمعة اليتيم وواقفا مع المحتاجين وبصورة تؤكد على الحزن الذي أصاب الكثير من أبناء مكةالمكرمة يقف سليمان أبو غلية رئيس مكتب الزمازمة الموحد ليرثي نفسه قبل أن يرثي الآخرين من أقارب وأصدقاء قائلا : أصابني ألم القلب ولوعة الفراق ودموع الغياب وأنا أسمع خبر وفاة أخي وصديقي الزمزمي والعمدة / محمود بن سليمان بيطار الذي كان بالأمس بيننا سائر وببسمته حاضر ساعيا بين طرقات مكةالمكرمة وشوارعها باحثا عن مساعدة هذا وخدمة ذاك . عرفت محمود بيطار رحمه الله كزمزمي يسعى لخدمة حجاج بيت الله الحرام وهو بعيد عن المشاركة في خدمات المكتب لكنه حاضر معنا في تقديم ماء زمزم لضيوف الرحمن لحظة وصولهم للبقاع الطاهرة كل عام . وعرفته كعمدة يمثل دور العمدة الحقيقي في خدمة سكان حيه بمساعدة هذا وخدمة ذاك والوقوف دوما مع الفقراء والمحتاجين والارامل في شهر رمضان المبارك من كل عام . وعرفته كعمدة يحرص على أن يجد سكان حيه ما يحتاجون إليه ساترا المرأة المحتاجة وماسحا دمعة اليتيم . رحمه الله رحمة الأبرار وأسكنه فسيح جناته. عساس: صاحب مبادرات العمل الإنساني المتعدد وبدموع الحزن والأسى يقول الدكتور بكري عساس مدير جامعة أم القرى : عرفت محمود بن سليمان بيطار رحمه الله الأخ والصديق والقريب مع الجميع عمدة رائد في أعماله وخدماته صاحب مبادرات العمل إنساني متعدد فكان أول عمدة يسعى لتشكيل لجنة اجتماعية بحيه تسعى لدراسة حالات الأسر الفقيرة والمحتاجه . فماذا عساني أن أقول عنه برثاء كلماتي ؟. إن عزاءنا في فقده كبير وندعو الله سبحانه وتعالى أن يسكنه في فسيح جناته جنات النعيم . كعكي: عرفت فيه محبة الناس وحرصه على خدمتهم ويقول الشيخ عبدالمعطي كعكي رئيس نادي الوحدة سابقا عرفت محمود بيطار رحمه الله قبل أن أزامله في مجلس إدارة نادي الوحدة سنوات فعرفت فيه محبة الناس وحرصه على خدمتهم وكان بالنسبة لنا يمثل رجل العلاقات العامة الاول في مكةالمكرمة وصاحب المبادرات الخيرة مع الجميع . وبعلاقاته وخبراته ومحبة الناس له استطعنا خلال سنوات قلائل أن نبني علاقات قوية مع أفراد المجتمع وأن نخرج النادي للمجتمع بخدمات عدة لعل أبرزها تكريم الأيتام وأبناء السجناء وأسرهم . وكانت مثل هذه الأعمال محط اعجاب وتقدير الكثير من أبناء النادي ومحبيه . فاللهم أرحمه يرحمته وأسكنه فسيح جنتك . ورحل رجل العلاقات الأول بمكة أحمد صالح حلبي حينما أرثي صديقا فإنني أرثي فؤادي وأدون ألمي لفقده فمن يحزن القلب لفراقه وتدمي العين حزنا عليه هو من سكن الفؤاد بأخلاقه ومواقفه الإنسانية ومبادراته الخيرة . ومن يسكن الفؤاد وتدمي له العين ليس سوى عزيز سكن الفؤاد والتصقت محبته بجداره لاتنزع مع الأيام ولا تغيب مع الشهور والسنين . ومحمود بن سليمان بيطار يرحمه الله هو الإنسان الذي سكن أفئدة القريبين والبعيدين فكان رحمه الله قريبا من الجميع مواطنين ومقيمين ومعتمرين وحجاج . وان قلت إنه قبل أيام