المواطن وهاجس السكن

استبشر المواطنون خيراً عندما صدر قرار مجلس الوزراء الموقر قبل فترة بإلغاء شرط تملك الأرض للتقديم على صندوق التنمية العقارية للحصول على قرض سكني لبناء منزل الأحلام.. وإمكانية التقديم عن طريق الموقع الإلكتروني للصندوق دون العناء إلى مراجعة فروعه والانتظار وسط الزحام الشديد.. وتوحيد القرض في جميع مدن المملكة ليصبح (300) ألف ريال، قبل أن يتم أيضاً رفع قيمة الحد الأعلى للقرض إلى (500) ألف ريال.. كل ذلك كان محل سعادة وفرحة وبهجة المواطنين الذين لم يسبق لهم أن تقدموا بطلب القرض بسبب عدم حصولهم على منح سكنية من الدولة لتأخر عمليات توزيع المنح من أمانات المناطق والبلديات الفرعية.. ولعدم استطاعة هؤلاء المواطنين من أصحاب الدخل المحدود من شراء قطعة أرض لتقديم قرض عقاري عليها.. وذلك نظراً لظروفهم المادية الصعبة جداً.
ولكن تأخر مسؤولي صندوق التنمية العقارية في إعمال قرار مجلس الوزراء ومرور أكثر من ستة أشهر على صدور القرار دون تفعيل واستقبال لطلبات المواطنين.. ربما يكون قد بدد أحلام الآلاف من أبناء هذا الوطن في مختلف المناطق الذين استبشروا خيراً بإلغاء شرط تملك الأرض للحصول على قرض سكني.. فالغالبية العظمى من المواطنين لا يملكون مساكن خاصة لهم لعدم قدرتهم على البناء وتوفير منازل لأسرهم وأبنائهم.. وفي نفس الوقت يعانون من مشكلة الإيجارات وتحديداً إيجار البيوت والمنازل السكنية.. والجميع يدرك حجم المعاناة التي يعانيها كل رب أسرة وكل شاب متزوج لا يملك منزلاً يؤويه ما يجعله يتنقل من مكان لآخر بسبب مشاكل الإيجار التي لا تخفى على أحد.. واليوم فإن حلم امتلاك المنزل هو هاجس كل مواطن سعودي.. وما نتمناه ويتمناه كل مواطن هو أن يتم الإسراع بتفعيل القرار تنفيذاً لتطلعات ولاة الأمر - حفظهم الله - وتحقيقاً لآمال وطموحات الآلاف من المواطنين.