أَمَانَةْ التَوْقِيعْ

بَعد أنْ نمتْ بِذرة الفسَاد بمختَلف أنواعِها فِي قَلب بعض المؤسسات وَمع مرُور الزَمن لحقَ بالمواطِن والوَطن الكثِير مِن الضَرر ، وعَلى ضَوء شمعَة الأمَل أستقبَلنا بالفَرح الأمْر الملَكي الكرِيم رقَم أ/65 وتَاريخ 13/4/1432ه المتضمِن إنشَاء الهيئَة الوَطنية لمكافَحة الفسَاد مِن أجِل القضَاء عَليه بِكل أشكالِه ، وَبالوسائل المتَاحة التِي سُخرت للهَيئة لقَلع تِلك البِذرة المتأصِلة فِي قاعِدة كُل قِمة هَرم وزَاري ، والمتَفرعة فِي بَاقي الإدارَات ، فَهي مسئُولية عَظيمة تَتطلب ممَن أوكَلت لهُم الصِدق والأمَانة والإخْلاص ، وَبذل الجُهد المضَاعف للقضَاء عَلى شَتى أنوَاع الفسَاد ، وَتعتبر عُقود بعض المشَاريع فِي قِمة هَرم الفسَاد المالِي والإدَاري ، فَقد كانَت العُقود فِي الزَمن الماضِي بمئَات الألوفْ عِندما كَان للريَال قِيمة ، ثُم أرتفَعت تِلك العُقود لتصبِح بملايِين الريَالات ، وَفي وقتنَا الحاضِر ومَا سَبقه مِن سَنوات قَلائل مَضت غَدت عُقود المشَاريع بمئات الملايين من الريَالات ، ومُدة تنفِيذها يَجعلك تَنساها لِطول الفَترات المتفَق عَليها لنَلمس وجُودها عَلى أرْض الوَاقع ، ثُم تَسترجع الذَاكرة ذَلك المشرُوع عِندما تَقرأ عَن تَرسيتة مَرة ثانِية مَع شَركة أخْرى بِعقد آخر جدِيد !! وَمما لفَت نَظري وأفقَدني صَوابي قِراءتي لِعقد تمتْ تَرسيته بمبلَغ 99.999.999.37 ريال !!، وهُناك مِن العقُود الكثِير التِي لَا تخْلو قيمتهَا مِن الهَلل ، والغرِيب فِي الأَمر أنَه رُغم الإنفتَاح الذِي نعِيشه ، ويَعيشه العَالم أجمَع لَا يَزال البعض يعتَقدون بأَن موَاطن اليَوم الذِي يَعيش عَصر التكنُولوجيا لَا زَال يجهَل حقِيقة الأمُور التِي تَدور حَوله ، وَأنه يتمَتع بِعقلية ذَلك المواطِن البَسيط الذِي عَاش عصْر الإنغِلاق ، والقبُول بِكل مَا يتلقَاه ، فَالحمل ثقِيل بمعْنى الكلِمة عَلى كَاهل رجَال الهَيئة الوَطنية لمكَافحة الفسَاد مِن أجْل إنتزاعْ بِذرة الفسَاد وجذورَها مِن دَاخل أعمَاق كراسِي بعض المدرَاء ، فَهم يبحِرون ضِد التَيار ، والأمَل فِي داخِلهم يُرفرف بِأنْ يحقِقوا رَغبة وَلي الأَمر خَادم الحرمِين الشريفِين لِتكون البِلاد بَلا فسَاد .
هًمسه : الفسَاد كلِمة كُلها قُبح .
وَمَنْ أَصْدَقْ مِنْ الله قِيلاً {وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ}
نبيه مراد العطرجي-مكة المكرمة