مسافرون يعترضون على رسوم مطار الملك عبدالعزيز ويصفونها ب “الجباية”

أبدى عدد كبير من المسافرين المغادرين والمستقبلين لذويهم وأهاليهم عبر مطار الملك عبدالعزيز استياءهم من الرسوم المفروضة مقابل دخول وخروج السيارات من وإلى المطار، الذي تم تطبيقه في الأشهر الماضية على خلفية تعاقد المطار مع إحدى الشركات الوطنية المستثمرة. واعتبر عدد من المواطنين في حديثهم ل «المدينة» عدم نظامية هذه الرسوم المالية مطالبين بإلغائها، حسب حديث عدد من المواطنين من بينهم حمد الدوسري وخالد السهلي وحسين خياط الذين التقتهم «المدينة» بصالة المغادرة بمطار الملك عبدالعزيز، حيث أكدوا عدم نظامية هذه الرسوم المفروضة على قائدي السيارات أثناء إيصالهم للمغادرين، خاصة أنه لا يوجد نظام يجيز تحصيل أية رسوم نقدية من المواطنين أو المقيمين إلا بنظام يدرس من قبل الجهات الرسمية والتشريعية، معتبرين ما قامت به الجهات المعنية بمطار الملك عبدالعزيز لا يستند إلى أنظمة شرعية بل هو جباية يأخذها المستثمر بمباركة القائمين على مطار الملك عبدالعزيز.
10 دقائق
واعتبر السهلي أن مدة 10 دقائق، التي خصصت مجانًا لذوي المسافرين لتوديعهم أو إيصالهم غير كافية مطالبا بزيادة المدة الزمنية. وتساءل المواطن صالح الواكدي عن نظامية هذه الرسوم، مؤكدا أنه ومن خلال زياراته لعدد من الدول العربية والأوروبية لم يواجه في مطاراتها أي متاعب في هذا الشأن، مبينا أنه وللدلالة على نظامية هذه الرسوم فإنه لم يتم تطبيقها على المغادرين عبر الخطوط الأجنبية. وفي السياق ذاته أبدى عدد من موظفي القطاعات العاملة بمطار الملك عبدالعزيز تخوفهم من إلزامهم بهذه الرسوم إثر بوادر المميزات التي خصصت للموظفين الراغبين بالحصول على مواقف تتميز بالمظلات الواقية من خلال دفع رسوم الاشتراك، وفي هذا الصدد أكد أحد الموظفين العاملين بأحد القطاعات بالمطار أنه يوجد بعض الموظفين يدفعون رسوما شهرية لا تتجاوز 150 ريالًا، نظير استخدام المواقف الغربية المظللة، أو مبلغ 100 ريال شهريًا نظير استخدام المواقف الشرقية غير المظللة في الصالة الجنوبية، أو مواقف الموظفين في الصالة الشمالية، نظير استخدام المواقف لعدد إجمالي من الساعات وقدره ألفا ساعة في السنة أثناء ساعات الدوام الرسمي، فيما يلزم غيرهم من الموظفين الذين لا يدفعون رسوم الاشتراك المذكورة بإيقاف سياراتهم في مواقف لا توجد فيها مظلات.
القضاء على العشوائية
من جهته أكد خالد الخيبري المتحدث الرسمي للهيئة العامة للطيران المدني أن الهيئة تهدف بتوقيع مثل هذه العقود مع مستثمر مواقف المطار هو نشر (ثقافة التنظيم) والقضاء على العشوائية، التي كانت تحدث من قِبل بعض المواطنين في السابق ولضمان سهولة حركة المركبات أمام صالات المغادرة والقدوم، وعدم عرقلة الحركة المرورية أمام المسافرين المغادرين والقادمين، مؤكدًا أن الخدمة التي يقوم بها المستثمر ساهمت في عمليات تعديل وتحسين المسارات أمام البوابات لتسهيل الحركة وتقديم أفضل الخدمات، رافضا إطلاق جملة (فرض رسوم) وإنما بحسب حديثه هي «خدمة» يقوم بها المستثمر بمقابل تبدأ من ريالين فقط في الساعة للمواقف غير المظللة في المواقف الجنوبية، وثلاثة ريالات للمظللة الواقعة في الساحة الغربية و5 ريالات للمواقف المقابلة لصالة المغادرة، التي لا تبعد عن الصالة سوى عدة أمتار، وتم منح فترة سماح تصل إلى 10 دقائق انتظار مجانًا في مواقف السيارات، أمام صالات المغادرة، حيث يمكن لذوي المسافرين وداع عائلاتهم وذويهم لدى صالة المغادرة لفترة تكفي لإيقاف المركبات للمغادرين أو المسافرين دون دفع رسوم للوقوف.
تطوير المواقف
أما بخصوص المواقف فقد تم تطويرها بحيث تسع المسارات الواقعة أمام صالة المغادرة إلى حوالى 70 سيارة، بحيث يكون في كل مسار 4 سيارات في آن واحد، بالاضافة إلى أنه تم استحداث مواقف جديدة تستوعب 900 سيارة لا تبعد عن صالة المغادرة سوى 200م، ومن أبرز الخدمات الجديدة التي تواكبت مع هذا التطوير المراقبة الإلكترونية، من خلال ضمان كشف أي حادثة سرقة أو حادثة أخرى لا سمح الله، بالاضافة إلى أن الشركة المستثمرة للمواقف ملتزمة بالتأمين على جميع السيارات، التي تستفيد من خدمة هذه المواقف بحيث إنها تقوم بتعويض ملاك هؤلاء السيارات في حالة تعرضها للحرائق أو السرقة وما شابه ذلك من بنود التعويض المتعارف عليها، أما صالة الاستقبال فتم زيادة سعة المواقف فيها من حوالى 2000 موقف إلى 4500 موقف، وأما المواقف الخاصة فهي بخمسة ريالات وهي مراقبة الكترونيا وشاملة للتأمين وقريبة من الصالة.
17 ألف سيارة
وقال إن الإحصاءات تبين أن ما يقارب 17 ألف سيارة يوميًا تتجه إلى مطار الملك عبدالعزيز تبين من خلالها أن 56% منها لا يتم إلزامها بدفع رسوم، نظرًا لعدم تجاوزها مدة 10 دقائق، مما يؤكد أن التنظيم الجديد ساهم في القضاء على العشوائية والازدحام والوقوف الخاطئ من قبل قائدي السيارات الذي كان يتزامن في الماضي، بالاضافة إلى أنه تم رفع عدد مواقف السيارات التي تخدم الصالة الجنوبية، وتطوير مرافقها وطرقاتها للسماح للمركبات بالتحرك بمرونة أكثر، مضيفا أنه تم إنشاء صالة جديدة للمعتمرين في الصالة الشمالية، يتم فيها استقبالهم من قبل الشركات المتعهدة. وتم تزويده بصالة مكيفة ومكاتب لشركات العمرة ومواقف لنحو 79 باصا. وبخصوص إمكانية فرض رسوم مالية على سيارات الموظفين نفى الخيبري وجود توجه جديد بهذا الشأن، مبينا انه توجد مواقف مجانية لسيارات الموظفين العاملين بالمطار، مبينا انه توجد مواقف تتميز بالمظلات وهي بمقابل نظير، فيما توجد مواقف مكشوفة مجانية وهي كافية لاستيعاب جميع العاملين بالمطار بجميع القطاعات.