الأديب محمد خضر عريف قال: لاشك أننا فجعنا جميعًا في وسطنا الأدبي والصحافي والإعلامي بفقد علم بارز وبدر ساطع في سماء الكلمه الصادقة، وماكنت أظن أن الفلك يمكن أن يتوقف عن الدوران، عرفت «أبا عمرو» قبل 30عامًا أو يزيد، ولا أعتبر نفسي إلا واحدًا من تلاميذه الصغار مقارنة بأسماء كبيرة ممن سبقونا وأسّسوا لفن الصحافة في هذا البلد المسلم، ولم أتعلم من «أبي عمرو» فن الكتابة فحسب وإنما تعلمت منه الشجاعة والجرأة في الطرح وأن لاتأخذ الكاتب الصحافي في كلمة الحق لومة لائم، لا أتذكر أنني قرأت مقالة واحدة لأبي عمرو رحمه الله في زاويته الشهيرة الفلك يدور أو سواها إلا كان دفاعًا عن قضايا الأمة الإسلامية والأمة العربية في كل مكان، ولا أتذكر أن أحدًا يكتب بمثل جرأته وحماسته سواه بما منّ الله عليه من فصاحة اللسان وقوة اللغة وسهولة المقصد ورشافة الكلمة وصفاء العربية، لذلك كان كل ما يكتب يخرج من قلبه ليصل إلى قلوب كل قارئيه.. كان «أبو عمرو» قليل الكلام، كثير الكتابة، يؤثر أن يتيح المجال لغيره للحديث بمجالس الفكر والأدب ويتصدرها مجلس الشيخ أحمد زكي يماني، وكنت حينما أراه يحجم عن الحديث في أي موضوع وأنا أعلم أنه أعلمنا به وأفهمنا وأفقهنا وأحكمنا فيتردد في ذهني قول الشاعر: وتراه يصغي للحديث بسمعه وبفكره ولعله أدرى به واختتم عريف حديثه قائلاً: أعزّي نفسي أولاً والعالمين الإسلامي والعربي كله بفقد هذا النجم الكبير الذي أفل في فلك الصحافة والأدب.. كما أعزّي أسرته الكريمة وأصحابه ومريديه ومحبيه وهم كثر.. كما أعزّي أسرة جريدة «المدينة» التي غاب ركن من أركانها الركينة.. كما أعزّي الشيخ أحمد زكي يماني ومجلسه الفكري كله في هذا المصاب الجلل وأتمنى ان يقبله الله عنده مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.