حضرت “الإنسانية” في أصعب الظروف، واختفت للأسف في الكثير من الأوقات عن فناني المملكة، عندما أصيبت “الحبيبة جدة” بالكارثة الثانية وهي “السيول”، والتي تسبّبت في ضرر الكثير من الأسر وإصابة وفقدان الكثير، وهنا يأتي دور الفنان السعودي، ويأتي دوره الإنساني ودور القيم الاجتماعية، وكان المجتمع على أمل أن يجد من بين أبناء الوطن المخلصين أولئك الفنانين الذين طالما هتفوا باسمهم، واستمتعوا بسذاجتهم، واستمعوا لأصواتهم النشاز، ولكن صدمة كبيرة بغيابهم واختفائهم فجأة، ولكن كما يقال “الدنيا لسه بخير”، فهناك العديد من النماذج المشرّفة للفنان السعودي، وهم نماذج تفاعلت مع الحدث الإنساني، واستطاعت أن تعطي صورة إيجابية للمجتمع بوجود أمثالهم، فوجود “سفير النيات الحسنة” الفنان أو لنقل “المواطن” فايز المالكي ومشاركته منذ اليوم الثاني (من كارثة جدة) في مساعدة المحتاجين وإيصال الأغذية لهم وتزويد المتطوعين بالمؤن وسيارات نقل الأغذية والسهر حتى الصباح في مساعدة المحتاجين، ضرب أروع الأمثلة في إنسانية الفنان الحقيقي، فلم يختفِ أو يغادر خارج الوطن أو يعود لإكمال تصوير مسلسله، بل ترك أهله وأطفاله وسكنه وتواجد بين أهله في جدة وإخوانه ووقف بجانب كل محتاج، وقد لقي ذلك صدى واسعًا لدى المسؤولين والمجتمع وحتى على المواقع الإلكترونية. فايز المالكي الذي أشغل الناس بفنه ونبل أخلاقه قال ل “الأربعاء”: مشاركتي في مساعدة إخواني المتضررين من سيول جدة تجسّد واجبًا إنسانيًا واجتماعيًا للمساهمة في المساعدة في استقرار الأسر التي تضررت من جراء السيول التي داهمتهم وأنا لم آتِ إلى جدة إلاّ كوني جنديًا سعوديًا برتبة “مواطن” مخلصًا للوطن. وأضاف: الفن هو وسيلة لمساعدة المحتاجين ولا بد من العمل بجدية أكثر للتغلب على الظروف التي حدثت في جدة والتي يواجهها أصحاب الحاجة ولا بد أن يكون للفنانين دور إيجابي وأعتقد أن الدور الاجتماعي أصبح مهمًا لأنه جزء من العمل العام ويجب على المشاهير سواء كانوا لاعبين أو فنانين أو من يعملون في المجالات المختلفة بأن يكون لهم دور إنساني اجتماعي، موضحًا أن العديد من النجوم العالميين يسهمون بفعالية في تخفيف العبء عن كاهل المنكوبين، مشددًا على أهمية الوقوف بجانب المتضررين. وزاد المالكي: إن العمل التطوعي في مثل هذه المواقف واجب وطني ويجب على الجميع أن تكون لديهم المبادرة للمساهمة في جهود عمل الخير لرفع المعاناة عن المتضررين من أهل جدة، ووجودي بين جميع إخواني وأبنائي وبناتي وحتى آبائي ليس بصفتي الفنان إنما جاءت هذه المبادرة من شعوري الإنساني الذي يفرض عليّ ذلك فالأعمال الخيرية هي الباقية للإنسان فهناك العديد من الأسر في حاجة لمد يد العون لهم وتقديم المساعدة العاجلة لرفع معاناتهم، ولا أخفيكم أن شباب جدة قد لفتوا انتباهي بما قاموا به من دور كبير في إغاثة المنكوبين فوالله إنني أشعر بالفخر والاعتزاز عندما أرى هؤلاء الشباب وهم يساهمون في العمل الخيري وهذا