نسمع كثيرًا عن المزادات العلنية في مختلف المجالات، إلاَّ أن مزادات الأعمال الفنية لها طابع خاص جدًّا، فمن خلال هذه المزادات زادت أهمية وقيمة تلك الأعمال الفنية المنتجة من قبل مبدعيها، وبدأنا نشعر بقيمتها المادية التي تجاوزت عشرات الملايين، والتي كنا نعتبرها نوعًا من الترف أو مضيعة للوقت عند البعض الآخر. تلك الأعمال التي ينتجها فنانون موهوبون زادت من ذائقتنا الفنية، ومن ثقتنا في أبنائنا الطلاب داخل وخارج المدرسة، لتخرج لنا أجيال تتمتع بحس فني وذائقة فنية متزنة، وثقافة بصرية ثاقبة، تساعد في بناء شخصية الفرد والمجتمع. والدليل على ذلك ما لمسته عن قرب من خلال المزاد العلني للأعمال الفنية المنتجة داخل المدارس، والتي بيعت بأسعار غير متوقعة، فقد بيعت بعض الأعمال بمبلغ ألف ريال، وأخرى بثمانمائة ريال، وهذا دليل واضح على أن هناك طلابًا ذوي إمكانيات ومواهب متعددة، يقف وراءهم معلمون متخصصون ذوي مهارة عالية، استطاعوا أن يكتشفوا ويدربوا ويعلموا أبناءهم الطلاب بصوره مميزة، وهاهم يحصدون ثمار جهودهم من خلال هذا المزاد الذي تبنى فكرته الفنان التشكيلي الأستاذ عبدالرحمن صالح عيدان، مشرف مادة التربية الفنية، وصاحب فكرة إقامة مزاد علني لأعمال الطلاب المشاركين في حفل ختام الأنشطة للمدارس التابعة لمكتب التربية والتعليم بمحافظة الحجرة، وبدعم لا محدود من سعادة مدير التربية والتعليم بمحافظة المخواة الأستاذ علي خيران الزهراني، ومن مدير مكتب التربية والتعليم بمحافظة الحجرة الأستاذ سعيد جمعان الشدوي، الذي قال إن الحفل الختامي للأنشطة الطلابية هذا العام كان مميزًا جدًّا بوجود العديد من الفعاليات من قبل الزملاء في الميدان التربوي، وكان للمزاد الذي زاد من تميز حفلنا لهذا العام والذي سيستمر إن شاء الله نهاية كل عام دراسي، وهذا ما لمسته من رغبه الزملاء في الميدان. كما ذكر الأستاذ عبدالرحمن العيدان صاحب فكرة المزاد أن الفكرة أتت من الميدان وإلى الميدان، ومن التميز الواضح لكثير من الطلاب مع معلميهم داخل المدارس، وهذا يدل على وجود مواهب كبيرة يجب أن تشجع وأن يؤخذ بيدها لترى النور أعمالها كما أن مثل هذه المزادات تزيد من تفوقهم ورغبتهم في التميز كما أن المزاد يهدف إى إعادة الثقة للمعلم والطالب فيما ينتجونه من أعمال داخل الصف، ومن خلال حصص التربية الفنية التي تعتبر من أهم المواد الدراسية التي تهتم بتنمية المواهب وصقلها، وأن هناك من يهتم لأعمالهم ويشجع مواهبهم، كما أن للحافز المعنوي والمردود المادي من خلال بيع هذه الأعمال يزيد من رغبة الجميع في العمل الجاد خلال الأعوام القادمة. وقد شكر الأستاذ عبدالرحمن العيدان جميع الزملاء في الميدان التربوي على إخلاصهم وتفانيهم في ما يقدمونه لأبنائهم الطلاب بكل أمانه وإخلاص. كما أضاف المعلم موسى دبيس والذي أمتع الجميع من خلال تعليقه على الأعمال الفنية وشرحها للجمهور بأن المزاد فتح شهيته هو وباقي زملائه لمواصلة المشوار في الأعوام القادمة في اكتشاف المواهب وتقديمها للساحة الفنية بصورة علمية ترقى لمستوى التطلعات. وكان للفنان التشكيلي الخلوق الأستاذ أحمد العويفي رأي على هذا المزاد حيث قال إن الطالب الموهوب وغير الموهوب سيتنافسون على الإبداع والإقبال على المشاركة في المزاد في الأعوام القادمة إن استمر مثل هذا، وأتمنى أن تعمم الفكرة على جميع مكاتب التربية والتعليم لكي يستفيد الجميع وأولهم الطالب ومن ثم المجتمع الذي سيزيد وعيه بأهمية ما ينتجه أبنائهم.