ها نحن نستقبل شهر رمضان المبارك.. ضيف كريم عظيم سيحّل علينا بعد أيام قليلة ونحن في مهب أزمة عالمية وظروف استثنائية، ولكن شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار سينسينا ما نحن فيه، سيريح القلوب وسيمحي الذنوب.. رمضان هذه السنة ليس كغيره.. رمضان مختلف باختلاف الأيام والأحداث.. رمضان مميز، رمضان بنكهة مختلفة ووجدانية فريدة وروحانية ليس لها مثيل.. كيف لا.. وهي المرة الأولى التي سنستقبله فيها استقبالا مختلفا، استقبال "المضطر" الذي يحتفي بضيف غالٍ وعزيز، ضيف نحن في أمّس الحاجة إليه..، ضيف سيحل علينا في ظروف استثنائية وأيام غير اعتيادية.. ترحيبنا به سيكون له ومن أجله فقط، سنلقاه بعبادات خاشعة غير منقطعة وصلوات دائمة غير متأخرة ودعوات متتالية غير متهاونة، فلا أسواق ولا تجمعات ولا عزائم ولا أمور دنيوية غير ذات جدوى ستشتت ترحيبنا به أو تنسينا قيمته أو تلهينا عن أهميته.. هذا الشهر الكريم الذي يزورنا مرة كل عام والذي فضله الله تعالى عن بقية الشهور.. سيكون ضيفًا مميزًا، ضيفاً روحانياً حقيقيًا، ضيف كريم من رب رحيم.. ضيف ستعم السكينة والطمأنينة بقدومه.. فلنكن له خير مضيفين، وليكن وعينا أشمل من صعوبات الأيام ولتكن روحنا في أسمى مراحل الالتئام، ولتكن نظرتنا أبعد من أزمة مؤقتة ولتكن همتنا ثابتة غير مشتتة، فلنبعد الأفكار الباهتة ولنعوض الأيام الفائتة.. "أيامًا معدودات" فلنحييها بالطاعات والعبادات، ولنجدد التوبة والصلوات ولنطلب الغفران ونحمد الله على الصحة والإيمان.. شهر القرآن والتكبيرات.. فلنتطلع فيه لكرم الواحد الأحد.. ولننسى كل الصعوبات.. ولنتجاهل مختلف الأزمات و ندعو بالرحمة لجميع الأموات ولنتفاءل بشتى الخيرات من القادر المقتدر خالق الأرض والسموات.. شهر الخير والإحسان، شهر الكرم والغفران، نسأل الله أن يعيننا على صيامه وقيامه ويحل الأمان بأيامه ويزيح البلاء وآلامه. * عضو هيئة التدريس بجامعة طيبة