شدّني الخبر الذي قرأته مؤخراً عن مقاضاة إحدى المبتعثات السعوديات بالولايات المتحدة بسبب ما ذكر من تصرّفها بالبصق عند خروجها من أحد متاجر “وول مارت” مما وصف بأنه يندرج تحت التصرفات العنصرية. لابد وأن نتناول مثل هذه المواضيع بكل صراحة وشفافية فمثل هذه الظواهر والسلوكيات إن حصلت فهي مستهجنة ومرفوضة وغير مقبولة دينياً وسلوكياً واجتماعياً.. فنحن خير أمة أخرجت للناس وديننا الإسلامي الحنيف دين أخلاق وسلوك وتعامل، والمبتعثون يفترض أن يكونوا سفراء لوطنهم بالخارج بما يعكس الصورة المشرقة لدينهم ووطنهم. فالدولة تبتعث من خلال برنامج خادم الحرمين للابتعاث الخارجي عشرات الآلاف من الطلاب والطالبات للدراسة في جامعات أوروبا وأمريكا واستراليا وكندا وبعضهم ما زال في سنّ مبكرة وآفاق فكرية وسلوكية محدودة.. والكثير يجهلون قوانين وتعليمات الدول التي يبتعثون إليها مما قد يوقع البعض منهم في أخطاء وتصرفات يجهلون عواقبها ومحاذيرها، وقد يطالون تحت حكم القانون بعقوبات قد تصل إلى السجن لسنوات طويلة ولدينا أمثلة كثيرة.. بالإضافة إلى ما يترتب على ذلك من جهد ووقت ومال تبذله سفاراتنا وملحقياتنا الثقافية لمعالجة ومتابعة هذه القضايا أمام المحاكم مما يشغلهم بدرجة كبيرة عن هدفهم الأساسي المتمثل في متابعة التحصيل العلمي للمبتعثين. أعتقد بأن الحاجة ملحّة لتنظيم دورة للمقبولين في برنامج الابتعاث الخارجي يمكن أن يطلق عليها “دورة إعداد وتأهيل المبتعثين” تعقد لمدة أسبوعين على الأقل يخضع خلالها المقبولون لدراسات تخصصية في السلوك والتعامل، كما تتضمن شرح قوانين وأنظمة الدولة المستضيفة للمبتعث مع تقديم أمثلة ونماذج لحالات محظورة والعقوبات التي تترتب عليها فيما يختص بالتعامل الاجتماعي والسلوكي ويمكن الاستعانة بدعوة مختصين بالدولة المستضيفة للمبتعث لإلقاء محاضرات ضمن إطار هذه الدورة وذلك بالتعاون مع السفارات والقنصليات ذات العلاقة، كما لا ننسى ضرورة تطعيم هذه الدورة بمحاضرات تتعلق بالجانب الأمني وطرق السلامة وكذلك الجانب السياسي بعرض أوجه السياسة الخارجية للمملكة. إن مثل هذا الاقتراح من شأنه أن يبين لأبنائنا الطلاب والطالبات وهم ذاهبون إلى مجتمعات غريبة عنهم قوانين وأنظمة الدول التي يبتعثون إليها مما قد يجنبهم الوقوع في المحظور.. كما يساهم في توسيع مداركهم السياسية والأمنية ليكونوا حقاً سفراء مشرّفين لدينهم ومليكهم ووطنهم بالخارج.. رسالة صادقة إلى وزير التعليم العالي. [email protected]