مضت لم تكن بالبعيدة وتحديدا يوم الاثنين الماضي كان محمود بن سليمان بيطار رحمه الله صاحب مبادرة خيرة ووقفة إنسانية لاتنسى مع ضيوف الرحمن حينما تقدم بمبادرته لتكريم الفوج الأول من حجاج الجمهورية التركية في الحفل الذي أقيم لهم إذ قدم رحمه الله بيديه هدايا متعددة لضيوف الرحمن تمثل أصالة أبناء مكةالمكرمة وحرصهم على خدمة ضيوف الرحمن . وقال رحمه الله يومها إن خدمة حجاج بيت الله الحرام وأجب عظيم وأمانة كبرى يجب أن تؤدى بصدق وأمانة وأن نكون خداما لهم . وكان رحمه الله على صلة بالكثير من أبناء المجتمع المكي وغيرهم وأذكر أن أعضاء الوفد الإعلامي التركي في موسم حج العام الماضي كانوا حريصين على زيارة العمدة البيطار رحمه الله بعد أن سمعوا عنه الكثير من الخصال الحميدة وبشخصيته المتواضعة يمثل أصالة المكي في صدق القول والعمل . لقد رحل محمود بيطار رحمه الله بعد أن قدم بيديه يوم الاثنين الماضي مجموعة من صور الحرم المكي الشريف لضيوف الرحمن لتبقى ذكرى خالدة لديهم بعد عودتهم لأوطانهم لتكون هذه الهدايا هي آخر هدايا يقدمها لحجاج بيت الله الحرام . فليرحم الله من سعى لخدمة قاصدي بيته الحرام وندعو الله سبحانه وتعالى أن يسكنه في فسيح جناته . بياري : أبناء مكةالمكرمة عرفوا فيه الخصال الحميدة ويذهب فائق بياري رئيس الهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوائف ورئيس مؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية للقول ان وفاة محمود بن سليمان بيطار رحمه الله تمثل حزنا وألما للكثير من أبناء مكةالمكرمة الذين عرفوا فيه الكثير من الخصال الحميدة والمواقف الإنسانية الكبيرة . ولعل أكثر المتأثرين بوفاته هم الأيتام والارامل الذين كان البيطار رحمه الله يمثل لهم الاب الحنون والأخ الصادق الصدوق في الكثير من المواقف . معبر: يقف إلى جوار الأرملة والشيخ والمحتاج واليتيم ويقف العمدة سامي يحيى معبر عمدة حي الرصيفة بمكةالمكرمة قائلا : أأبكي لفقد زميل ؟ أم أبكي لفقد عزيز ؟ أم أبكي لفقد أخ تعلمت منه الكثير ؟ . محمود بيطار رحمه الله لم يكن بالغريب عن الكثيرين فقد كان رحمه الله الشخص القريب من الناس البعيد عن الغرور والكبرياء زاملته كعمدة فوجدته فيه خصال التواضع مع الجميع يتعامل مع الفقير كتعامله مع الغني يقف الى جوار اليتيم والارملة والشيخ والمحتاج لم أره يوما يسعى للبحث عن مصلحة تخصه أو عمل يزيد ثراه فقد كان رحمه الله قنوعا بما رزقه الله وليس لنا سوى الدعاء له بالرحمة والغفران . فلرحمه الله ويسكنه في فسيح جناته . حلبي: حريص على متابعة أعماله للمجتمع المكي ويشير الدكتور وائل بن صالح حلبي إلى أن العمدة محمود بن سليمان بيطار رحمه الله يمثل لأبناء مكةالمكرمة أخا كبيرا وصديقا وفيا لمن حوله فقد كان رحمه الله حريصا على متابعة أعماله وخدماته للمجتمع المكي خاصة في المجال الإنساني وكان اسمه على لسان كل يتيم