قال المستشار بالديوان الملكي الشيخ عبد المحسن العبيكان : إن قضية دخول مواطنين سعوديين او عربا او مسلمين للولايات المتحدة ،وخضوعهم لجهاز يكشف كل تفاصيل الجسم ويظهر العورة ،الرأي الشرعي فيه للجنة الدائمة للافتاء ،هي المختصة بهذا الأمر . وعن رأيه قال الشيخ العبيكان: «ليس لي رأي في هذه المسألة بل الرأي الشرعي للجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء وهيئة كبار العلماء» ويرى الخبير في المجمع الفقهي الدولي واستاذ الدراسات المدنية في كلية الملك فهد الامنية الدكتور محمد النجيمي ان خضوع المسلم او المسلمة لجهاز يكشف العورات اثناء دخول الولاياتالمتحدة لابد من النظر إليه من خلال عدة زوايا: اولا: المسلمون المقيمون في امريكا او يدرسون بها ،او من يقيمون اقامة دائمة او شبه دائمة فيها ،فهم مضطرون او محتاجون لدخول امريكا ،ومن ثمّ لا حرج عليهم في الالتزام بالتعرّض لجهاز كشف جسم الانسان ،لان هذا من باب أخف الضررين ،فإما أن يبقوا خارج امريكا وسيلحق بهم ضرر شديد او يدخلوا ويلتزموا ،وأرى ضرورة الدخول للحاجة . ثانيا: الذين يحتاجون للدخول الى امريكا للعلاج او لدراسة او لتجارة لابد منها ،هؤلاء عليهم الالتزام بالانظمة من باب ارتكاب أخف الاضرار. ثالثا: من يريدون الذهاب للسياحة والتنزه والتجوّل او قضاء مصالح كمالية فأرى أن هؤلاء لا يجوز لهم الذهاب وتعرض انفسهم لكشف عوراتهم دون الحاجة لذلك ،فهم لا يقع عليهم اي ضرر لو لم يذهبوا .وقال الدكتور محمد النجيمي : إن من حق أي دولة ان تتخذ الاجراءات التي تحافظ بها على أمنها واستقرارها ، ولكن مع مراعاة حقوق الإنسان ،التي كفلتها الاديان السماوية والمواثيق والاعلانات الدولية لحقوق الانسان ،واعتقد أن بإمكان الولاياتالمتحدة ان تتجنب هذه الطريقة التي تهدر حقوق الانسان ،والتي تؤدي لكشف العورات ،وتتّبع وسائل أخرى أكثر تحضّرا ،وتوافق مع الأديان ومواثيق حقوق الانسان ،أما في حالة اتّباعها هذا الامر واطلاقه فان هناك دولا أخرى سوف تقوم باقتفاء أثر الولاياتالمتحدة وتمارس اهدارا لحقوق الانسان ،وعلى رأسها الكيان الاسرائيلي ،وتمتهن الحقوق الانسانية ،وتدعي ان ذلك من حقها ،طبقا للسيادة الوطنية ،وبالتالي سيفتح الباب على مصراعيه لإهدار حقوق الانسان . وأكد د. النجيمي أن هناك قانونيين في الولاياتالمتحدة انتقدوا هذه الاجراءات المخالفة وهذا الاسلوب في التفتيش ،ووصفوه انه ينتهك حقوق الانسان. الدكتور سعود الفنيسان عميد كلية الشريعة بالرياض سابقا قال : انه لا يجوز ان تنتهك عورة المسلم المغلظة سواء في دولة اسلامية او غير اسلامية. واضاف: إن هذه الاجهزة التي تستخدم للكشف الدقيق على المسافرين من الممكن ان يتم الاستغناء عنها والوصول الى اجهزة أخرى لا تنتهك عورة الانسان وبذلك يتم تحقيق حفظ الامن لتلك الدول دون ان يتم استخدام هذه الاجهزة التي تقوم بانتهاك العورات وتكشفها فالعورة المغلظة لا يجوز لأحد ان ينظر اليها الا من كان يحلّ له ذلك كالزوجين مثلا.