احباط دخول 168ألف متسلل.. وإعادة المحاولة ب 200 ريال خلال 24 ساعة

كشف متسللون تم القبض عليهم على الحدود ،عن عودتهم للتسلل في اليوم التالي مباشرة بعد ترحيلهم الى بلدانهم، مشيرين الى ان ذلك لايكلفهم اكثر من 200 ريال فقط ، وذلك على الرغم من الاجراءات التى تم اتخاذها بعد احداث الحد الجنوبي مؤخرا ، فيما اكد مصدر رسمي بحرس الحدود بمنطقة جازان إحباط دخول أكثر من 168374 متسللا ، وضبط 634618 ذخائر ، و 529 أسلحة منوعة ، و7686 كلم حشيش ،و3446 مهربا ، و 29530 كجم دقيق خلال العشرة الأشهر الماضية ويعيش سكان القرى الواقعة على الشريط الحدودي مع اليمن حالة من الخوف والحذر بسبب وجود هؤلاء المتسللين بأعداد كبيرة ومراحل عمرية مختلفة، وخاصة في قرى سودانه والمروة والحضرور التي تعج بحركة غير منقطعة من المخالفين المتسللين إليها عبر الحدود اليمنية ويستخدمها المتسللون كنقاط ارتكاز وعبور، إلى باقي المناطق!!
ويستغل المتسللون القادمون إلى الأراضي السعودية التضاريس الجبلية الوعرة والقرى الحدودية المتداخلة مع بعضها البعض .ولا تتركز خطورة التسلل عبر منطقة جازان على وجود مخالفين يقصدون البلاد للحصول على فرص عمل يتربحون من خلالها ، ولكن هذه الظاهرة تتعدى ذلك حيث يلجأ اغلب المتسللين إلى طرق أخرى غير شرعية للتكسب وجلب الأموال، أقلها خطورة التسول وبيع السلع غير المطابقة للاشتراطات الصحية في الشوارع وبالقرب من الإشارات والأسواق وغيرها، بالإضافة إلى ارتكاب جرائم السرقة والقتل والنهب في أماكن كثيرة من المنطقة ،
ويزداد الشعور بخطورة هؤلاء المتسللين إلى المنطقة في ظل اعدادهم الكبيرة والتي تحولت من حالات فردية إلى جماعات يتم ضبطها بشكل يومي، ولم تعد ظاهرة التسلل تمثل إزعاجا للأجهزة الأمنية فقط ، رغم ما تبذله من جهود لمنعها، بل امتدت إلى مواطني منطقة جازان أنفسهم، الذين بات الخوف والقلق يكتسحهم على حسب قولهم نتيجة انتشار المخالفين في العديد من المحافظات والقرى والهجر بالمنطقة.
وكثرت آراء أهالي منطقة جازان حول دورهم في منع ظاهرة التسلل ، وهنا يؤكد المواطن عبدالله سفياني احد سكان محافظة العارضة الحدودية على دور المواطن في التصدي لهذه الظاهر من خلال التكاتف المشترك للمواطنين مع رجال الأمن والإبلاغ على أي مخالفين واضاف ان هذه الظاهرة باتت تسبب لهم القلق الشديد ، فيما ذكر المواطن محمد العادلي من أبناء محافظة صامطة أن رجال الأمن يقومون بحملات مكثفة تساهم في تقليل هذه الظاهرة والتي أصبحت تشكل خطرا كبيرا على المواطنين من جميع النواحي . ولوحظ أن المخالفين يعملون في العلن و اغلبهم من مجهولي الهوية، ورغم ذلك لا يكترثون كثيرا لرجال الأمن، إلا أنهم عند ملاحظتهم للدوريات الأمنية يهربون إلى داخل الأحياء . ويتجمع عدد كبير من هؤلاء المخالفين في المناطق الصناعية يعرضون خدماتهم على قاصدي الورش بأسعار زهيدة
تهريب الحشيش بالحمل
وأثناء جولتنا في إحدى القرى الحدودية ألقت دوريات حرس الحدود القبض على امرأتين طاعنتين في السن تجاوزتا 70 سنة من العمر وانتبه رجال حرس الحدود لانتفاخ بطن احداهما بصورة مريبة للشك فسألها احد الافراد عن سبب الانتفاخ فأدعت بأنها حامل !!، وعلى الفور تم استدعاء مفتشة واتضح أنها تحمل كميات كبيرة من مادة الحشيش فتم القبض عليها وإجراء اللازم .
والتقينا المتسلل عبده ضالعي يمني الجنسية في المنطقة الصناعية بجازان فقال انه يعمل منذ أكثر من 5 سنوات كهربائي سيارات باسعار زهيدة ، وقد تعرض للقبض والترحيل أكثر من مرة، ولكنه يرجع عن طريق الحدود في اليوم الثاني وبعد احداث الحد الجنوبي اصبحت الأمور اكثر صعوبة وأصبحنا نستغرق أسابيع لأجل الدخول بتكلفة تصل الى 200 ريال ، وأشار إلى أنه في كثير من المرات يهرب من قبضة رجال الأمن عند المداهمات، ويختفي عن الأنظارفي الحواري
ويقول أبكر علي متسلل يمني يعمل في بيع الفل أنه موجود في المنطقة منذ 3 سنوات، وتم ترحيله أكثر من مرة، ويعود في اليوم التالي مباشرة.ويضيف أن الجهات الأمنية تقوم بحملات ، للقبض عليهم ، وأنها بقدر ما تلقي القبض على الكثيرين، إلا أن البعض منهم يتمكن من الهرب ، مشيرا إلى أنه يقطع جزءا من المسافة مشيا على الأقدام حتى يدخل إلى منطقة الأمان ويركب بعد ذلك سيارة لا تكلفة أكثر من 200 ريال . وقال محمد اليامي مواطن ان المواطن هو السبب الأول في تزايد أعداد المجهولين والمتسللين نتيحة توفير العمل والسكن لهم مضيفا يجب ان أن يكون المواطن هو خط الدفاع الأول في وجه المتسللين كما وجه بذلك صاحب السمو الملكي النائب الثاني لمجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز.
