تضم جامعة الملك عبدالعزيز بجدة في كلياتها وأقسامها العديدة خبرات متنوعة في مختلف التخصصات العلمية إن لم نقل في كل التخصصات العلمية العالمية دون استثناء، ومؤدى ذلك أن علماء الجامعة وخبراءها معنيون بالدرجة الأولى بدفع عجلة التنمية الوطنية في المجالات كافة في منطقة مكةالمكرمة خصوصاً وفي المملكة العربية السعودية عموماً، وتشمل هذه المجالات: التعليم والصحة والاقتصاد والخدمات العامة والصناعة والزراعة وصولاً إلى الثقافة والإعلام وسوى ذلك من المجالات التنموية الحيوية. وفي سبيل إشراك المواطن إشراكاً حقيقياً في النهضة التنموية التي تعيشها بلاده ومنطقته، لابد حق أن يكون للإعلام دور رئيس في جعل المواطن على بينة وعلم بكل ما تشهده البلاد من إنجازات متسارعة لا تتوقف في كل مجالات التنمية، وذلك في حد ذاته يمثل دافعاً لكل مواطن للمزيد من العطاء: كلٌ في مجاله وتخصصه، ويشمل ذلك القطاع الحكومي كما يشمل القطاع الأهلي على حد سواء، كما أن اطلاع المواطن على ما تحققه بلاده من إنجازات تنموية يزيد من ولائه وانتمائه لهذا الوطن المعطاء، وكما أن جامعة الملك عبدالعزيز تضم في كلياتها وأقسامها ومراكزها ووحداتها النخب العلمية ذوات التخصصات النادرة والمهمة التي تتصل بكل جوانب التنمية الوطنية، فإنها تمتلك كذلك مقومات إعلامية رصينة تستطيع أن تبرز منجزات التنمية الوطنية للعيان وتجعل المواطن على علم دائم بها وهو أمر مهم للغاية، إذ لا يعقل أن تتحقق إنجازات تأريخية غير مسبوقة في هذا العهد الزاهر، ثم يكون كثير من المواطنين في غفلة عنها. وهذه الغفلة تمثل عقبة كأداء أمام دفع عجلة التنمية إلى الأمام، وبالمقابل، فإن علم المواطن ووعيه بما تحققه وتنجزه بلاده في مجالات التنمية المختلفة سيسرّع ولاشك في دفع عجلة التنمية، ولا يتحقق ذلك إلا بوجود خطة إعلامية محكمة تتكئ على مقومات بشرية وعلمية وتقانية، وكل ذلك متوفر في جامعة الملك عبدالعزيز ولله الحمد. أما المقومات البشرية فتتمثل في إعلاميين بارزين يعملون في هذه الجامعة، منهم الأكاديميون المختصون في قسم الإعلام العريق في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في كل تخصصات الإعلام وفروعه كالصحافة والإذاعة والتلفزيون والعلاقات العامة والإعلام الجديد وسواها. وهؤلاء قادرون بحول الله وقوته على صياغة خطة إعلامية متكاملة ومنضبطة لتفعيل دور الإعلام في دفع عجلة التنمية. وقد زادت هذه الخبرات في الجامعة مؤخراً بعد افتتاح فرع الطالبات بقسم الإعلام، ويمكن للإعلاميات العاملات في هذا القسم الإسهام بفاعلية كبيرة في وضع هذه الخطة المأمولة. ومن المقومات الإعلامية البشرية المهمة التي تمتلكها الجامعة إضافة إلى الأكاديميين المتخصصين في قسم الإعلام، نخبة من الكتاب والكاتبات يمثلون السواد الأعظم من أصحاب الأقلام الذين تنشر لهم الصحف المحلية مقالات وزوايا تستأثر بجل اهتمام القراء في صحف منطقة مكةالمكرمة خصوصاً وفي صحف المملكة عموماً، وهؤلاء يعدون بالعشرات وهم مختلفو التخصص ويمثلون معظم كليات الجامعة وأقسامها، لذا فإن دوراً كبيراً يعول عليهم في نقل منجزات التنمية على قرائهم، كل فيما يخصه أو فيما يهتم به في مجالات الصحة أو التعليم أو الخدمات أو الاقتصاد أو الصناعة إلى آخر القائمة. ويمكن لهؤلاء تسخير أقلامهم لخدمة أغراض التنمية كما أسلفنا. وسوى المقومات البشرية، فإن الجامعة تمتلك مقومات فنية هائلة فلديها مجموعة من معامل واستديوهات متطورة في قسم الإعلام، كما تأسس فيها قبل سنوات مركز متميز للإنتاج الإعلامي. وكل ذلك وسواه يمكن أن يسهم في إنتاج مواد إعلامية احترافية تبث في وسائل الإعلام المسموعة والمرئية أو تنشر في وسائل الإعلام المقروءة وفي وسائل الإعلام الجديد لتظهر وتبرز منجزات التنمية بدقة واحترافية عالية ووسائل تقنية مدروسة بعيدة عن التقليدية التي تنفر الجمهور ولا تجذبه، وكل ما سبق يؤكد على دور فاعل للجامعة في تسخير الإعلام لخدمة التنمية والنهوض بها. وبالتنسيق التام مع إمارة منطقة مكةالمكرمة التي تمتلك خطة إعلامية محكمة، يمكن لجامعة الملك عبدالعزيز أن تضطلع بدور ريادي في مجال إبراز منجزات التنمية في منطقة مكةالمكرمة خصوصاً، والملكة العربية السعودية عموماً نظراً لما تملكه الجامعة من مقومات إعلامية بشرية وفنية اشرنا إليها بإيجاز، وذلك تحقيقاً لتوجيه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة الذي أكد في مجلسه الأسبوع الأول لهذا العام 1433ه مع المثقفين والإعلاميين وأساتذة الجامعات أكد على أهمية الإعلام في دفع عجلة التنمية، وعليه فسيكون محور الاهتمام لهذا الموسم من الأسبوعيات «الإعلام ودوره في دفع عجلة التنمية» إن مشروعات منطقة مكةالمكرمة التي تنفذ حالياً تبلغ الآلاف وقد يعلم المواطن عنها أو عن بعضها أو لا يعلم. وهذا يضع على الإعلام والإعلاميين مسؤوليات جساماً، ولعل جامعة الملك تضطلع بكفاءة واقتدار بدور طليعي في تسخير الإعلام لدفع عجلة التنمية.