ينمّ عن وعي وسلوك حضاري رائع في إغاثة المتضررين وأستطيع أن أصف هؤلاء الشباب بالبواسل وأتمنى كما هو مأمول أن يستمر هذا العطاء والإخلاص من قبل رجال الأعمال في جدة والمساهمة في العمل الخيري التطوعي. وعن المشاهد التي أثّرت فيه عند نزوله في قلب الحدث، قال المالكي: لا أستطيع الوصف.. فما رأيته كان عجيبًا ولا أستطيع أن أتخيّله ولكن هذا قضاء الله وقدره وثقتنا كبيرة في ولاة الأمر في تسهيل جميع العقبات ومحاسبة المتسببين في الكارثة فخادم الحرمين الشريفين قد أمر بمحاسبة المقصرين كائنًا من كان وهذا ما ستتولاه قيادتنا بإذن الله تعالى. وعن الإصابة التي لحقت به أثناء أداء الواجب، قال: كل شيء فداء لهذا الوطن الغالي وكانت الإصابة عندما كنت أحمل الكراتين وأكياس الرز فسقطت على رجلي وتعرضت لكدمة بسيطة وصحيح أنها كانت موجعة لكن تحاملت على نفسي وعدت وأكملت واجبي. من جهة أخرى كشف المالكي ل “الأربعاء” عن انتهاء خلافه تمامًا مع زميله ورفيق دربه الفنان حسن عسيري وقال: أحمد الله بأنني لا أحمل في قلبي مثقال ذرة على أحد مهما كانت الاختلافات والخلافات لأني أحب الجميع وأحب أن يحبني الجميع والصلح الذي تم بيني وبين الفنان عبدالرحمن الخطيب هو أساسًا واجب علينا ولكن الحمد لله وأما صديقي حسن عسيري فاختلافي معه كان في مجال العمل وليس هناك أي أمور شخصية وقد حصل بيننا اتصال وعالجنا بعض الأمور بشكل ودي وانتهى الخلاف وأقدم اعتذاري لأي شخص أخطأت في حقه من الوسط الفني أو خارجه فأنا فتحت صفحة بيضاء مع الجميع. ونفى المالكي علمه بمشاركته عسيري أحد الأعمال الرمضانية المقبلة وقال: لا علم حتى الآن بأني ضمن الأسماء المشاركة في أي عمل مقبل فأنا لدّي العديد من المشاركات المقبلة واعتقد أن جدول الأعمال مليء جدًا. وحول وجود اسمه على طاولة المناقشات لإعداد مسلسل “بيني وبينك” المقبل قال: طاقم العمل المتواجدين فيه حاليًا فيهم الخير والبركة وأشكر كل من اقترح اسمي ولكن أرى أن لكل حادثة حديث. وحول الصلح المقبل بينه وبين المخرج عبدالخالق الغانم، أوضح المالكي أنه لن يختلف مع أحد مهما كان ربما هناك اختلاف في وجهات النظر لكن أن يتطور الاختلاف إلى خلاف فهذا أمر مرفوض بالنسبة لي فجميع الفنانين اخوة لي ولن أسمح بدخول المشكلات بيننا. وأشار المالكي الى أنه ينتظر التعميد من التلفزيون السعودي للبدء للتحضير لمسلسل “سكتم بكتم2” والذي سيكون استكمالًا لمناقشة العديد من القضايا المهمة في المجتمع وسأسعى من خلاله وبصورة دائمة وبرغبة أكيدة إلى تقديم كوميديا حقيقية وهادفة تفيد الجمهور وتخدم المجتمع وأيضًا تضيف إلى رصيدي وما يشجّعني على ذلك ويجعلني متفائلًا بالنجاح هو وجود روح الفريق الواحد التي تسيطر على الطاقم الفني والممثلين بالعمل فكل الممثلين يتمنّون النجاح وتقديم الأفضل وبالنسبة للمخرج فسيكون محمد العوالي الذي قدّمت معه عددًا من الأعمال الناجحة مثل “أحلام رابح” و“بيني وبينك” الجزء الأول.