سُئل أحد الأخيار: ما أفضل شيء تقدّمه إلى ابنك؟ فرد قائلاً: الصحبة الصالحة. ولو تأمّل كلٌّ منّا أبناءه من حوله، بل لو تأمّل الشباب أنفسهم ما أفضل ما يمكن أن يحصلوا عليه، فأعتقد أن كثيرًا منهم سيقول: نتمنّى أن يكون لنا أصدقاء صادقون، فالصديق الصدوق هو عملة نادرة اليوم، بل قديمًا في التراث ذكر أن هناك ثلاثة أشياء ليس لها في الحياة وجود وهي: الغول، والعنقاء، والخل الوفي. فالصاحب ساحب، كما يُقال! وكثيرًا ما نسمع عن أن من أكثر الأسباب التي تؤدّي إلى الجرائم اليوم هي الصحبة الفاسدة، فالإنسان بمفرده ضعيف، لكن مَن حوله يعملون على مساندته، سواء كان ذلك في طريق الخير، أو طريق الشر، وتتنوع هذه الجرائم، فمنها القتل، والسرقة، والاغتصاب، وتعاطي المخدرات، وترويجها، غير أن طريق المخدرات من أكثر الطرق التي تفتك بالشباب. فمَن يسلك هذا الطريق فهو لا يقضي على نفسه فقط، بل يقضي على مَن حوله أيضًا، بغض النظر عن هوية مَن حوله، سواء كانوا من أسرته، أو أصحابه، أو زملائه في العمل، فطريق المخدرات طريق مرعب وخطير، فبدايته تأتي من خلال الأصحاب، والتجربة، وقيام ذوي النفوس الخبيثة ممّن يدّعون بأنهم أصحاب، باستغلال مواقف إحباط وظروف سيئة؛ بدعوى أن مثل هذه السموم تساهم في تخفيف هذه الظروف، فيبدأ الأمر بتجربة، ثم ما يلبث أن يتطوّر إلى إدمان، وقد يتجاوز مرحلة الإدمان ليصل إلى الترويج. طريق الإدمان طريق مرعب، فتأثيره يمتد لآخرين، فمَن يتعاطى المخدرات لا يتعاطها وحده، بل يحرص على أن يتعاطها مع آخرين، فهو قد يغري أبناءه، أو زوجته، أو حتى والديه، فهو طريق لا يدمّر الفرد فقط، بل الأسرة والمجتمع. والتعافي من المخدرات أمر ليس مستحيلاً، غير أنه ليس سهلاً أيضًا، فمن يمشي في هذا الطريق، ويقع في هذا المستنقع، فستكون عواقبه خطيرة ومدمرة، وتؤدّي إلى التهلكة. فالحذر.. الحذر.. من الاقتراب منه، فهو سلاح فتّاك مدمر، وآفة خطيرة تعاني منها كثير من الدول. نسأل الله أن يحمينا وأبناءنا من هذا الداء. تنويه: لخطأ فني غير مقصود نُشرت في عدد أمس الأول الجمعة صورة الكاتب الأستاذ إبراهيم محمد باداود على مقال المهندس صالح حفني، المعنون ب“شركة المياه الوطنية.. الخصم والحكم”؛ لذا لزم التنويه، والاعتذار من الكاتبين الكريمين.