أسواق جازان الشعبية
وتعتبر أسواق جازان الشعبية مثل سوق أبو عريش و الأحد وصبيا نقطة تجمع للمجهولين من الجنسية اليمنية، وتنتشر أعداد كبيرة منهم عند الإشارات في مداخل الأسواق ومنهم من يبيع الفل وآخرون يبيعون المياه، وأعواد السواك «الأراك «، والعطور وغسيل السيارات وأشياء أخرى كثيرة .
كما أن منهم من امتهن التسول من أصحاب السيارات الواقفة عند الإشارات، فتنتشر النسوة لطلب الصدقة، ويحمل الأطفال في أيديهم قطعة قماش بالإضافة إلى منظف الزجاج ليقوموا بتنظيف زجاج السيارات ومن ثم طلب مبلغ مالي بسيط مقابل هذه الخدمة. ويتجمع بعض هؤلاء المخالفين عند محلات قطع الغيار و السباكة والكهرباء للظفر بأي زبون قادم.
خواجي : الاستفادة من اليمنيين كعمالة موسمية
يقول الناشط الاجتماعي علي خواجي رئيس لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بمركز الشقيري ان المتسللين اليمنيين القادمين لمنطقة جازان جاءوا بهدف البحث عن عمل في المنطقة لشح الأعمال في بلدهم وهؤلاء يساهمون في تنمية المنطقة سواء في البناء أو الصيانة أو الزراعة ، وقد لمس سمو أمير منطقة جازان أهمية وجود مثل هذه العمالة فسعى مشكورا لإيجاد العمالة الموسمية من اليمن حتى يستفيد منهم أبناء المنطقة بطرق رسمية ، وقد لمسنا مقدار الحاجة لهم عندما أراد أبناء الخوبة ترميم منازلهم بعد الموافقة على عودتهم ، اذ تفاجأوا بشحّ العمالة اليمنية التي عادت الى بلدها مع قدوم شهر رمضان ، وكذلك أبناء قرية الكدمي عندما داهمتهم السيول وأتلفت العديد من منازلهم . اما الجزء الآخر فهم القادمون إلى المنطقة بهدف التهريب و التسول والسرقة وهؤلاء عالة على المجتمع ، ويجب على المسؤولين في الجهات الأمنية حث المواطنين على التعاون معهم حتى يكونوا الدرع الأول لأمن الوطن والضرب بيد من حديد على كل من يساهم في إيواء المجهولين أو مساعدة المتسللين ،وذلك بعد تسهيل إجراءات العمالة الموسمية.
رئيس الغرفة يطالب بتقنين العمالة
طالب ناصر بن عبده مريع رئيس الغرفة التجارية بجازان بتقنين العمالة اليمنية واختيار الجيد منهم للمساهمة في الارتقاء بتنفيذ المشاريع . واشار الى ان موافقة سمو النائب الثاني على العمالة الموسمية في جازان سيساهم في الحد من تواجد المجهولين ويجب على الجهات الأمنية أن تكثف من عملها بالتعاون مع الجهات الأمنية والحكومية الأخرى .
حرس الحدود يضبط 3446 مهربا و29 طن دقيق و6 آلاف لتر بنزين
أوضح مصدر رسمي بحرس الحدود بمنطقة جازان أنه تم إحباط دخول أكثر من 168374 متسللا ، وضبط 634618 ذخائر ، و 529 أسلحة منوعة ، و قنبلة واحدة و 300 ربطة سلك تفجير ، و237 زجاج وسكي خلال الاشهر العشرة الماضية . كما تم ضبط 2297412 كجم قات ، و7686 كلم حشيش ، و3446 مهربا ، و 29530 كجم دقيق ، و 21159 كجم شمة ، و 28590 كجم تنباك، و 148 كجم دخان ، و1656495 ريالا سعوديا، و 6103 لتر بنزين ، و33423 من المواشي المنوعة ، و3164,2 كجم مواد غذائية ، و31239,5 حبوب مخدرة.
وارجع ذلك الى الدعم اللامحدود الذي يجده حرس الحدود كغيره من قطاعات وزارة الداخلية والجهود الميدانية التي يقوم بها مدير عام حرس الحدود الفريق الركن زميم بن جويبر السواط وقائد حرس الحدود بالمنطقة اللواء عبدالعزيز الصبحي . واشار الى احداث قفزات تطويرية عديدة في مجال تطوير الكفاءات الوطنية العاملة من خلال الاستعانة بأحدث التجهيزات العالية لحماية حدودنا المترامية الأطراف ومراقبة وضع العابرين للحدود البرية والبحرية وتقديم خدمات التائهين و مد يد العون لحجاج بيت الله الحرام . واهاب بالمواطن وهو رجل الأمن الأول عدم التردد في حالة وقوعه في أي مأزق وأن يقوم بالإتصال على 994.