لما هذه الضجة حول شخصُ نستطيع أن نلقمه بضعُ من الورق النقدي , فيّسكَن ! هذا استقطاع من فكر أحد المسؤولين الذي لا يأبه بنا , منشغلُ جداً عن المواطنين الذين يفترض أن يكونوا هم شاغله . يا ترى ماذا يعلم عنا سعادته ؟ أوَ يهمه مقاطعاتنا لبضاعته الكاسدة ؟ أو يقرأ عن الأطفال الذين حُسم قدرهم بخطأ طبي ؟ أو يعلم عن الرواتب التي تصرف لأسماء وهمية بوزارته ؟ أو يقرأ هذه السطور ؟ لعله يقرأها .. ثمة أمرٍ يجهله وأود أن أجعله على علم به . المواطن الذي يسبب الضجيج , ويمتلئ الإعلام بقضاياه واحتياجاته , لا ينتظر وريقاتك الوضيعة , ينتظر حق مكفول له من الدولة , حق يشدد عليه الملك ويطلبك أن تكون أميناً عليه , المواطن ينتظر فرصة لأن ينهض , ينتظر قرار تستند عليه حياته , ينتظر يداً تأخذ بيده وتصافحه , تؤمن بما لديه من قدرات ومواهب قد تفوق عدد سنين خدمتك . أتعلم أن الدول الفقيرة والفقيرة جداً كيف التحقت بعجلة التنمية وتصدرتها ؟ كانت فقيرةُ موارد , لكنها غنية إيمانٍ بشعبها . وهذا ما نفتقده , الطموح ممتلئ في أرواح الشباب هو فقط بانتظار من يعطيه الفرصة ويقول له أصنع , سيصنع لكم طموح المواطن البسيط بلدةُ طيبة و نهضة عامرة . إلى المواطن البسيط : أن تُولد صحيفة تنتسب باسمك , هذا يعني أنه هناك من يعتني بك . يهتم لراحتك , يتحرر من عبودية المهنة التي لا تدرك ما المهنة ؟ أن تَولد صحيفة تنتسب باسمك , يعني أن تقول ما يقوله لسانك فقط , لا أن تقول ما يعدله الرقيب عن لسانك . أن تولد صحيفة باسمك , لا لأن تشغل تواجداً في الإعلام , بل لتُشغِل الأعلام بتواجدك . أن تولد صحيفة لأجلك , يعني أن هناك أيادٍ تبحث وتعمل لتحقق الإصلاح , لنغدو بموطنٍ أطيب . ( و منزلٍ مبارك ) . *انتصار الزهراني