منافسة شرسة بين القنوات التونسية من أجل شد المشاهد في سهرات شهر رمضان، اعتمدت فيها على إنتاجها الخاص، حيث تدور الأحداث تقريبًا حول الأوضاع التي مرّت بها تونس منذ ثورة 14 يناير، وإن توخّت بعض الإنتاجات الدرامية بأسلوب سياسي على غرار ما اختارته قناة «الجنوبية» بإدارة مديرها الفنان المعروف فرحات الجويني ب»سيكتوم» هزلي خفيف على امتداد 30 حلقة تتحدث عن الثورات العربية التي أطاحت بالأنظمة المستبدة في كل من تونس وليبيا ومصر واليمن، من خلال مواقف هزلية طريفة أبطالها الرؤساء المخلوعون الذين يلتقون في مقهى المكسيك. وقد سعت هذه القناة أيضًا إلى إنتاج سلسلة من «الكاميرا الخفية» بالاعتماد على مواهب شابة تم اختيارها بدقة. وأما قناة «الوطنية1» فأكتفت بإنتاج مسلسل وحيد وهو «عنقود الغضب» تأليف عبدالقادر بالحاج نصر وإخراج نعيم بالرحومة، ويُعرض في 19 حلقة قضايا البطالة بالنسبة إلى حاملي الشهادات العليا. وتحاكي أحداث المسلسل تونس في آخر أيام الرئيس السابق. وأما أهم ما سنجده في قناة «حنابعل» هو سيتكوم «ديبانيني» لحاتم بلحاج، وهو عبارة عن سلسلة هزلية تتناول أهم الجوانب الاجتماعية التي يعيشها التونسي بأسلوب يغلب عليه الجانب الهزلي، وما كلمة «ديبانيني» باللهجة التونسية (عنوان السيتكوم) إلاّ إحالة عن السلوك السائد لأغلب التونسيين نظرًا لغلاء المعيشة وتواصل الظروف الصعبة. ونظرًا لنجاح برنامج «المسامح كريم» لعبدالرزاق الشابي ارتأت إدارة حنابعل إضافة برنامج آخر مواز للبرنامج الأصلي يحمل نفس العنوان وهو عبارة عن سلسلة فكاهية سيقوم من خلالها الكوميدي الهادي ولد باب الله وكوميديين آخرين بتقليد أغلب الشخصيات السياسية والممثلين المعروفين على الساحة الفنية. واختارت قناة «نسمة» مسلسل «لأجل عيون كاترين» وسيتكوم «دار الوزير»، فالأول أحداثه قبل 14 يناير خالي من الشعارات والسياسة والمعالجات الأديولوجية وسيحكي ما حدث في تونس بكل تجرّد على بطالة الشباب وضيق الأفق والصعوبات المادية والاجتماعية.