دخلت الكاتبة زينب حفني أخيرا، وهي زميلة أتابع كتاباتها باهتمام، وقرأت لها بعض رواياتها التي حركت الساحة الأدبية بشكل مثير، دخلت في زمرة الداعين إلى الصفح والتسامح مع الرئيس المصري السابق حسني مبارك وأتباع النظام السابق. وتحدثت في مقالها بعنوان: «رسالة حكيمة» بجريدة الإتحاد الإماراتية بتاريخ 24/7/2011 عن رسالة منسوبة الى الرئيس نلسون منديلا التي تقول الكاتبة بأنها قد تسربت على مواقع بالإنترنت يُخاطب من خلالها الشعبين المصري والتونسي التي يستحضر مانديلا في مستهلها عبارة رسولنا محمد الشهيرة «اذهبوا فأنتم الطلقاء». طالباً من الشعبين المصري والتونسي التحرر من الأحقاد والتخلّي عن التشفّي، والتفرّغ للإصلاح، وتنقية الأجواء، والتعامل مع المستقبل بواقعيّة وبعيون مشرقة وعدم التوقّف طويلًا أمام تفاصيل الماضي المرير، على اعتبار أن أتباع النظام السابق في النهاية هم مواطنون واحتواؤهم ومسامحتهم تُعتبر أكبر هدية للوطن، مُذكراً بأنه كان أول من صفح وغفر عن أشرس أعدائه الذين حكموا عليه بالنفي في جزيرة نائية داخل زنزانة ضيقة لمدة تُقارب الثلاثة عقود. ورسالة مانديلا، سواء صحت نسبتها له أو لا، هي رسالة سامية قال بها كثير من الحكماء. والحكمة الكبرى التي حملها قول الرسول صلى الله عليه وسلم «اذهبوا فأنتم الطلقاء» كانت عفواً كريماً عن مقاومين للرسالة النبوية لم يظلموا إلا أنفسهم بإصرارهم على الكفر حتى تبين لهم الحق فدخلوا في الإسلام أفواجا. وأنا مع هذا العفو من حيث المبدأ، وقد تناولت الحدث عنه في أكثر من مقال سابق، إلا أنني لا أشك في أن الكاتبة توافقني بأنه يجب أن يتحقق في هذا العفو شروط يتحقق من ورائها العدالة للشعب المصري، وعلى رأسها: - أن لا يكون هؤلاء قد تلوثت أيديهم بدماء شهداء الثورة الذين خرجوا ينادون، سلمياً، بالتغيير وحرية الكلمة وطلب الكرامة للشعب المصري. فهؤلاء يجب أن يحاكموا أولاً .. وإذا ثبت عليهم الجرم فعندها يمكن للشعب المصري أن يصفح ويعفو ويسامح .. أو أن يتمسك بالقصاص العادل إذا رأى مناسبة ذلك، فالشعب المصري هو صاحب القرار الأخير. - أما أولئك الذين امتدت أياديهم للمال العام فأمعنوا فيه نهباً وكوّنوا ثروات غير مشروعة فلا أقل من إعادتها إلى مُلاكها الشرعيين .. وهم الشعب المصري. أما العفو عنهم دون مقابل فهو جل ما يرجوه هؤلاء الذين سيتبعون ما نهبوه في الخارج، بينما يكون الشعب قد حرم من تلك الأموال التي أكلها هؤلاء بالباطل. فلا أقل إذن من أن يدانوا – إذا ثبت عليهم الجرم – وتصدر عليهم الأحكام المناسبة. فإذا أعادوا ما نهبوه فإنه يمكن عندها وقف تنفيذ الأحكام، إذا ما رأى الشعب المصري ذلك، والاكتفاء بما لحقهم من هوان ومهانة وما جلبوه على أنفسهم من سوء السمعة التي ستظل تلاحقهم جراء ما ارتكبته أيديهم إلى نهاية العمر. كل أملنا هو أن لا يقفز إلى حكم مصر متسلقون على أكتاف الثوار، وأن لا تنجر مصر إلى حرب أهلية تغذيها عناصر مدسوسة. ونرى أن تحقيق العدالة الحقة هو الهدية التي ينتظرها الشعب المصري، وهو ما سيجعل المصريين فخورين حقاً بالثورة التي أشعلها شبابهم .. أما غير ذلك فإن الثورة ستكون ناقصة لم تحقق أهدافها .. وأولها القصاص العادل ممن سقوهم الفقر والفاقة في أرض تعج بالخيرات كانت يمكن أن تتحول إلى نمر عربي لا يقل عن النمور الآسيوية. وهو ما سيتم قريباً إن شاء الله إذا واجهت الثورة المصرية التحديات التي أمامها، وقفزت فوق ما يحاك لها هنا وهناك من مؤامرات. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain