ثورة الربيع العربي التي أتاحت الفرصة للتيارات الإسلامية لأخذ الصدارة في الحكم في أكثر من دولة عربية، يمكن النظر إليها على أنها اقتحام جديد للتيار الإسلامي على الساحة السياسية العربية يعكس النبوءة التي قال بها عدد من الكُتاب، ومنهم الدكتور مصطفى محمود الذي يرى أن نزول الإسلام إلى الساحة سيُغيّر التاريخ، ويُغيّر النفوس ويُبدِّل خريطة المنطقة، ويتيح ما دعاه الدكتور مصطفى محمود ب"الظهور الثاني للإسلام" تواجه فيه التيارات الإسلامية الظهور الثاني لدولة إسرائيل.. المؤيد بالناب الأمريكية وبالمخالب الذرية وبالإفساد العالمي العريض في جميع محافل السياسة والصحافة والإعلام"..؟! ***** لذا ليس غريبًا أن تخشى ”إسرائيل” من المد الثوري العربي وما قد ينتج عنه على صعيد العلاقات مع الدول العربية، بل وبشأن مستقبل الكيان الصهيوني ذاته، فتزعم التيارات الإسلامية أن الثورات العربية قد تكون هي التمهيد للمواجهة الثانية التي يقول بها الدكتور مصطفى محمود، فإن هناك مرحلة انتقالية ضرورية لامتحان النفوس واختبار المعادن على مفرزة التاريخ لفرز زائف الإسلام من صحيحه، تنتهي بالتئام الجبهة العربية بعد طول تمزق. وهكذا فلا تخشى إسرائيل شيئا خشيتها لهذا اليوم الذي تلتئم فيه الجبهة العربية.. ولهذا سوف تحاول أن تفتعل حربا وتختلق صدامًا عسكريًا تعاجل فيه العرب وهم ما زالوا علي تمزقهم.. وقبل أن يجتمعوا على كلمة. وربما كان هذا هو تاريخ السنوات القريبة القادمة على الأكثر. ***** وأمام خطورة ما يمكن أن تكون عليه ردود الفعل الإسرائيلية يُصبح من الضروري أن يقوم الإسلاميون في دول الربيع العربي على بلورة أو صياغة علاقة جديدة مع الغرب والولاياتالمتحدة تحدد فيها منطلقات علاقاتها التي ينبغي أن تقوم على الاحترام المتبادل وتحقيق المصالح المشتركة مع إبراز ما تُشكِله إسرائيل من عقبة كأداء في سبيل تطوير علاقات إيجابية مع الولاياتالمتحدة ودول الغرب الأمر الذي يقتضي من واشنطن ودول الغرب بذل جهود صادقة للتوصل إلى حل عادل للقضية الفلسطينية يتواءم مع قرارات الشرعية الدولية ومجلس الأمن الدولي في هذا المضمار. وبهذا يفوت العرب على إسرائيل استدراجهم للفخ ويفوتون عليها الفرص.. فتنكشف أمام العالم ويدرك الكل أنها أصبحت الذئب وليس الحمل الذي تدعي.. "وأنها أصبحت تُجسد نفس العدوان الذي كانت تنكره.. العدوان النازي.. والعنصرية النازية والوحشية النازية التي اكتوت بها واصطلت بنارها.. عادت لتجرعها للعرب بتأييد أمريكي ومساندة أمريكية". * نافذة صغيرة: (إن الإسلام اليوم ينبثق من ظروف طاحنة ويولد من تناقضات مهلكة.. ولكنه سيكون أعمق وأكثر ثراء من إسلام الأمس لأنه سيحتوي على تطور ألف عام من المجتمعات والمعارف والعلوم والفتن والمكاره. إنه خطوة للأمام تحتاج إلى زعامات مرنة وعقول متطورة ومعارف موسوعية لتقدم إلى العالم إسلامًا مستوعبًا يضم كل الأجناس في عباءته).. د. مصطفى محمود. [email protected]