وأرملة وشيخ . وليس لنا في مثل هذه المواقف سوى الدعاء له بالرحمة والغفران . الأحمدي : مات عمدة العمد الرجل المكي الشهم وقال الزميل أحمد محمد سالم الأحمدي لم تكاد تهدأ قلوبنا وتجف مآقي عيوننا من فاجعتنا الكبيرة في أخينا وزميلنا الحبيب أ / عدنان أحمد باديب رحمه الله حتى تفأجأنا برزية أخرى اهتزت لها قلوبنا ومشاعرنا من جديد وهيا وفاة عمدة العمد المكيين الشيخ / محمود سليمان بيطار رحمه الله عمدة حي الهجلة هذا الرجل المكي الشهم الذي استطاع أن يعيد للعمودية مكانتها القديمة وواجباتها ومسئولياتها التي عرفت بها منذ نشأتها الأولى لا سيما لكبار السن منهم الذين عاصروا العصر الذهبي للعمد واستطاعوا من خلال عمودية البيطار إسترجاع عصرهم . و لقد عرفت العمدة البيطار رحمه الله رجلاً مكياً شهماً منذ مدة طويلة إبان عمله في أحد البنوك المحلية في مكةالمكرمة وكان الجميع يثني عليه وعلى أخلاقه الفاضلة وحسن تعامله مع الآخرين وحبه لمساعدة الناس ثم توطدت العلاقة بيننا أكثر وأكثر عندما تم ترشيحه من قبل أهالي حي الهجلة (مسقط رأسه) ليكون عمدة لهذا الحي وبحكم العمل الإعلامي تعايشت معه كثيراً ولمست فيه شهامة الرجل المكي الأصيل ومواقفه الرجولية المشرفة في مساعدة الآخرين وخاصة من هم في أمس الحاجة للدعم والمساندة حيث استطاع رحمه الله أن يوظف ما يتمتع به من علاقات إجتماعية واسعة مع رجال المال والأعمال والوجهاء والأعيان ومسئولي القطاعات الحكومية المدنية والعسكرية في خدمة الو دعم الفقراء والمحتاجين والأرامل والأيتام وحفظة كتاب الله الكريم ففي شهر رمضان المبارك اعتدنا منه تنظيمه مسابقة في حفظ القرآن الكريم لتكريم الحفظة ودعمهم وتشجيعهم على حفظ كتاب الله العزيز علاوة على إقامة حفل إفطار سنوي للأطفال الأيتام بحضور معالي وزير الشئوون الإجتماعية وعدد من الوجهاء والأعيان ورجال الأعمال ورأينا كيف استطاع من خلال هذا الحفل أن يرسم الفرحة على وجوه هؤلاء الأطفال الأيتام وهم يتناولون طعام الإفطار ويحظون بملاطفة ومداعبة معالي الوزير لهم ليشعروا ولو للحظات أن هناك من يغدق عليهم الذي هم في أمس الحاجة إليه . علاوة على الزيارات التي كان ينظمها العمدة البيطار رحمه الله لهؤلاء الأيتام وكذلك زيارة المرضى المنومين على الأسرة البيضاء داخل المستشفيات . و بفقد العمدة البيطار رحمه الله يفقد المجتمع المكي أحد رجاله الفاعلين المخلصين البارزين كما يفقد أيتام وفقراء مكةالمكرمة من كان يقف إلى جوارهم ويعمل على دعمهم ومؤازرتهم وتقديم العون والمساعدة لهم وتذكرهم عندما ينساهم الآخرون لاسيما في المناسبات الوطنية السعيدة فليرحم الله العمدة الشيخ / محمود بيطار ويغفر له ويسكنه فسيح الجنان ويجزيه خير الجزاء على ماقدم من أعمال صالحة جليلة وأن يجعل لك في موازين حسناته وأن يلهم أهله وذويه وأصدقائه ومحبيه جميل الصبر والسلوان (إنا لله وإنا إليه راجعون) .
