استطاع الدكتور منصور بن عبدالعزيز الدعجاني أن يحقق مكانة علمية عالمية متميزة من خلال ما قدمه من اختراعات وأبحاث في تقنية الاتصالات، حصل من خلالها على ثلاث براءات اختراع من مكتب البراءات الأمريكية، حيث كان يدرس لنيل درجة الدكتوراه من جامعة كاليفورنيا بلوس انجلوس. ويعمل الدكتور الدعجاني حاليا أستاذاً مساعداً بقسم هندسة النظم بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن ومديراً لمركز بحوث الاتصالات وتقنية المعلومات بالجامعة وأميناً عاماً لمجلس الجمعية السعودية لتطوير ونقل التقنية. التقته «المدينة» لتتعرف على مشواره العلمي، وأبرز ما قدمه للعالم في عالم الاتصالات، وما هي المعوقات التي تواجه المخترعين والمبدعين، من أجل تحقيق طموحاتهم العلمية.. وفيما يلي نص الحوار: **ما هو مجال أبحاثك واختراعاتك بالتحديد؟ - خلال مرحلة الدكتوراه في الولاياتالمتحدةالأمريكية شاركت في بحوث علمية متقدمة في مجال هندسة الاتصالات ومعالجة الإشارات. واستطعت وبفضل من الله تطوير نظم جديدة لتحسين مستوى أجهزة الاتصالات اللاسلكية تحديداً. ولذلك تقدمت بثلاث براءات اختراع من خلال هذه البحوث عن طريق مكتب البراءات الأمريكية. والحمد لله تم قبول وتسجيل جميع هذه البراءات والاعتراف بها. **ما هي الهيئة التي أشرفت على اختراعك أو أبحاثك، وهل سجلت أحدها بالمملكة؟ - تم تسجيل البراءات الثلاث عن طريق مكتب الحقوق الفكرية بجامعات كاليفورنيا والذي يتولى تسهيل مهمة التسجيل والتنسيق مع مكتب البراءات الامريكية، ولديه شبكة متميزة من المحامين والمسوقين وخبراء الحقوق الفكرية. وهذا مما يسهل كثيراً على الأشخاص مهمة تقديم براءات اختراع. ونتمنى دائماً أن نصل إلى هذا المستوى من العمل البناء والمؤسسي في عملية تسجيل براءات الاختراع. **حدثنا عن أبرز اختراعاتك أو أبحاثك، وما هي أحدثها؟ - عملت على الكثير من المشاريع التطويرية. لا أقول أنها جميعاً ابتكارات ولكنها محاولات على الأقل لتوطين ونقل وتطوير التقنية في وطننا الغالي. فأنا من أشد المؤمنين بأن الاكتفاء الذاتي في ما يتعلق بالتقنيات الحديثة أمر ذا أهمية بالغة وهو أحد أهم الأسباب في بناء وطن قوي بكل ما لهذه الكلمة من معاني. وهذا ما نشهده هذه الأيام من اهتمام بالغ من حكومتنا الرشيدة بان يكون لهذا الوطن بصمة متميزة في مجال العلوم والتقنية وبناء اقتصاد قوي مبني على المعرفة. ومن أمثلة المشاريع الجاري العمل عليهاً حالياً؛ العربة الالية «أسد -1» والسجادة الإلكترونية، والقفاز المتحدث وغيرها الكثير. وقد تقدمت مؤخراً بطلب تسجيل اختراع في مجال تخطيط الشبكات اللاسلكية عن طريق جامعة الملك فهد للبترول والمعادن. ** ما هي أفضل تلك الاختراعات في نظرك، وما مدى جدواها؟ - أحد هذه الابتكارات يهتم بطرق جديدة للتحكم الآلي في قوة إرسال الهواتف والأبراج اللاسلكية كتلك المستخدمة في أنظمة الجوالات، بحيث تكون قوة الإرسال متناسبة عكسياً مع جودة الاتصال بين البرج وجهاز الهاتف. فعندما يقرب الجوال مثلاً من برج الاتصالات يتم تخفيض قوة الإرسال آلياً لعدم الحاجة لقوة كبيرة في هذه الحالة. أما إذا بعد الجوال أو زادت رداءة الاتصال فان قوة الإرسال تزيد في هذه الحالة لتحسين مستوى الاتصال. وهذه العملية لها فوائد عديدة أهمها تقليل استهلاك الأجهزة اللاسلكية للطاقة والمحافظة على جودة اتصال ثابتة مما يؤدي إلى ضمان الجودة ورضاء المستهلك. وبالطبع هناك تحديات كثيرة تم بحثها في هذا المجال منها مثلاً عندما يكون جهاز الجوال في سيارة تتحرك بسرعة كبيرة أو عند وجود عوائق كثيرة بين جهاز الجوال ومحطة الإرسال. **ما هي أبرز المعوقات التي تواجه أي مخترع لنيل براءة اختراع في رأيك؟ - لم تواجهني شخصياً ولله الحمد معوقات تذكر، وذلك لتطور نظام تسجيل البراءات في الولاياتالمتحدة. فالمسئولين عن هذه العملية هناك لديهم خبرة كبيرة ووعي كامل وإمكانات متطورة في موضوع تسجيل براءات الاختراع. حتى أنه يمكنهم التعامل مع مواضيع تتعلق بتقنيات عالية وبحوث علمية متطورة. ولذلك تخف الأعباء كثيراً على المتقدم بطلب تسجيل البراءة. بعكس ما يحصل في دول أخرى من مهام كثيرة يجب عملها من قبل من يطلب تسجيل البراءة. حيث يطلب منه أحياناً السفر أو تعبة نماذج عديدة أو دفع رسوم ربما لا يستطيع تحملها. مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية تقوم بهذه المهمة في المملكة، ونحن إذ نشكرهم على جهودهم المخلصة لنتمنى منهم المزيد من التسهيل والدعم في مجال تسجيل براءات الاختراع.